اختتم أعضاء بارزون من عالم التدوين العربي مؤخرا مؤتمرا في العاصمة التونسية ناقشوا من خلاله انعكاسات ودور الأنترنت في الثورات العربية وحركية الانتقال الديمقراطي في المنطقة والإصلاحات السياسية، وكذا السياسات الحكومية إزاء التكنولوجيا ومصداقية المعلومات التي يتم عرضها وتداولها وتمريرها عبر فيس بوك وتويتر. كانت قد استضافت العاصمة التونسية النسخة الثالثة لمنتدى المدونين العرب بمشاركة 200 ناشط سبرا نيا و19 عضوا في الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى العديد من المدونين ورواد الإعلام الجديد تعرضوا من خلال هذا المؤتمر المنضم من قبل مؤسسة أصوات عالمية ومؤسسة هينريك بويل بالتعاون مع موقع نواة التونسية إلى عدد من القضايا، أبرزها دور الشبكات الاجتماعية في تأثيرها في الثورات العربية والتحولات الديمقراطية وكذا الإصلاحات السياسية والسياسات الحكومية اتجاه التكنولوجيا ومصداقية وفعلية المعلومات التي يتم تمريرها من خلال موقعي الفيسبوك والتويتر، واعتبر مالك الخضراوي أحد منظمي الندوة ومدير موقع نواة أن اجتماع المدونين في تونس يعد حدثا استثنائيا كما أوضح هذا الأخير أن العالم العربي واكب ثلاث ثورات كان للمدونين دور بارز فيها، لهذا فإن المؤتمر فرصة سانحة للقائهم وإتاحة الفرصة أمام المدونين العرب للتفكير ولمناقشة التحديات الجديدة المطروحة أمام العالم العربي، كما عقبت ممثلة مؤسسة الأصوات العالمية ريبيكا ماكنون منوهة إلى الدور الفعال الذي تلعبه الإنترنت في المجتمعات التي تقدر قيمتها وتحسن توظيفها قائلة أنه على المواطنين أن يخضعوا الشركات المسؤولة للمساءلة من أجل أن يتطور الإنترنت بطريقة تضع المواطن في جوهرها، إذ بينت أن الأنترنت أصبح وسيلة قوية للتواصل بين المواطنين والحكومات وحذرت في نفس الوقت من أن هناك سلطة إنترنت مملوكة من بعض الشركات بوسعها أن تعيق أو حتى تقطع التواصل بين الطرفين، وأضافت قائلة أنه لا يمكننا أن نثق بأن هذه الشركات ستطور أو تحافظ على الإنترنت مفتوحا وقادرا على حماية حرية التعبير، وقد رأى المدونون المشاركون في الملتقى أن المواقع الاجتماعية الإلكترونية لعبت دورا بارزا في انتفاضة الشعوب العربية ومواجهة أنضمتها بسبب احتكار النظام لوسائل الإعلام. وللإشارة يعود تاريخ ظهور المدونات العربية إلى سنة 2004 حيث زاد انتشارها وتأثيرها في السنة الموالية وذلك تزامنا مع بدء الحراك السياسي وارتفاع الأصوات المطالبة بالتغيير بالمنطقة ومن جهتها دعت المدونة السورية زران غزاوي المدونين إلى ضرورة استغلال الخبرات التي اكتسبوها خلال الثورات لتطوير شبكات التضامن العربي على الأنترنت ومواصلة النضال في سبيل حرية التعبير، وفي الأخير دعا كافة المشاركين إلى ضرورة جعل الأنترنت وسيلة للتواصل الفعال القادر على الرقي بالمجتمعات العربية إلى مصاف المجتمعات التي جعلت من الأنترنت ركيزة من ركائز المجتمع المتطور.