أعدت الأممالمتحدة اقتراحا رسميا من أجل إعادة بعث المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب حول الصحراء الغربية المحتلة، موجهة بذلك صفعة قوية لحكومة بن كيران التي طمعت طيلة الفترة الأخيرة في كسب تأييد أمريكا تجاه مطلبها القائل بتجميد المفاوضات والإستمرار في إستغلال ثروات الشعب الصحراوي. أوضح فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام الأممي، في آخر خرجاته الإعلامية أنه "تم تقديم اقتراح رسمي لطرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب وتم إخطار بلدان الجوار"، وأضاف قائلا "مجلس الأمن جدد الآن دعوته لاستئناف المفاوضات ولا شيء يمنع كريستوفر روس من العودة إلى المنطقة لمواصلة جهوده من اجل تسهيل المفاوضات"، كما أشار المسؤول ذاته أن روس مبعوث الأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية قد أجرى خلال الأسابيع الأخيرة عدة اتصالات مع طرفي النزاع ومع بلدان الجوار من أجل إعادة بعث مسار المفاوضات حول الصحراء الغربية. هذا وكان مجلس الأمن الأممي قد دعا الأسبوع الفارط إلى استئناف المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب اللذين يتعين عليهما التوصل إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، وصرح رئيس مجلس الأمن الدولي كورو بيشو، عقب اجتماع حول المينورسو ان "أعضاء مجلس الامن قد أكدوا على أهمية استئناف المفاوضات المباشرة (بين جبهة البوليزاريو والمغرب) من اجل التوصل إلى حل سياسي يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي". للإشارة كانت جبهة البوليزاريو قد اخطرت مجلس الامن حول ضرورة وضع مسار من اجل مفاوضات مباشرة ورفيعة المستوى بين الجانبين، كما نددت في رسالة وجهتها لهذه الهيئة الاممية بالعراقيل التي يضعها المغرب امام المسار الأممي من خلال عرقلة اجراء جولة خامسة من المفاوضات التي نصت عليها اللائحة 2285 (2016) التي مددت لعهدة المينورسو، حيث أوضح ممثلها لدى الأممالمتحدة احمد بوخاري، أن روس يجد صعوبة في الحصول على تعاون المغرب من اجل استئناف المفاوضات. للتذكير لا يزال كريستوفر روس الذي كلفه بان كي مون باستئناف الوساطة بين الجانبين يجد صعوبة في حرية الحركة حيث ان المغرب الذي حاول دفعه للخروج سنة 2012 قد اعتبره فيما بعد "شخصا غير مرحب به" في الأراضي الصحراوية المحتلة. في المقابل كشفت تقارير إعلامية غربية إستنادا إلى مصدر أممي أن زيارة جديدة للمبعوث الأممي قد تتم خلال شهر أوت الجاري، وأن الاقتراح الرسمي الذي قدمته الأممالمتحدة لطرفي النزاع يهدف إلى إعداد الأرضية لاستئناف المفاوضات، كما تمت الإشارة إلى انه لم يتم حتى الآن تحديد أي تاريخ لهذه الزيارة التي لا زالت تشكل موضوع تجاذبات مع التأكيد بان العراقيل التي يمكن أن تواجه روس خلال هذه الزيارة ستأتي من المغرب. للتذكير تعود آخر مرة اجتمع فيها الجانبان حول طاولة المفاوضات إلى شهر مارس 2012 بمانهاست بالولايات المتحدة.