بجاية تتصدر القائمة ب26 حالة تليها العاصمة ب13 حالة وسطيف ب 21 منتحرا من ضمن الولايات التي عرفت حالات كثيرة من الانتحار، أكد الرائد كرود أن منطقة القبائل لاتزال تتصدر قائمة الأشخاص المنتحرين. فولاية بجاية انتحر بها 26 شخصا من بينهم 23 رجلا و3 نساء، تلتها ولاية الجزائر بتسجيلها 13 انتحارا، منها 11 رجلا وامرأتان، واحتلت ولاية سطيف المرتبة الثالثة بتسجيلها 12 انتحارا، منها 10 ذكور وحالتان للإناث، وولاية تيارت ب 11 حالة انتحار. أوضح الرائد كرود في ذات السياق أن هناك حالات أخرى للانتحار متفاوتة تم تسجيلها بباقي ولايات الوطن وفي التعداد التنازلي، حيث تم تسجيل 9 حالات للانتحار لكل من ولاية باتنة، تلمسان وسكيكدة، في حين شهدت كل من ولايتي المدية وبسكرة انتحار 8 أشخاص، ولاية غيلزان 7 أشخاص، ولاية سوق أهراس وسعيدة ب 6 حالات، في حين تم إحصاء 5 حالات انتحار لكل من ولاية شلف، البويرة، قسنطينة، معسكر ووهران. هذا وسجلت 4 حالات بكل من ولاية جيجل، مستغانم، تيسمسيلت، ميلة وعين الدفلى. أما ولاية الاغواط، أم البواقي، برج بوعريريج، بومرداس والطارف تم إحصاء ثلاث حالات، وحالتين بكل من ولاية الجلفة، سيدي بلعباس، عنابة، ڤالمة، البيض، الوادي وغرداية، لتشهد كل من الولاية الجنوبية بشار، ايليزي، تبسة، تيبازة وعين تموشنت حالة واحدة فقط، وهذا ولم تسجل أي حالة انتحار بولاية البليدة وورڤلة. و 372 محاولة فشل في الموت والجنس اللطيف يتصدر القائمة ب255 محاولة في الوقت التي بلغت عدد المحاولات الانتحار 372 محاولة لأشخاص فشلوا في الموت، فالصدارة كانت للجنس اللطيف ب 255 محاولة فاشلة مقارنة ب 117 محاولة انتحار من طرف الرجل خلال السنة الماضية، بعد أن قادوا محاولات انتحار لم تنه أيام الحياة، ولم تتمكن من مغالبة الأقدار، وبالمقارنة بإحصاءات سنة 2008، فان محاولات الانتحار التي باءت بالفشل قدرت ب187 محاولة وفئة الاناث كانت في الصدارة بتسجيل 128 محاولة في المقابل 59 محاولة لفئة الذكور، موضحا أن الفضل يرجع إلى مصالح الحماية المدنية التي تمكنت من إنقاذ بعض الضحايا الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 سنة. السطيفيات والمعسكريات والغليزانيات يحتلن الصدارة في محاولات الانتحار الفاشلة وبخصوص المحاولات الفاشلة للانتحار خلال نفس الفترة، فقد سجلت 255 محاولة خاصة من طرف النساء، وهو ما يؤكد أن الإناث يفشلون في وضع حد لحياتهم لاعتبارات عديدة، فالتقارير تشير إلى أن السطيفيات والمعسكريات في صدارة المحاولات الفاشلة ب 19 محاولة انتحار، والغليزانيات ب 16 محاولة والبجاويات ب 13 محاولة فاشلة، لتليها تلمسانيات ب 12 محاولة، بويريات، سكيكديات، والسوفيات ب 11 محاولة، أما البسكريات، التيارتيات والبواقيات ب9 محاولات لانتحار، فالجلفويات والتيمونشيات ومن عين الدفلى وتيسمسيلت 8 محاولات فاشلة، لغواطيات، لمدانيات برايجيات ب 7 محاولا، السوق هراسيات، العاصميات ب 6 محاولات، اڤلالميات ب5 