أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أن أفلان اليوم سيكون جبهة المناضلين لا المسؤولين وسيمكن المناضلين من ممارسة حقهم من خلال إعادة الاعتبار للقواعد النضالية، مشددا على ضرورة فتح أبواب الانخراط والابتعاد عن الإقصاء والتهميش، داعيا المناضلين والمواطنين إلى التصدي لمختلف المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر خاصة في ظل الأوضاع المحيطة بالجزائر. أوضح الأمين العام للأفلان خلال الزيارة الميدانية التي قام بها أمس إلى محافظة بوسعادة أن استحداث محافظة بوسعادة لم يكن ارتجاليا أو اعتباطيا أو يخضع لحسابات سياسية ضيقة، مؤكدا أن قرار إنشاء المحافظة يعتبر عرفانا واستحقاقا من جبهة التحرير لجميل ما قدمته هذه المنطقة أثناء الثورة التحريرية أو في مرحلة بناء الجزائر، مؤكدا أن هذه الترقية السياسية ستتبعها ترقية إدارية وستكون محافظة بوسعادة قاطرة الولاية الجديدة التي سيتم استحداثها، مضيفا بأن ذلك هو مطلب من مطالب حزب جبهة التحرير الوطني. وأهم ما ميز لقاء الأمين العام للحزب بمناضلي وإطارات حزب جبهة التحرير لمحافظة بوسعادة التجاوب الكبير للكلمة التي ألقاها والتي غالبا ما كانت القاعة تهتز تصفيقا، حيث أعرب المناضلون عن ثقتهم واستعدادهم للامتثال لتعليمات القيادة والعمل على تقوية صفوف الجبهة وتوسيع الانتشار من خلال تنظيم الهياكل القاعدية للحزب. وذكر سعداني بأن الشعب لم يخيب يوما حزب جبهة التحرير الوطني كلما لجأت إليه سواء في المواعيد الانتخابية أو في القضايا المصيرية للبلاد، ومن هذا المنطلق اعتبر الأمين العام أنه »لا يحق لنا أن نهون مما يدور حولنا خاصة في حدودنا الجنوبية فالوضع خطير جدا«، مشددا على أن الأفلان مطالب بتجنيد الشعب وراء جيشه لإحباط جميع المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر خاصة في ظل الأوضاع المحيطة بالجزائر، مضيفا بأن هناك مؤامرات تم إحباطها بفضل حنكة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة »التي اكتسبها منذ أن نذر نفسه لخدمة الوطن منذ شبابه ولازال إلى الآن وعلينا أن تكون إلى جانبه«. وبخصوص مستجدات الساحة السياسية، تطرق الأمين العام للحديث عن مسألة تعديل الدستور حيث ذكر بمقترحات الأفلان التي تهدف إلى بناء دولة مدنية اجتماعية تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات، وأن تكون العدالة مستقلة وسيدة ودعم الحريات الفردية والجماعية، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية سعى دوما إلى تجسيدها من خلال حزمة الإصلاحات التي باشرها منذ توليه سدة الحكم سنة ,1999 مضيفا بأن الرئيس دعا المعارضة إلى المساهمة في إثراء ومناقشة مسودة الدستور الذي يعطي مكانة هامة للمعارضة، غير أن هذه المعارضة، يضيف سعداني، أدارت ظهرها برفضها لهذه الدعوة وراحت تجتمع في فندق. وأشار الأمين العام إلى وجود أطراف تحركها أياد شرقية وأخرى غربية، مضيفا بأن بعض الأحزاب تريد المحاصصة في دعم رئيس الجمهوية لكنها لا تحظى بقاعدة شعبية، معربا عن رفض الأفلان للمحاصصة وأن الحكم سيسند لمن لديه الأغلبية بحكم أن السلطة للشعب وعلى الجميع احترام إرادته. وبخصوص القضايا النظامية للأفلان، قال سعداني أنه تولى تسيير شؤون الحزب في الوقت الذي كان المناضلون في القاعدة لا يدركون ما يدور في القمة، مضيفا بأن بعض الأشخاص يقودون تيارات أما اليوم فلابد أن تكون الجبهة جبهة المناضلين لا المسؤولين، ولتمكين المناضلين من ممارسة حقهم يجب إعادة الاعتبار للقاعدة التي طالما تم تهميشها سواء من خلال قرارات خارج القانون الأساسي والتي أدت إلى إغلاق محافظات وقسمات لم تكن تفتح أبوابها إلا في المواعيد الانتخابية، مضيفا بأن المترشحين كان يتم اختيارهم عن طريق المحاباة، حيث انجر عن ذلك تولي بعض الأشخاص المناصب باسم الأفلان ثم يتنكرون للحزب ويديرون ظهرهم له. ودعا الأمين العام إلى فتح أبواب الانخراط أمام المناضلين الجدد وتوزيع البطاقات على المنخرطين، مشددا على أن عهد غلق أبواب الأفلان أمام المنخرطين قد ولى ولا مكان للإقصاء والتهميش باعتبار أن حزب جبهة التحرير الوطني في حاجة إلى كل أبنائه المخلصين.