دعا عبد القادر والي، وزير الموارد المائية والبيئة، المستثمرين إلى اغتنام وجود سوق بقيمة 38 مليار دينار في مجال رسكلة النفايات بالجزائر غير مستغل بشكل لائق حاليا. أوضح الوزير لدى معاينته مشروع حرق النفايات الدوائية بمصنع الإسمنت ببلدية عقاز والتابع لمؤسسة "لافارج" في معسكر أن مجال الاستثمار في معالجة ورسكلة النفايات بالجزائر يوفر قيمة مالية بقيمة 38 مليار دج غير مستغلة حاليا ويمكن للمستثمرين استغلالها والحصول على عوائد مالية معتبرة، وذكر أن الاستثمار في قطاع البيئة إضافة إلى مساهمته في تحسين ظروف معيشة المواطن بالقضاء على النفايات وإبعادها عن محيط المواطنين، فإنه يوفر إمكانية رسكلة وإعادة استغلال مواد كثيرة ترمى حاليا في الطبيعة مثل الحديد والبلاستيك والألمنيوم والورق ويتم استيرادها حاليا بمبالغ طائلة. بالمناسبة ثمن عبد القادر والي مبادرة مؤسسة "لافارج" بحرق النفايات الدوائية باستغلال الأفران الخاصة بإنتاج الإسمنت والتي سمحت خلال السنتين الماضيتين بحرق 106 طن من الأدوية الفاسدة التي جمعت من 12 ولاية بالتعاون مع الوزارة المكلفة بالبيئة ونقابة أصحاب الصيدليات والتي يراد توسيعها عبر مشروع آخر لنفس المؤسسة مطروح حاليا على مديرية البيئة لولاية معسكر، وأمر في هذا الشأن المدير العام للبيئة بدائرته الوزارية بدراسة إمكانية توسيع عملية حرق النفايات غير القابلة للاسترجاع على مستوى بقية مصانع الإسمنت عبر الوطن والقيام بحملة تحسيسية تستهدف الصيادلة والمؤسسات الصحية بالبلاد لجمع الأدوية منتهية الصلاحية وتوجيهها لمثل هذه المؤسسات لحرقها. كما قال المتحدث أن قطاع البيئة بالجزائر "يسير بشكل جيد بعد استثمار مبالغ مالية تفوق 22 مليار دولار في إيصال قنوات الماء الصالح للشرب وقنوات صرف المياه القذرة إلى جميع المناطق وإنجاز مراكز الردم التقني للنفايات والمفارغ العمومية المراقبة إضافة إلى إنشاء مؤسسات مختصة في البيئة ومع النص في الدستور على أمور متعلقة بالحفاظ على البيئة". ومن جهة أخرى دشن الوزير خلال هذه الزيارة مركز الردم التقني ببلدية الكرط الذي أنجز بالتعاون بين الجزائر وبلجيكا، أين تلقى شروحات حول المشاريع التي استفاد منها قطاع البيئة بالولاية، كما زار مشروع الحديقة الحضرية بغابة الزقور ببلدية المامونية، وعاين كذلك تقدم مشروع إزالة 6 ملايين متر مكعب من الأوحال من سد بوحنيفية، والذي تبلغ نسبة تقدمه 85 بالمائة وتلقى بنفس المكان شروحات حول الدراسات الخاصة بإنجاز ثلاثة سدود جديدة وهي "الأودية الثلاثة" ببلدية عين فكان بسعة 48 مليون متر مكعب، و"واد العبد" ببلدية واد الأبطال، و"الشارف" ببلدية زهانة. هذا وتفقد المسؤول الأول على قطاع البيئة ببلدية فروحة مشروع تحويل المياه من سد "ويزغت" نحو سهل غريس لسقي 1.200 هكتار في مرحلة أولى. كما دعا عبد القادر والي في لقاء مع إطارات قطاعي الموارد المائية والبيئة في ختام زيارته إلى بذل مجهودات أكبر في سبيل تطوير القطاعين وتحسين ظروف معيشة المواطنين واستغلال الإمكانيات التي يتوفران عليها لخلق أنشطة اقتصادية تساهم في التنمية الوطنية.