تميزت أشغال الندوة الجهوية لجلسات التشاور حول التنمية المحلية وتطلعات المواطنين، التي يشرف على تنشيطها محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي وأعضائه، التي احتضنتها ولاية الأغواط طيلة يوم كامل بمشاركة كل من ولايات الاغواط، الجلفة، المسيلة، تيارت، تيسمسيلت، البيض، النعامة وسعيدة بحضور كل من الولاة، أعضاء المجالس التنفيذية للولايات، رؤوساء المجالس الشعبية البلدية، رؤوساء الدوائر وممثلين عن الحركة الجمعوية والمجتمع المدني، بإلقاء عدة تقارير من قبل الولاة ورؤساء المجالس الشعبية للبلديات، فضلا عن تدخلات ممثلي المجتمع المدني والجمعيات وحتى بعض المواطنين، وهذا من خلال تنظيم حصص ل4 ورشات منفردة، الأولى خصصت لتقارير الولاة الثلاثة الذين أثاروا ضمن تلك التقارير جملة من الصعوبات والعراقيل الموضوعية منها والمفتعلة، من بينها نقص الإطارات الطبية وشبه الطبية وغياب اليد العاملة المؤهلة في مجال الأشغال العمومية، وكذا بعض الإجراءات البيروقراطية التي تعترضهم أثناء تنفيذ البرامج التنموية، كالإهمال في بعض الورشات وعدم جدية بعض مكاتب الدراسات والمصالح التقنية المكلفة بالمتابعة، فضلا عن العراقيل الناتجة عن عيوب ضمن قانون الصفقات العمومية، وقد اقترح هؤلاء الولاة جملة من الحلول يرونها كافية للقضاء على النقائص الميدانية التي تسمح بإنجاز البرامج الخاصة بتحسين وترقية ظروف معيشة المواطن المادية منها والاجتماعية في كافة المجالات كالسكن، مياه الشروب، الربط بشبكات التطهير، الغاز الطبيعي والإنارة العمومية منها والريفية وحتى الفلاحية، إلى جانب عملية تسوية العقار الفلاحي وتشجيع الشباب على الاستثمار ومحاربة البيروقراطية علاوة على ضرورة رفع منح ذوي الاحتياجات الخاصة من 4000 إلى15000 دج، وتعميم منحة المنطقة التي ظلت حكرا على فئة دون أخرى، كما جاء في تدخل بعض الولاة الذين أكدوا على ضرورة الإسراع في تنفيذ هذه الاقتراحات إلى واقع ملموس، إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بفك العزلة وصيانة الطرقات وهي الاقتراحات التي كانت متشابهة في مضمونها. بينما اتهم جل المتدخلين من المجتمع المدني والحركة الجمعوية وحتى المواطنين المسؤولين المحليين سواء الإداريين منهم أو المنتخبين الذين ابتعدوا كثيرا عن قضايا وانشغالات المواطنين، مطالبين بفتح تحقيقات عن التجاوزات والفساد وتبديد المال العام في مشاريع وهمية، قال البعض منهم لاسيما ممثلو ولايتي الجلفةوالمسيلة الذين صبوا جامة غضبهم على رؤساء بلديتهم وبعض رؤساء الدوائر، كما قدم بعض رؤساء البلديات تقارير لانشغالات رموها في مجملها عن عدم التنسيق بين المصالح التقنية والإدارية وكذا نقص الإمكانات المالية منها والمادية لاسيما في مجال النظافة والتهيئة العمرانية، في حين حاول بعض الأميار رفع انشغالات ربما تكون غير واجبة التنفيذ خاصة إن بعض رؤساء البلديات لايتبنون القضايا والانشغالات الأساسية لمواطنيهم، كما رصدت تقارير الورشات الأربع جملة من النقائص والعراقيل وحتى الحلول وهو الشيء الذي وقف عنده محمد الصغير باباس، حيث اعتبرها واجبة الإدراج ضمن الورشة الوطنية التي ستعقد خلال الأسابيع القادمة قبل نهاية السنة للخروج ببرنامج اقتصادي واجتماعي يتبنى في طياته كافة الانشغالات الأساسية الموضوعية لتطلعات المجتمع الجزائري.