أفاد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر ستتصدي لتداعيات انخفاض أسعار النفط بسياسة نمو اقتصادي حكيمة وحازمة في نفس الوقت، مشددا في ذات السياق على ضرورة التنويع الإقتصادي من أجل الدخول بحظوظ أقوى إلى السوق العالمية. وقال بوتفليقة في رسالة توجه بها إلى العمال الجزائريين بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى ال45 لتأميم المحروقات قرأها نيابة عنه بن عمر زرهوني، مستشار برئاسة الجمهورية، إنه "بالرغم من شدة الأزمة إلا أن الجزائر لا تنوي لا التخلي عن الاستثمار في عوامل نجاح النمو الاقتصادي ولا التراجع عن خياراتها الأساسية من حيث التضامن الوطني الحقيقي والعدالة الاجتماعية الفعالة". كما أكد الرئيس في ذات السياق، "أنه على المؤسسات أن تكون في طليعة القوة الضاربة في معركة الاقتصاد الوطني كما أنها مطالبة بتطوير قدراتها على الإبداع والابتكار وترقية الجودة والنجاعة"، وذكر أن الدولة كانت على وعي بالتذبذب الدوري لسوق المحروقات الدولية، لهذا عملت على تعجيل تسديد المديونية الخارجية وإيقاف الاستدانة من الخارج وعلى إقامة جهاز احترازي من خلال صندوق ضبط إيرادات جباية المحروقات، مشيرا إلى أن، هذا سمح لها في الظرف الراهن بمواجهة انهيار سعر النفط الفادح الذي قارب 70 بالمائة في غضون سنتين أو أقل. وبخصوص التعديل الدستوري قال رئيس الدولة أنه جاء بأحكام جوهرية أكدت خيارات الوطنية في المجال الاقتصادي المتمثلة في الحفاظ على الملكية العمومية على مجال المناجم والمحروقات، وكذا الحفاظ على الأراضي الفلاحية والموارد المائية، مشيرا أنه شمل تأكيد كل مراجع الجزائر في مجال سياستها الاجتماعية والتضامن الوطني. في هذا الشأن أكد رئيس الجمهورية أنه تم منذ 1971 اكتشاف ما يزيد عن 450 بئر للنفط والغاز وتسجيل ارتفاع الإنتاج الوطني من المحروقات بثلاث مرات ما سمح بتعزيز قدرات الجزائر في تسويق طاقات النفط والغاز، مبرزا في رسالته أن هذه الاكتشافات سمحت كذلك "بضمان موارد مالية للتكفل ببناء الإقتصاد الوطني وبتكريس التنمية الإجتماعية". ومن جهة أخرى، دعا بوتفليقة الجزائريين إلى الاقتداء بالسلف الذين صمموا وحرصوا على بناء الجزائر، بجهود مثالية وتضحيات جسام في ظروف اقتصادية وأمنية صعبة، مشددا على أهمية حشد العزائم وتشمير السواعد لاكتساب العلم والمعرفة في مدرجات الجامعات ولدفع ضريبة العرق في تثمير أراضينا الفلاحية وفي تحريك معاملنا الصناعية لكي تجتاز الجزائر هذا الظرف العصيب. كما استقبل رئيس الجمهورية أمس الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، بمناسبة إحياء الذكرى ال 60 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والذكرى ال 45 لتأميم المحروقات، وخلال الاستقبال سلم سيدي السعيد للرئيس بطاقة منخرط شرفي في "أوجيتيا"، كما سلمه لائحة خاصة نوهت فيها قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين باسم العمال الجزائريين بجميع القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية من أجل بناء اقتصاد وطني منتج قادر على مواجهة المنافسة الأجنبية.