أقدم مساء أول أمس شاب في الخامسة والثلاثين من عمره على الانتحار شنقا، باستعمال سلك معدني ببلدية عين الذهب (70 كلم جنوب ولاية تيارت) وقد تم نقل الجثة أمس حوالي الساعة التاسعة صباحا لتشريحها. وحسب مصادر محلية، فإن أسباب هذه المحاولة تعود إلى خلافات عائلية بين الشاب وأفراد من العائلة. الحادثة هذه ليست الأولى بولاية تيارت في الفترة الأخيرة بل سبقتها عديد الحالات في السنوات الماضية حتى في أوساط الكبار فقبل شهر رمضان من السنة الفائتة بأيام أقدمت عجوز على الانتحار بعدما رمت بنفسها من طابق علوي بإحدى عمارات المحرج الشمالي لبلدية عين الذهب الجنوبية، والمحاولة الثانية لشابة في الثلاثينات قبل حوالي شهرين قامت برمي نفسها من شرفة منزلها مما تسبب لها في كسور ورضوض أدخلتها مستشفى يوسف الدمرجي بعاصمة الولاية لتفارق بعدها الحياة. "السلام"، وعلى وقع الحادثة خرجت إلى الشارع صبيحة أمس لتتحدث مع بعض المواطنين التيارتيين عن ظاهرة الانتحار التي أصبحت تطال الشباب والشيوخ حيث بدأنا بالحديث عن المراهقة، حيث شجب محدثينا الحادثة لتزامنها وحلول الشهر الفضيل وقد ربط هؤلاء الأسباب التي تدفع بالمراهقين إلي الانتحار أو لمحاولة الانتحار بالإحداث التي تعيشها هذه الفئة، انطلاقا من الأحداث البسيطة وصولا إلى الأحداث الأكثر تعقيدا ولعل المنطقة التي ينحدر منها الشاب لدليل على أن نظام العلاقات القائمة بين الشاب وأهله من جهة وعلاقته بالآخرين من جهة ثانية له دور في الدفع بأي شاب أخر ضعيف النفس لا حول له ولا قوة إلى شرب مادة الغراء والمكشط والماء القاطع أو الموت شنقا كما يعرف محليا وغيرها من المواد الكيماوية السامة فالشاب تقول اصداء من عين المكان أنه يتيم الأب ويعيل زوجة ابيه واخواته، ولجأ إلى ضرب أخته بعدما ضبطها رفقة شاب الشيئ الذي دفع بزوجة الأب إلى تهديده برفع دعوى قضائية عليه، الشيء الذي دفعه إلى الانتحار. بعض محدثينا قالوا إن الانتحار مهما تعددت أشكاله فهو خروج من رحمة الله وغير مبرر لا سيما للعجائز ولصغار السن، أما البعض الأخر وهم فئة قليلة تعاطفت مع بعض الحالات. السيد أحمد عامل بوحدة لبريد الجزائر استغرب من حادثة انتحار العجائز والشباب وهو الاستغراب الذي لم يعجب السيدة فتحية موظفة بنفس الوحدة فقد التمست للعجائز ولكبار السن أكثر من عذر في مقدمتهم الأعذار الصحية والنفسية والعائلية فكثير من العجائز يعشن غرباء حسب محدثتنا وسط عائلاتهم بسبب مشاكل كبر السن وسلطة زوجة الإبن التي يعتبرها العجائز قمعا دائما إلى جانب رغبة العديد منهم في الموت بسبب مرض عضال ألزمهم الفراش وحول أسرتهم إلى مراحيض بفعل عدم قدرتهم على قضاء حاجاتهم البيولوجية بطريقة عادية مما يكسر كرامتهم أمام أولادهم لا سميا ( الكنة ). انتحار شاب في ريعان شبابه أستأثر اهتمام من التحقوا بدائرة نقاشنا قُبالة مركز البريد، حيث ربط بعضهم أسبابه بقسوة الأولياء على أبنائهم ذكورا وإناثا مرات وبمصاحبة أصحاب السوء مرات ولتقليد أبطال الأفلام الغربية وبخروج الفتيات عن الأعراف وإقامة علاقات غير شرعية مع شباب، مما يجعل إخوتهم الشباب يتعرضون للقهر والمشاحنات والملاسنات والتنابز بالغمز والكلام من طرف أهل المنطقة، غير أن السيد مولاي وهو موظف حكومي ركز كثيرا عن قسوة الأب والسلطة التي لا تعني عنده إلا الصراخ والضرب والتهكم بعيدا عن سلطة السند العاطفي في حديثه عن الأسباب التي تؤدي الى محاولات انتحار الشابات، ضعف العلاقات الأسرية وترسيخ فكرة السلطة القمعية لدى الأطفال التي تتحول في سن المراهقة إلى عنف وتحولهم من أطفال مغلوب على أمرهم إلى مراهقين متذمرين وعدوانيين وفاشلين هي السبب في ولوج عالم الانتحار النفسي ومن ثم الجسدي على رأي الكثير من محدثينا إضافة إلى أسباب تتعلق بالضروف الاقتصادية وأحيانا ببعض الخصائص النفسية، وهو ما يتطلب إرساء تقاليد داخل الأسرة التيارتية التي لا زالت في جدل حول الحوار الأسري وأهميته إلى جانب تقوية الوازع الديني لدى الأطفال.