توفي أمس بأحد مستشفيات القاهرة الممثل المصري عمر الحريري، الذي قدم خلال نحو 60 عاما عددا كبيرا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، إضافة إلى مشاركته في أكثر من 100 فيلم سينمائي. شيعت أمس جنازة الفنان القدير بعد صلاة الظهر من مسجد أبو بكر الصديق بمساكن شيراتون (شرق القاهرة)، ودفن بمدافن الإمام الشافعي، واقيم سرادق العزاء بمسجد الشرطة بطريق صلاح سالم مساء. وتوفى الفنان الكبير بعد معاناة مع المرض استمرت أربعة أيام، حيث كان يقف قبلها على خشبة المسرح، سعيدا بمشاركته في عمل مسرحي للأطفال بمسرحية “حديقة الأذكياء” على مسرح الطفل. ولد عمر محمد صالح الحريري يوم 16 جوان 1922، وتخرج في المعهد العالي لفن التمثيل العربي عام 1947، وكان أول أدواره السينمائية حين اختاره الممثل المصري يوسف وهبي للمشاركة في فيلم كرسي الاعتراف عام 1949. ولكن الحريري ظهر في سن الخامسة عشرة في مشهد صامت قصير جدا في فيلم سلامة في خير الذي قام ببطولته نجيب الريحاني عام 1937. وشارك الحريري في 103 أفلام سينمائية، منها: الوسادة الخالية و(سكر هانم) والناصر صلاح الدين والخائنة وأهل القمة ونهر الحب ومعالي الوزير، ولكنه لم يقم بالبطولة المطلقة إلا في فيلم واحد هو أغلى من عيني من تأليف وإخراج عز الدين ذو الفقار عام 1955. وشارك الحريري في كثير من المسلسلات التلفزيونية، منها: (أحلام الفتى الطائر) و(خالتي صفية والدير) وساكن قصادي والسيرة الهلالية وشيخ العرب همام، إضافة إلى مسرحيات منها شاهد ما شافش حاجة والواد سيد الشغال. ونال الحريري عددا من الجوائز عن بعض أدواره، كما كرمه المهرجان التاسع للسينما المصرية عام 2003، وصدر عنه كتاب عمر الحريري.. قوس قزح للناقدة زينب عزيز. من جانبه نعى نقيب الممثلين المصريين أشرف عبد الغفور الراحل، قائلا: خسرنا خسارة كبيرة بوفاته، والفن المصري لا ينسى له أبدا الكثير من الأدوار السينمائية الخالدة، ولا يمكن لأحد أن يعوض مكانته، لقد كان فنانا ملتزما وقادرا على أداء أدواره بحرفية عالية وبراعة، وتاريخه الفني سيظل شاهدا على قدرته على الإبداع. بدوره، دعا الفنان محمود ياسين للفقيد بالمغفرة والرحمة، وقال: لقد كان أعظم إنسان ممكن أن تقابله في حياتك، كان رجلا من طراز فريد وفنان من نوع خاص، ولا أنسى له الكثير من المواقف الإنسانية. وأبدى الفنان حسن يوسف حزنه الشديد على رحيل صديق عمره، واستدرك قائلا “ولكنها سنة الحياة، الموت علينا حق، وفراق الذين نحبهم أمر جلل ويحزن القلب، وأسأل الله أن يكرمه في مثواه الأخير، وأدعو كل محبيه ومعجبيه أن يدعوا له بالرحمة، فلقد كان إنسانا عظيما ونبيل الخلق ووفيا لزملائه وأهله”. وتمنى الفنان سمير صبري الرحمة والمغفرة للراحل عمر الحريري، وقال: إنه نموذج لن يتكرر، فلقد قدم للسينما المصرية العديد من الأعمال الفارقة، وظل متربعا في قلوب المصريين، فهو له مكانته التي لا يستطيع أحد أن يقترب منها، فعمر الحريري لن ينساه الجمهور العربي أبدا.. حيث قدم للسينما والمسرح والتليفزيون 163 عمل.