هاجم رشيد نكاز الناشط السياسي المثير للجدل الساسة فرنسيين من بينهم مانويل فالس رئيس الوزراء الذي يعتبر أن "البوركيني والحجاب لا يتوافقان مع قيم الجمهورية الفرنسية" واتهمه بالتضييق على المسلمين لمنع تواجدهم بالتراب الفرنسي . وأعرب المترشّح السابق لرئاسيات 2014 بالجزائر عن قلقه البالغ إزاء الجدل العام في فرنسا حول الإسلام ومكانة المسلمين في البلاد، مرجّحا أن يكون الإسلام والحجاب، ضمن "المواضيع الرئيسية" للحملة الرئاسية المقبلة بفرنسا داعيا مسلمي هذا البلد إلى تنظيم صفوفهم. وأوضح نكاز في مقابلة مع وكالة الأنباء التركية بفرنسا أن المسلمات في فرنسا يشكلن "ورقة انتخابية" بين ساسة فرنسا والهدف " الأكثر يسرا في سياق اجتماعي واقتصادي صعب بشكل استثنائي" . وأضاف نكاز أنّه "حين يتعلّق الأمر بالمسلمات، فإن الساسة الفرنسيين يستثمرون الأمر بدون إشكال يذكر بالنسبة لهم، لأنهم يدركون أنه من اليسير الضغط عبر هذا الموضوع، مدفوعين في ذلك بأسباب انتخابية"، وأشار ذات المتحدث الى الهاء ساسة باريس للرأي العام الفرنسية بتلك المواضيع وعلق قائلا "هذا لا يكلّفهم الكثير، بل من المفيد لهم استثماره بدل أن يجدوا أنفسهم مجبرين على تسوية إشكالات اقتصادية واجتماعية في بلادهم" . وندّد نكاز الذي يقول أنه تخلى عن الجنسية الفرنسية "طواعية" الحجج المقدّمة من الطبقة السياسية الفرنسية، مستحضرا في ذات السياق وضعية مقارنة بين الجدل المتفجر في 2010على خلفية حظر البرقع، والجدل الراهن عقب منع ارتداء "البوركيني" على الشواطئ الفرنسية . وقال في ذات الشأن "قالوا لنا لسنوات إن حظر البرقع يهدف إلى تعزيز شعار الجمهورية بما أن الأخيرة تعيش بوجه مكشوف، لكن مع البوركيني الوجه مكشوف بالفعل، ولا حاجة إذن لافتعال أي حجة من هذا النوع" . وشدّد نكّاز على أن "هؤلاء السياسيين يتحدّثون عن قيم الجمهورية، ويغفلون حقيقة أن تلك القيم هي الحرية والمساواة والأخوّة.. إنّهم هم أنفسهم من لا يحترمون هذه القيم" مسلمو فرنسا مطالبون بالتوحّد وحذّر نكّاز من أن يكون "حلم الطبقة السياسية في فرنسا هو حظر الإسلام في الدستور، وفي حال حصل ذلك فسيكون لديهم الحق آنذاك، في منع تواجد المسلمين في فرنسا"، داعيا إلى "ضرورة قطع الطريق على هؤلاء المعادين للمسلمين، إذ يتحتّم الحشد من أجل ذلك". وقال "نكاز" إن مسلمي فرنسا وأوروبا على حدّ سواء لا يتفاعلون بما يكفي مع هذا الحظر للبوركيني أو مع أي محاولة تضييق على الإسلام. وعبر ذات المتحدث عن رفضه أي مساس بالحريات الفردية قائلا "أنا لا أقبل أن يستخدم بلد كبير مثل فرنسا الإسلام للحدّ من الحريات الفردية في الفضاء العام"، مضيفا ، "ولا أقبل أن تستعمل أحزاب سياسية فرنسية هذا الخوف من الإسلام لشيطنة ووصم المسلمات الآمنات، ولذلك ينبغي تركهن يرتدين ما يحلو لهن". وذكّر الملياديير الجزائري بمبادرته المتعلقة بدفع الغرامات "إيمانا منه مبادئ حقوق الإنسان وليس لاعتبارات دينية" ، على حد تعبيره . وأعرب نكاز عن استعداده باعتباره "ناشطا في مجال حقوق الإنسان"، لدفع الغرامات المفروضة على من يرتدين "البوركيني" على الشواطئ رغم الحظر. وقال نكاز أنه أجرى اتصالات مع جميع رؤساء البلديات الذين أصدروا قرارات حظر البوركيني، لإبلاغهم رغبته في تسديد الغرامات المالية، مضيفا "اقترحت عليهم، أن يرسلوا إلي نسخة من مذكّرة الغرامة، غير أنهم رفضوا، ولقد اتصلت أيضا بالشرطة البلدية والوطنية، ولكن بدون جدوى". للإشارة، فإن نكّاز حقّق شهرة واسعة خارج الجزائر عقب مبادرته بدفع الغرامات المسلّطة ضدّ من يرتدين البرقع في العديد من البلدان الأوروبية، على غرار فرنسا