نفى وزير التجارة عمارة بن يونس اطلاع الحكومة على مضمون المشروع الذي أعلن عنه المجمع الفرنسي لسيارات بي سي ا -بيجو سيتروين- لإنشاء مصنع للسيارات بالجزائر، والذي جاء على لسان الناطق الرسمي لعلامة السيارات الفرنسية. وقال بن يونس على هامش زيارة العمل التي قادته إلى ولاية وهران أمس، أن "الحكومة ليست على اطلاع بمضمون مشروع إنشاء مصنع بيجو بالجزائر"، مضيفا "هذا المشروع لم يناقش بعد ولم نره بعد وهو غير موجود على طاولة الحكومة..ولا أعلم عنه شيئا". ويعتبر رد وزير التجارة أول رد رسمي من طرف الحكومة بعد الضجة التي خلفها افتتاح مصنع تركيب لسيارات "بيجو سيتروين" في مدينة القنيطرة المغربية يوم الجمعة الماضي، أي ثلاثة أيام فقط بعدما تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند خلال زيارته إلى الجزائر الاثنين الماضي عن وجود نية لإنشاء مشروع بيجو بالجزائر، وهو ما اعتبره البعض محاولة فرنسية لتطمين الجزائر بمشاريع صغيرة لا ترقى إلى المشاريع التي تقام بالمغرب، لتجنب تطور للأمور على غرار ما حدث مع شركة رونو حين أنشأت مصنعها بطنجة المغربية، ووصل الأمر للمشاحنة بين الجزائر وباريس،قبل أن تستدرك الشركة الفرنسية وتنشأ مصنع "سيمبول" بالجزائر ،لكن بدون نجاعة اقتصادية حقيقية. وسارع الناطق الرسمي لعلامة الأسد الفرنسية لتأكيد ما صرح به الرئيس الفرنسي بالجزائر، حين قال في افتتاح مصنع تركيب سيارات بيجو بالمغرب أن "مشروع انشاء مصنع بالجزائر موجود قيد الدراسة" ولم تكشف "بيجو" عن أي تفاصيل أخرى بخصوص هذا المشروع. وستتراوح الطاقة الإنتاجية لمصنع "بيجو" الجديد المقام بالمغرب بين 75 ألف و100 ألف سيارة سنويا، من الأنواع المتوسطة والصغيرة. ويعتبر أول مصنع تملكه وتشغله الشركة الفرنسية بالكامل في إفريقيا. من جانب آخر كشف عمارة بين يونس وزير التجارة خلال الندوة الصحفية التي أقامها على هامش الزيارة التي قادته إلي وهران أنّ القانون المتعلق بالتجارة الخارجية سيعرض خلال الأيام القادمة على مجلس الأمة، وهو المشروع الذي يهدف حسب المتحدث إلى منع إستيراد المواد المنتجة محليا لتشجيع المنتوج الوطني، من جهة أخرى وفي حديثه عن الأسواق الفوضوية قال بن يونس إنّ القضاء على هذه الأسواق بشكل نهائي صعب، حيث أشار الوزير ّإلى تفكير الوزارة في إمكانية ضم هذه الأسواق لمنظومة التجارة الشرعية والرسمية، ليكشف الوزير عن التحضير لندوة عالمية ستحتضنها الجزائر مع نهاية السنة تتناول موضوع التجارة الموازية.