قطر باختصار شديد هي الشيخة موزة زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة.. والقناة الفضائية هي “الجزيرة”.. بدون الشيخة موزة ناصر المسند و«الجزيرة” سيخفت صوت قطر ووجودها وتأثيرها الإعلامي والسياسي.. قطر “مشيخة” وليست دولة بالمعنى المعروف.. أفاء الله عليهم من فضله الكثير. لكنهم لم يستغلوا ثرواتهم في بناء دولة مؤسسات. وتفرغوا لعقد اجتماعات قمة ورعاية مناضلين ونصابين.. خصصوا جوائز لدعم الديمقراطية وحرية الإعلام وهم أبعد ما يكونون عن الإثنتين. لا تستطيع جريدة في قطر أن تهاجم فساد وزراء أو شيوخ في العائلة المالكة.. لايتجرأ أحد على نشر صور زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى الدوحة! ولا يتجاسر أي رئيس تحرير على نشر صور القاذفات الأمريكية وهي تقلع وتهبط في القواعد العسكرية الأمريكية في العيديد أو السيلية أو أم صلال.. فقطر كلها قاعدة أمريكية. الإعلام الذي تديره الشيخة موزة حرم الأمير هو إعلام “بعين واحدة” أو أعور.. يرى عيوب الآخرين ويجسدها ويضخمها. ويعجز عن رؤية عيوبه وثقوبه التي تملأ الجزيرة الصغيرة، التي يعرفها العالم باعتبارها المكان الذي توجد فيها أكبر قواعد عسكرية أمريكية خارج الولاياتالمتحدة. كما أنها تحظى بأكبر تواجد للجنود والضباط الأمريكيين الذين يصل عددهم إلى 45 ألف جندي وهم رقم أكبر من الجيش القطري نفسه. الشيخة موزة المسند وهبت نفسها وأموالها لقضية نشر الديمقراطية في الدول النامية، وترسيخ مبادئ حرية الصحافة والإعلام في المناطق التي تراها موزة بحاجة لتطوير.. الشيخة تتصرف وكأنها دولة عظمى ترعى الإصلاح السياسي وحرية الرأي في العالم كله.. حصل سعد الدين إبراهيم منها قبل عامين على عشرة ملايين دولار لدعم الديمقراطية في العالم العربي. وجمع بعض المعارضين وذهب بهم إلى الدوحة في ماي 2007 متصورا أنه بهم سيغير خريطة المنطقة. تخدم مصالح أمريكا على حساب العرب نسيت الشيخة موزة المسند وزوجها الأمير الذي انقلب على أبيه أن الشعوب العربية لاتصدق العملاء. ولاتقبل أن يكون أحد متحدثا باسمها أو وصيا عليها بأموال الآخرين. من ثم فشلت موزة في الإصلاح السياسي الذي اعتبرته مشروعها القومي، واختارت سعد الدين إبراهيم بتوصية من الإدارة الأمريكية السابقة كمدير له، ومنسق ومروج لفكرة الفوضى الخلاقة التي تبنتها كونداليزا رايس وزيرة خارجية الإدارة الأمريكية السابقة تحت زعم الديمقراطية. ولما خف تأثير سعد الدين إبراهيم برحيل إدارة بوش وفشل في تقديم نفسه بصورة ايجابية للإدارة الأمريكيةالجديدة. فكرت الشيخة موزة في أن تستقدم شخصاً آخر من هواة الشو الإعلامي للدوحة، كي يعاونها في مهمتها المقدسة وهي حرية الصحافة والإعلام في الوطن العربي.. ويبدو أن الشيخة تريد “استنساخ” نموذج قناة الجزيرة في الوطن العربي وإصدار صحف على نفس المنوال. إختارت موزة روبير مينار “فرنسي الجنسية” ليتولي إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام العام الماضي، وذلك بعد ابعاده عن منظمة “مراسلون بلا حدود” التي أوقفته.. ولأن قطر متخصصة في اختيار المطاريد وأصحاب المشاكل السياسية لتضعهم في بؤرة اهتمامها. فقد وظفت موزة مينار فوراً.. لكن يبدو أنها لم تفهمه الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء التي تحكم المجتمع القطري وأهمها عدم انتقاد الوضع الداخلي. تصور مينار أن المركز الذي استدعوه لإدارته يحتاج توصيات وخطة عمل تبدأ من الشأن المحلي ليكتسب مصداقية إذا تحدث للخارج لكنه كان واهماً. المسيو مينار كتب رسالة مفتوحة للشيخة موزة ضمنها انتقادات كثيرة للوضع في قطر، قال فيها أن البلاد تعاني من غياب حرية الصحافة وعدم وجود نقابة للصحفيين، وكذلك الحاجة لتغيير القوانين المنظمة لحرية الصحافة والإعلام. كما انتقد مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في القمة العربية التي عقدت بالدوحة منوها أن هذا يتعارض مع القانون الدولي، ويمثل استهانة بآلية من آليات الأممالمتحدة وهي المحكمة الدولية. ولكم أن تتصوروا وجه الشيخة موزة وهي تقرأ الرسالة المفتوحة التي بعث بها روبير مينار إليها.. فوراً أصدرت أوامرها بترحيله عن البلاد وأعطت توجيهاتها للصحف القطرية أن تسلخه حيا.. وهكذا نشطت هذه الصحف لمهاجمة مينار، ووجهت له إنتقادات حادة مبررة قرار طرده بأنه سعى لإثارة الفوضى تحت إسم حرية الإعلام وعدم احترامه للوضع الداخلي في قطر، بانتقاداته المستمرة لغياب حرية الصحافة. وأن هناك قوانين على كل من يعمل في قطر أن يحترمها!!!