محاولات، وأما الباتنيات، الجيجليات، المستغانميات، تيبازة وميلة ب 3 محاولات باءت بالفشل لهن. هذا وان الجنس اللطيف بكل من ولاية شلف، تبسة، وهران، البيض، اليزي وبومرداس فلم يتم تسجيل أي محاولة للانتحار . الوضعية العائلية في طليعة الانتحار بتسجيل 104 حالة أعزب و 99 حالة متزوجين هذا وأشار ذات الرائد إلى أن هذه المعطيات الإحصائية المتعلقة بهذه الظاهرة، وبتسليط هيئتهم الضوء على أسباب تفاقم حوادث الانتحار بالجزائر، نجدها لم تخرج عن نطاق المشاكل الاجتماعية والنفسية، بالإضافة إلى البطالة أحد أهم الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب الجزائريين خاصة إلى وضع حد لحياتهم بطرق مختلفة بين شنق ورمي أنفسهم من الشرفات، أو من العمارات، الجسور وحتى رمي أنفسهم فوق السكك الحديدية لتدوس عليهم القطارات. وتشير التقارير إلى أنه من مجمل 372 محاولة انتحار، فالوضعية العائلية في طليعة الأسباب الداعية له والحلقة الأساسية في أسبابه بالنسبة للكثير من الفئات خاصة المشاكل الزوجية، حيث تم إحصاء 99 حالة لفئة متزوجين ,104 حالة أعزاب، و135 حالة تخص أشخاص دون مهنة'' بطالين ''، في الوقت الذي سجلت المشاكل العائلية 33 حالة. لماذا ينتحر الجزائريون بكثرة؟ حالات انتحارات عبر مختلف ولايات الوطن هذه بعض الحالات لظاهرة الانتحار التي تحصد الأرواح البشرية البريئة، والتي باتت تتصدر الأحداث المحلية للصحف الجزائرية، وبات المتصفح لهذه الجرائد يتساءل عن تداعيات هذه الظاهرة التي بدأت تأخذ منعرجا خطيرا وتدق ناقوس الخطر أمام التنامي المقلق لعدد المنتحرين من يوم لآخر. هذه الحالات ليست الأولى لأشخاص يضعون حدا لحياتهم، كاقدم شاب في الخامسة والثلاثين من العمر، على إضرام النار في جسمه قبل اقتحام مقر ديوان والي قسنطينة (431 كلم شرق العاصمة)، محاولا الانتحار على مرأى من جميع المسؤولين المحليين مدنيين منهم وعسكريين، قبيل دخول قاعة الاجتماعات. وقد سارع أعوان الأمن وتدخلت مصالح الحماية المدنية لنقله للمستشفى الجامعي ابن باديس، في محاولة لإطفاء النار من كامل جسده الذي أصيب بحروق خطيرة على مستوى الوجه وباقي الأعضاء، صنفت من الدرجة الثانية. كما أقدمت فتاة تبلغ من العمر 17 سنة على رمي نفسها من الطابق الخامس لعمارة بحي بات ريس لوممبا بعنابة (600 كلم شرق العاصمة)، حيث لفظت أنفسها متأثرة بجراحها، بعد يومين من العلاج المكثف بغرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بن رشد . في حين أقدم شاب في العقد الثاني من عمره، يقطن في منطقة ريفية بلدية توسمولين ولاية البيض (غربي الجزائر)، على وضع حد لحياته بعدما تسلق ليلا، عمودًا كهربائيا ولمس الخيوط العالقة به، مما أدى إلى سقوطه جثة هامدة متفحمة. فيما ألقى شاب من حي الحرية بولاية شلف، ذو 28 سنة، نفسه بسبب البطالة الخانقة، بعدما سدت أمامه جميع الأبواب العمل: وفي نفس الإطار، نجا طالب جامعي من الموت المؤكد بعدما شنق نفسه بحي الشرفة، حيث