الجزائر أضحت مركزا للتعاون الإفريقي ومرجعا دوليا في مكافحة الإرهاب تأسف الدبلوماسي الأخضر الابراهيمي، لما وصلت إليه العلاقات بين الجزائر والمغرب ما عطل حسبه بناء المغرب العربي، داعيا إلى فتح الحدود بين البلدين متسائلا عن جدوى إستمرار غلقها منذ التسعينات، وشدد في هذا الشأن على ضرورة وضع مشكلة الصحراء الغربية جانبا وتباحث الطرفين حول القضايا التي تهم شعبيهما وتسمح بدفع التعاون والتنمية بينهما. استدل الأخضر الإبراهيمي في محاضرة بعنوان "العلاقات الدولية والوضع في العالم واقع وآفاق" ألقاها أول أمس بالمدرسة العليا للشرطة بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 في هذا الإطار بالحرب التي قامت بين الهند والصين سنة 1962 حول الإقاليم وتجاوز هذين البلدين لخلافاتهما من خلال التوقيع على بيان مشترك اعترفا فيه بوجود خلاف حول الحدود من جهة والعمل على تطوير العلاقات الإقتصادية بينهما التي اصبحت تقدر بملايير الدولارات من جهة ثانية. للإشارة أقدم المخزن على فرض تأشيرات دخول من جانب واحد على الجزائريين سنة 1994، وهو ما كسر حينها رابطة الجوار بين البلدين وقامت الجزائر كردة فعل بغلق حدودها البرية. من جهة أخرى أكد المتحدث الذي سبق له وأن شغل منصب وزير الخارجية، أنّ الجزائر أصبحت مركزا للتعاون الإفريقي خلال السنوات الأخيرة، وبعد تأكيده أن العمل المشترك الإفريقي أنجح من العمل المشترك العربي، ذكر الإبراهيمي بالوضع السائد في الوطن العربي والذي يعد كما قال "من أسوأ الأوضاع في العالم بالرغم من الإمكانيات المتوفرة لديه من موارد بشرية وطاقوية"، وأردف في هذا الشأن قائلا "دول المغرب العربي يمكنها تحقيق قفزة نوعية في غضون 10 سنوات"، معتبرا التعاون والتنسيق بين دول المغرب العربي أنفع وأفيد لتحقيق التقدم المنشود. وعدد المحاضر عناصر القوة التي تتمتع بها الجزائر وذكر الدور الذي تلعبه في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، والذي جعلها محط اهتمام العديد من الدول الأجنبية للإستفادة من تجربتها. كما عرج الدبلوماسي الجزائري للحديث عن التنظيم الإرهابي "داعش" وأكد أن المنخرطين فيه والقائمين عليه ليسوا بمسلمين لكون هذا التنظيم مسؤول على مقتل الآلاف من المسلمين في العالم. هذا وتحدث الإبراهيمي أيضا عن الربيع العربي، وإعتبره "انفجارا عفويا لم يكن منظما، واستولت عليه بعض الجهات المنظمة"، مشيرا إلى أنه كان من الأجدر بالقادة العرب ان يقودوا هذه النهضة المطلوبة منذ قرنين من الزمن. بالمناسبة أكد المتحدث بشأن أحداث 11 ديسمبر 1960 انها كانت الحلقة الاخيرة التي جعلت فرنسا بقيادة ديغول تتيقن من رفضها من طرف الجزائريين الذين خرجوا للشارع للمطالبة بالإستقلال. من جهته أكد اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، أن أحداث 11 ديسمبر تعد "المحطة البارزة" في مسيرة الشعب الجزائري الذي خرج في مظاهرات سلمية رافعا الرايات الوطنية للتعبير عن تمسكه بالإستقلال، واعتبر ان المناسبة تعد فرصة للتأكيد على التمسك بالقيم السامية التي تحملها الثورة التحريرية المجيدة والتي نستلهم منها معالم التضحية ليبقى الوطن نموذجا للأمن والأمان والسكينة.