كثيرة هي التعليقات التي أصبحنا نسمعها من وراء تلك العلاقات العاطفية التي قد تجمع بين شاب وفتاة وباتت هذه الأخيرة تشتكي من التصرفات الطائشة لبعض الشباب الذين أصبحوا لا يتوانون عن طلب الحرام وممارسة الزنا مع كل من يتعرفون عليها لتصدم من بنت آمالا واعدة بالزواج والاستقرار من وراء تلك العلاقة بطلب ترفضه الشريفة وتقبله الساذجة. اقتربنا من بعض الفتيات لنستمع إلى مغامرات عاطفية أغلبها كانت فاشلة لتكون عبرة لكل من ظنت لوهلة أنها ستتمكن من الظفر بزوج بعد أن يجربها في فراش الحرام. تقول سمية, 26 سنة: «لا أخفي عنكم كلما تعرفت على شاب ورأيت فيه مواصفات زوج المستقبل, أفاجأ بعد مدة قصيرة جدا بطلباته, فمرة يطلب صورة لي دون خمار, ومرة يريد رؤيتي بدون حجاب, فهم لا يشترون الحوت في البحر على حد تعبيرهم, ولكن الأسوأ عندما يطلبون الخلوة, فهذا يطلب مرافقته إلى حديقة خالية وآخر إلى شقة, ما جعلني أقطع علاقتي مع كل من أتعرف عليه, وهكذا يتحطم أملي في كل مرة في إيجاد الزوج الصالح». الموقف لا يختلف كثيرا بالنسبة لآمال التي تروي عن علاقتها العاطفية مع أحد الشباب, تقول: «دامت علاقتي معه حوالي ستة أشهر, كنا نتقابل مرتين كل أسبوع, نجلس في مكان عام, نتبادل أطراف الحديث لنكمل الباقي في الهاتف, ولكن بدأت ألاحظ بأنه يريد الإنفراد بي في مكان لا أكون فيه إلا أنا وهو, كنت أرفض في كل مرة وأتحجج وأقدم الأعذار خوفا من أن أقع في الخطيئة معه, إلا أنه صارحني من تلقاء نفسه قائلا أنه لا يفكر في الزواج حاليا, فنحن لازلنا شبابا, فلِم لا نستمتع بحياتنا, لِم نربط أنفسنا من الآن؟ وإذا فكر يوما في الزواج فسأكون أنا الأولى», تضيف: «كنت التمس سوء نية من وراء علاقتي معه, لذا قررت قطع العلاقة نهائيا, لا أنكر أنني بكيت كثيرا, ولكن فكرت ما فائدة أن تستمر علاقتنا وهو يرفض الزواج بي, بل ويطلب مني ممارسة الحرام؟». هذا وتؤكد الفتيات ممن يرفضن الانسياق وراء المحرمات أن الشاب الذي يرغب في ممارسة المحظور وعندما ييأس من محاولة الإيقاع بالبنت, يلجأ لقطع علاقته بها حتى أن منهم من يصارحها أنها بنت شريفة وهو يريد الاستمتاع بحياته ولا يريد الإضرار بها. زينب, 23 سنة, تروي قصتها مع حبيبها الذي كان لا يكف عن التعبير عن حبه لها وتعترف: «كان في كل مرة يقنعني بممارسة الجنس معه, وعلى أنه أمر عادي بين كل حبيبين, بل ويقدم لس أقراصا مضغوطة تضم أفلاما خليعة, وهذا ما جعلني أقرر الانفصال عنه وقطع علاقتي به, كان من الصعب أن أتركه, فأنا لازلت أحبه, ولكني لا أرضى أن يمس شعرة مني, والنتيجة أنه وجد فتاة أخرى قال أنها تطيعه في كل ما يأمر». الحرام أو قطع العلاقة هما خياران لا ثالث لهما, وهو أشبه بميزان يضع فيه الشاب الذي يسعى لممارسة المحظور مع أي فتاة لتختار بين العفة والتي تعني الانفصال والانحراف التام. وهو ما حدث مع نسرين, والتي تقول: «تعرفت على شاب لم يلبث أن طلب مني الخروج معه إلى مكان مجهول, وإذا رفضت يغضب ويغلق سماعة الهاتف في وجهي, ولا يكلمني, ووصل الحد إلى أن ساومني في شرفي في حال أردت أن تستمر علاقتنا», وهنا علقت: «أين هم اولاد الفاميليا». وإذا كانت الشريفات يرفضن خوض تجارب جنسية قبل الزواج, قبلت بعض الفتيات الساذجات أي شيء شريطة ألا تخسر حبيبها أو تأخذه منها أخرى, هكذا تقول ربيعة, 20 سنة, وهي التي لم تجد أي حرج في البوح لنا أنها تمارس الجنس مع عشيقها, تقول: «تواعدنا على الزواج منذ أزيد من خمس سنوات, وهي مسألة وقت فقط, وهي تعرف بنات مارسن الجنس قبل الزواج وفي النهاية تزوجن مع نفس الرجل وهن يهنأن بحياة سعيدة», وحسب ربيعة فممارسة الجنس ما هي إلا تعبير عن الحب. التمسنا انفتاحا مفرطا عند ربيعة التي تحدثت بطريقة وكأنها تقوم بأمور عادية, متناسية أنها منافية للدين وللعادات والتقاليد, والأمر نفسه بالنسبة لوردة, 24 سنة, والتي تقول: «إذا تركته لهذا السبب تحديدا, فستأخذه أخرى, فالبنات أكثر من الهم على القلب, وإذا لم يجد عندي ما يريد فسيجده عند أخرى, والشاطرة من تفوز برجل ولا تعنس». قاعدة غريبة تحدثت عنها هذه الفتاة وعذرها أقبح من ذنبها, سألنا وردة التي كانت جريئة في إجابتها تلك من يضمن لها أنه سيتزوجها؟ أجابت «إذا تركني فأنا لم أخسر شيئا فوسائل الوقاية موجودة, وأنا مازلت عذراء وألف شخص يتمناني», لم تتوقف محدثتنا عند هذا الحد, بل أصرت أن نصحح وجهة نظرنا التي وصفتها بالخاطئة لتبرير ما تقوم به, فالعاهرة حسبها هي من تقيم علاقات جنسية متعددة مع رجال مختلفين, أما من تكون وفية لرجل واحد, فهي ترى أنها بنت عاقلة, وهو الأمر الذي دفعنا للاستغراب أكثر. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وفي الوقت الذي تبدو فيه وردة متأكدة تمام التأكد أنها لن تخسر شيئا, تعض أخريات أصابعهن ندما, لأنهن رضين على أنفسهن الحرام بعد أن كانت كل واحدة ترى من ذلك الشاب زوج المستقبل الذي يصونها ويحميها ويسعدها, وبعد أن أقنعت نفسها أنها لو رضخت لمطالبه ستكسب حبه أكثر فأكثر, وستعمل على استمالة قلبه وتجعله خاتما في أصبعها, ولن يتزوج غيرها, هي أفكار تدور في ذهنيات الكثير من الفتيات لاسيما المراهقات منهن. ناريمان, هي واحدة ممن رضخن لهوى النفس بعد أن وعدت بالزواج, تقول أن النتيجة بعد أربع سنوات من الفسق هي انتهاء العلاقة بعبارة واحدة: «لن أتزوج عاهرة», تقول المعنية أنها نزلت عليها كالصاعقة, وهنا أدركت أنها ارتكبت غلطة حياتها عندما سلمت نفسها لمن سلب منها شرفها ليتركها محاولا إقناعها أن زواجهما لن ينجح, لأنه وبصراحة لن يثق فيها, فما فعلته معه قد تكرره مع غيره, لتصطدم بعد أشهر بزواجه من إحدى قريباته بعد أن كلف أمه بمهمة اختيار الزوجة المناسبة. عندما تتزوج ذوات السوابق العاطفية فماذا سيحدث للعفيفة؟ سؤال بات يطرح من كلا الجنسين, فهناك من تستغرب كيف تتمكن فتاة مارست المحظور مع أحد الشباب من الزواج بغيره. ففرصة الظفر برجل حسبهم تبقى قائمة بالنسبة إليها مادامت تتعرف على فلان وتخرج مع آخر, نوال 35 سنة, عزباء تقول: «أستغرب كيف تتزوج المنحرفات بكل بساطة رغم أنهن تجاهلن التعاليم الدينية وضربن العادات والتقاليد الاجتماعية عرض الحائط, فأنا أعرف فتاة بدأت تخوض غمار الحب منذ أن كانت في سن 17 وهي ليست عذراء, ولكنها تزوجت مع رجل على قدر كبير من الجمال والمال, فيما نجلس نحن في انتظار ابن الحلال». وللجنس الآخر ما يقول حول الموضوع عبر بدر الدين عن وجهة نظره, وقال أنه يتكلم باسم كل شاب جزائري, حيث يقول «صحيح, أن هناك شبابا طائشا يحاول إيقاع الفتاة في شباكه, واعدا إياها بالزواج, ولكنه يكن سوء نية من وراء تلك العلاقة, ولكن ما دعم هذه الظاهرة هو رضوخ بعض الفتيات للأمر, صحيح أنهن يخشين شبح العنوسة, ولكن المحافظة على الشرف من صفات المتخلقات, فالشاب مازال يفضل المرأة العفيفة الشريفة الطاهرة التي يرتاح في الزواج معها», وهو يؤكد لكل البنات أن تلك العلاقة التي تقام خارج نطاق الزواج لن تنجح «وإن كللت بالزواج, فليس معناه أنه زواج ناجح, فالرجل لن ينس الشريفة ويمقت من تسلم نفسها حتى وإن كانت آية في الجمال». في حين يقول مراد, 32 سنة, متزوج «لا أحد معصوم من الخطأ, وخير الخطائين التوابون, وأنا من الأشخاص الذين يؤيدون محاولة ستر من أخطأت حتى لا يترك المجال لاتساع دائرة الانحراف في المجتمع, فكلنا يعلم أن تعاليم الدين واضحة جدا بخصوص هذا الأمر, فأي علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزواج محرمة», في حين تقول جميلة: «إذا تزوجت الفتاة المنحرفة فهذا معناه أنها قد وجدت زوجا يشبهها, فالطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات, والزاني لا ينكح إلا زانية مثله», ونصيحتها لكل فتاة «أن تحافظ على شرفها ولا تقدمه لمن يطلبه عربونا لعلاقة عابرة, لأن لكل واحدة نصيبا من الزواج يأتيها عاجلا أم أجلا, فالرضا بالقضاء والقدر من أجمل ما يتمتع به المرء, فلن يأخذ أي شخص إلا ما كتبه الله له».