يعيش قطاع النفط في ليبيا حالة ركود غير مسبوقة بسبب الحرب، حيث انهار الإنتاج إلى حوالي 350 ألف برميل وسط تسابق بين الدول الغربية لتقاسم كعكة البترول وكذا صراع غير معلن بين أجنحة المجلس الانتقالي للسيطرة على هذا القطاع الحساس. وكان إنتاج ليبيا من النفط قبل النزاع الذي أطاح بنظام القذافي حوالي 1.7 مليون برميل يوميا ، قبل أن تتوقف أغلب مصافي النفط جراء الحرب لينهار الإنتاج إلى 350 ألف برميل، فيما يتوقع مراقبون ومختصون أن عودة الإنتاج إلى سابق عهدها قد يستغرق مدة تصل الثلاث سنوات رغم أن رئيس مؤسسة النفط الليبية السابق شكري غانم، أكد أن البلاد ستكون قادرة على استئناف بعض الإنتاج النفطي خلال بضعة أشهر، وإن كان الأمر سيحتاج إلى 18 شهرا للوصول إلى مستوى الإنتاج قبل الحرب. وقال شكري في تصريحات لوكالة رويترز أنه سيكون من الممكن استئناف الإنتاج قريبا ربما في غضون أشهر قليلة.. لن يكون من السهل البدء مجددا عند المستوى نفسه. أعتقد أن الأمر سيستغرق عدة أشهر لاستئناف الإنتاج لكن العودة لمستوى الإنتاج الذي اعتدناه ستستغرق بعض الوقت ربما عاما ونصف العام”. وتحتل ليبيا المرتبة ال17 ضمن أكبر الدول المنتجة للنفط، وهي عضو بمنظمة أوبك وتختزن أراضيها أكبر احتياطي نفطي بالقارة الأفريقية وتوجه نحو 85% من صادرتها نحو أوروبا . وذكرت مصادر متابعة للشأن الليبي أن هناك صراعا خفيا أيضا بين أجنحة المجلس الإنتقالي للسيطرة على هذا القطاع المهم، وكان تعيين الترهوني طوزير للنفط قد أثار سخط عدة قيادات بحكم أنه محسوب على محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي، مما يعني أن هذا المنصب سيشعل حربا خفية بين القادة الجدد لليبيا الذين يعكفون على تشكيل حكومة انتقالية. ويغذي هذا الصراع التنافس الغربي لتقسيم كعكة النفط الليبي خصوصا بين فرنسا وبريطانيا، حيث كشفت تقارير أن شركة توتال الفرنسية افتكت في صفقة سرية 30 بالمائة من العقود فيما نالت شركة بريتيش بتروليوم ما نسبته 20 يالمائة. ونفى محمود جبريل هذه المعلومات بشأن احتكار فرنسا ولندن للنفط بعد الثورة على حساب روسيا والصين، وقال إنه لم يتم توقيع أي عقد في هذا الإتجاه وأنه سيتواصل العمل بالعقود القديمة، كما أن الصفقات المستقبلية ستعلن أمام العالم رغم أن رئيس المجلس الإنتقالي أكد أن ليبيا الجديدة ستمنح الأولوية للدول التي دعمتها في حربها على القذافي. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد نشرت تقريرا قالت فيه إن الصراع في العاصمة الليبية طرابلس لم ينته بعد، فالقتال بشأن الوصول إلى الثروة النفطية الليبية قد بدأ للتو. وأشارت إلى أن الدول الغربية -وخاصة الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين وفروا الدعم الجوي للثوار- تسعى بشكل حثيث لضمان حصول شركاتها على الأولوية في ضخ الخام الليبي. وأكدت أن وزير الخارجية الإيطالي قال في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن شركة “إيني” الإيطالية للنفط ستلعب الدور الأول في المستقبل بليبيا. وذركت مصادر أن فنيي الشركة الإيطالية في طريقهم بالفعل نحو ليبيا لإعادة البدء بإنتاج النفط، رغم أن الشركة تنفي إرسال أي موظف لمنطقة ما زالت غير مستقرة.