جدّد عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية أول أمس دعوته إلى ضرورة تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي والدولي لمواجهة آفة الإرهاب وكل أسباب وأشكال التطرف العنيف، مركّزا على "التسوية السياسية" للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية. وشدّد مساهل في كلمة له خلال أشغال الدورة ال146 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بالقاهرة على ضرورة التعامل بجدية مع الأوضاع المضطربة بالدول العربية وحشد الطاقات لمواجهة الإرهاب والحد من تداعياته السلبية على المنطقة. وأوضح المتحدث أن "المنطقة العربية تزدحم بتطورات خطيرة تفرض التعامل بجدية ومسؤولية مع هذه الأوضاع المضطربة وحشد الطاقات لمواجهتها والحد من تداعياتها السلبية على دولنا وأمتنا ويأتي على رأس هذه المخاطر الإرهاب والتطرف العنيف والانتشار المتنامي للجماعات الإرهابية خاصة ما يسمى بتنظيم "داعش". وحذّر مساهل من تفاقم النشاط الإرهابي قائلا "ما يشكله الإرهاب من تهديد على أمن واستقرار عدد معتبر من الدول ما انفك يزداد تفاقما" سيما ما يتعلق بالقدرة على مسايرة تطور هذه الآفة والحد منها من خلال استعمالها الكثيف لشبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت، وارتباطها بالجريمة المنظمة العابرة للحدود وتوسع مصادر تمويلها وسيطرتها الفعلية على بعض المناطق ومحاصرتها للسكان والثروات الطبيعية وسهولة حصولها على الأسلحة. ووصف الوزير إعلان المجلس الرئاسي الليبي مؤخرا عن استعداده التام لتقديم تشكيلة حكومية توافقية جديدة لمجلس النواب "خطوة هامة من شأنها تسريع العملية السياسية في هذا البلد الجار والشقيق". كما جدّد مساهل موقف الجزائر من الأزمة السورية والداعي إلى "حل سياسي عبر التفاوض والحوار الشامل" ، كما عبر عن أمل الجزائر في أن "تفضي الاتصالات الجارية إلى اتفاق على العودة إلى المحادثات السياسية والتوصل إلى حل سياسي توافقي يضمن وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها واحترام إرادة شعبها". وعن الأزمة اليمنية، عبّر مساهل أيضا عن أمله في "إعادة بعث المحادثات بين الفرقاء اليمنيين بما يفضي إلى حل سياسي توافقي يحفظ وحدة اليمن وسيادته واستقراره ويعيد اللحمة الوطنية لمجتمعه". وعرّج مساهل خلال مشاركته في اجتماع القاهرة على القضية الفلسطينية، مشيرا أنه "بات من الضروري اغتنام حركية مبادرات السلام والأفكار المطروحة لتحميل المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن مسؤوليته القانونية والتاريخية لحمل إسرائيل على وقف انتهاكاتها وممارساتها العدوانية وإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967". وفي سياق آخر، أكد مساهل على ضرورة إصلاح وتطوير جامعة الدول العربية لضمان مواكبة منظومة العمل العربي المشترك للتطورات والتحولات التي تعرفها الشعوب العربية والعالم في العلاقات الدولية مشددا على ضرورة أن ترفع فرق العمل الأربعة نتائج أعمالها في المستقبل المنظور لاعتمادها تمهيدا لعرضها على القمة العربية القادمة لإقرارها.