تم إنقاذه وإنعاشه بمستشفى الشرفة، كما نجا شابان آخران بعد تدخل مصالح سونلغاز وقطعهما للتيار الكهربائي بكل من بلدية سنجاس وعاصمة الولاية، وذلك لنفس الأسباب أي انعدام فرص العمل والوقوع في دائرة اليأس. وحتى فئة الشيوخ هي الأخرى تنتحر إقدام صبيحة الأربعاء 27من شهر أوت السنة الماضية ، شيخ في حدود 61 من عمره، في مشهد مأساوي تقشعر له الأبدان، على شنق نفسه تحت أغصان شجرة تين داخل مستثمرة فلاحية تقع بحي مصطفى مقنوش ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، لافظا أنفاسه الأخيرة في حادثة هي الأولى من نوعها بالعاصمة. الضحية ظل معلقا في الشجرة لساعات ولم يعثر في جيبه سوى على تذكرة قطار، وحسب ما أفادت به قيادة الدرك الوطني لولاية الجزائر، هو عثورها على حبلين ملفوفين بالشجرة، أحدها رقيق والثاني غليظ كان ملفوفا بعنق الشيخ المنتحر، وهو ما يؤكد أن الضحية مات بعد محاولة أولى فاشلة لتكلّل الثانية بنجاح دون أن ينكسر جذع شجرة التين. كما شهدت ولاية الشلف في الآونة الأخيرة بخصوص مظاهر الانتحار، إقدام شيخ يناهز ال 65 سنة ببوقادير على رش جسمه بالبنزين داخل منزله، ثم إضرام النار فيه. أستاذ الاجتماع عبد اللاوي يؤكد... الزواج لم يعد عامل استقرار أسري ويبقى الخبراء في علم النفس وعلم الاجتماع محتارين أمام هذه الظاهرة التي انتشرت في الجزائر حتى أنها أصبحت الطريقة الوحيدة للاحتجاج، فمتتبعو هذه الظاهرة يقولون إن هناك عنفا موجودا بكثافة في المجتمع، يجد فرصة لاستعماله في مثل هذه الظروف، فالحرمان لا يجد أحزابا وجمعيات ذات مصداقية لتأطيره، وهنا فينفجر بطريقة عشوائية. وركز أعبد اللاوي حسين على ضرورة تخلص الأسر، من الأسباب التي ساهمت في وقوع محاولات الانتحار، في حالة عدم تحقق المراد في المرة الأولى التي كثيرا ما تكون مجرد تنبيه في الغالب للمراهقين والشباب يواجهونها من أجل لفت الأنظار وطلب النجدة، مؤكدا على أن الأسرة في الجزائر، تعيش تحولات عميقة في البنية والمحيط الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي، وهو ما يتطلب برأيه تفكيرا عميقا حول العلاقات المتبادلة بين هاته الفعاليات. هذا وأشار إلى أن ظاهرة الانتحار التي تشهد تناميا رهيبا في الجزائر، سببها الأساسي التحولات العميقة التي تعيشها الأسرة وهي أحد رواسب إفرازات الفوضى التي مرت بها البلاد وأدت إلى إحداث انقلاب في القيم والضوابط الاجتماعية. ومن جانب آخر أكد الأستاذ عبد اللاوي حسين أستاذ بعلم الاجتماع بجامعة بوزريعة، وجود ثلث محاولات الانتحار لدى فئة المتزوجين، تنسف فرضيات سابقة كان يؤكد بخصوصها الخبراء على أن الزواج عامل يساهم في القضاء على نزعات الانتحار لدى الشباب، ويساعدهم على الاندماج مجددا في المجتمع، وهو ما يستدعي التعمق في دراسة الظاهرة، لاكتشاف أبعادها الحقيقية، قائلا لا بد من توخي والحذر فيما يخص هذه الظاهرة التي يميزها سيطرة متغيرات جديدة. الأخصائية النفسانية مشتاوي تدعو