أكدّ الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس أنه لن يقبل بإستغلال وتسييس قضية الأساتذة المتعاقدين المعتصمين بميدان الإدماج في بودواو للأسبوع الثالث على التوالي، كاشفا عن تنظيم مُسابقة توظيف أخرى لفائدتهم نهاية السنة الجارية، داعيا اياهم إلى إجتياز المسابقة المزمع إجراؤها في 30 أفريل الجاري واستغلال فرصة إمتلاكهم للمؤهلات وفُرص النجاح في الإمتحان . أكد سلال، في تصريح للصحافة على هامش زيارة العمل والتفقد التي قادته أمس إلى ولاية قسنطينة أنّ الأساتذة المتعاقدين ستكون لهم الأفضلية في النجاح خاصة بعد إصدار قرار تثمين الخبرة المهنية، مشيرا إلى أنه تم إحصاء أزيد من 800 ألف مسجل في المسابقة، داعيا إياهم إلى التحلي بالحكمة والتعقل، وأكد أن الجزائر دولة قانون وأنه من الضروري "احترام القوانين"، وأشار في هذا الصدد إلى أن القانون يشترط المرور عبر مسابقة توظيف خضوعا لحتمية ضمان تكافؤ الفرص بالنسبة للجميع، مذكرا في ذات السياق بإرادة الحكومة في "إعطاء الأولوية لهؤلاء الأساتذة" المحتجين. وفي موضوع مغاير، أعلن الوزير الأول أن قرابة 24 ألف مشروع استثماري تابع للقطاع الخاص دخل حيز العمل وأصبح منتجا، منذ 2014، مؤكدا أن هذه المشاريع مكنت من استحداث 300 ألف منصب شغل، وان هذا الأمر يبرز التطور الذي عرفه الاستثمار الخاص في الجزائر خلال السنوات الأخيرة. كما أضاف سلال خلال زيارته لمركب الصناعات الغذائية الزراعية ببلدية ديدوش مراد بأن "هذا الرقم يمثل ما نسبته 70 بالمائة من إجمالي المشاريع الاستثمارية في القطاع الخاص منذ سنة 2000، وأن هذه الوتيرة تعكس مدى تجاوب المستثمرين الجزائريين مع سياسة الدولة الاقتصادية من اجل الخروج نهائيا من التبعية لقطاع المحروقات"، مؤكدا تشجيع الدولة لهؤلاء المستثمرين، كما شدد الوزير الأول على أن التصدير يعد الحل الأجدر للدفع بالاقتصاد الوطني، والتوجه نحو الأسواق الخارجية. في السياق ذاته كشف سلال أنه سيتم خلال شهر نوفمبر القادم تنظيم ملتقى دوليا بمشاركة منتدى رجال الأعمال الجزائريين وعدد من رجال الأعمال الأفارقة يرمي إلى بحث سبل وصول المنتوج الجزائري إلى السوق الإفريقية. وبالمناسبة دشّن الوزير الأول بالمدينة الجديدة "علي منجلي" حيا سكنيا باسم "عميرش بن محمد" قبل أن يترأس حفلا رمزيا لتوزيع 27 سكنا مسجلا ضمن برنامج إنجاز 6 آلاف وحدة سكنية، أين أشاد الوزير الأول بجودة ونوعية إنجاز السكنات العمومية الإيجارية مثمنا الجهود المحلية المتمثلة في تجسيد برنامج السكن المسجل في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كما ذكر الوزير الأول بأن البرنامج الإضافي الذي يضم إجمالي 20 ألف سكن ضمن مختلف الصيغ والذي استفادت منه ولاية قسنطينة تم الشروع في إنجازه كليا، كما أمر بتوسيع نطاق التهيئة الخارجية لتشمل مواقع أخرى من برنامج السكنات العمومية الإيجارية، ودشن سلال أيضا مستشفى بلدية ديدوش مراد، الذي خضع لعملية إعادة تأهيل شرع فيها عام 2011، وأكد خلال زيارته لمختلف مصالح هذا المستشفى على أهمية تزويد هذه المنشأة الصحية بوسائل وتجهيزات تكنولوجية عصرية، مشيرا كذلك إلى ضرورة تسييرها بطريقة تستجيب للمعايير الدولية، ودشن أيضا ازدواجية الطريق الوطني رقم 20 بين الخروب وعين عبيد، كما تفقد مستثمرة فلاحية مدمجة تابعة لأحد الخواص، أين أكد على أهمية مواكبة التطور التقني المرتبط بالفلاحة، مشددا على ضرورة ان تكون الجامعة الجزائرية قريبة من قطاع الفلاحة لتزويده بالتقنيات اللازمة ومن ثمة رفع مستوى الإنتاج كما ونوعا.