كل المعنيين لحماية الأطفال والمراهقين من حبل الموت أخطر ما يهدد توازن المجتمع وينسف استقرار الأسر، هو استفحال ظاهرة الانتحار وبلوغها منحنيات خطيرة، حيث أصبحت تعرف زيادة ملحوظة لدى الأطفال و المراهقين. وفي هذا الصدد دعت ''فتحية مشتاوي'' أخصائية نفسانية وأستاذة بعلم النفس بجامعة بوزريعة ،كل المعنيين لحماية الأطفال والمراهقين من جميع المسببات التي تساهم في صدم هؤلاء الأطفال بصور رعب مدمرة، مؤكدة لابد من اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتطويقها وتفادي السير أكثر نحو المنحدر، خصوصا وأنه تتوفر لدى الكثير من الأطفال منذ سن مبكرة استعدادات نفسية لتقبل فكرة الانتحار التي هي محصلة عدة أسباب، أولها الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الكثير من الآباء عند تربية أبنائهم وعدم إعطائهم الأهمية، مستدلة بمثال عن بعض الأمهات في حالات الغضب، أن لا تصرخن في وجه الطفل، قائلة إن بعضهن تصل بهن الدرجة إلى الدعوة على أبنائهم ''الله يعطيك موت تريحك وتريحني''. وهنا فهذه العبارة ترسخ مباشرة في ذهن ذلك الطفل، ومع تكرارها قد تتحول إلى مطلب ملح يسكن عقله الباطن وسرعان ما يظهر إلى الواقع عند حدوث أي اختلال، وهو مؤشر خطير على حد قول المتحدثة، منبهة إلى ضرورة تحسيس كل منظمات المجتمع المدني وكذا السلطات بخطورة الأمر وتوجيه دعوات إلى الأولياء ليأخذوا حذرهم، وإن كان البعض يعتبرها ظاهرة بسيطة، فالخبراء يؤكدون أهميتها وخطورتها وأبعادها في ترسيخ الفكرة في أذهان الأطفال والمراهقين، وحتى الشباب يحتفظ بتلك الدوافع الخفية، لتكريس فعل الموت في أي لحظة، بعد تراكم بعض العوامل والظروف التي تساهم في تحفيزه. المنتحرة تلجأ إلى وسائل سهلة بخلاف المنتحر الذي يفضل الموت البطيء أوضحت الأخصائية النفسانية السيدة مشتاوي، أن سبب نزوع المنتحرين من فئة الذكور إلى وسيلة الشنق، على عكس المنتحرات اللواتي يلجأن إلى طرق أخرى أسرع، قائلة إن تركيبة الجنسين هي التي تؤدي في الغالب إلى اختيار كل جنس من المنتحرين وسيلته المفضلة والمناسبة للانتحار، على الرغم من أن النتيجة في النهاية هي واحدة وهي الموت، مشيرة إلى أن الجنس الأنثوي او المنتحرة تلجأ إلى وسيلة الانتحار السهلة وتبتعد عما يطيل المعاناة، وذلك نظرا لطبيعة تركيبتها كأنثى، على العكس من المنتحرين الذكور الذين لا يجدون مشكلة في التحضير للانتحار، حيث يفضلون الموت البطيء عن طريق الشنق أو استعمال وسائل حادة مثل شفرة الحلاقة أو السكين، على العكس من المنتحرات اللواتي يتخذن في الغالب قرار الانتحار في سرعة وينفذنه في سرعة اكبر لأنهن كثيرات التردد، وربما اللجوء مثلا إلى تحضير حبل المشنقة، ربما يطول خلال البحث عن المكان والوقت المناسبين وبعيدا عن أعين الأهل والناس، وهي الفترة التي قد تؤدي إلى تراجع الفتاة عن نية الانتحار، نظرا لغريزة الخوف التي تتملكها بشكل كبير، على عكس الرجل يستطيع التفكير والتحكم في الانتحار.