سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حوارنا مستمر مع الفرنسيين لاسترجاع جماجم شهدائنا وملفات الذاكرة .. ونأمل أن يأخذ كل ذي حق حقه" في وقت أبدت باريس رفضها التنازل عنها ووصفت العملية ب "المعقدة"، زيتوني:
جدد الطيب زيتوني، وزير المُجاهدين، أمس التأكيد على أن الحوار متواصل عبر القنوات الدبلوماسية مع السلطات الفرنسية لاسترجاع جماجم المقاومين الجزائريين الموجودة بمتحف الإنسان بفرنسا . أوضح الوزير في تصريحات صحفية أدلى بها أمس على هامش تكريم الفائزين بجائزة أول نوفمبر1954 في طبعتها لسنة 2016 بحضور وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة والأسرة، أنّ الجزائر وعن طريق قنواتها الدبلوماسية ما تزال تواصل الحوار لاسترجاع جماجم شهدائها الموجودة بمتحف الإنسان بفرنسا، وقال "عمل اللجان المشتركة هو الآخر مستمر فيما يخص ملفات الذاكرة كالأرشيف وضحايا التجارب النووية، ونأمل أن يأخذ كل ذي حق حقه". هذا وتحدث برونو دافيد، رئيس المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي، أمام نواب المجلس الفرنسي مؤخرا، عن تعقيدات ستعرقل أو تلغي –وفقا لما أشار إليه ضمنيا- عملية استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين التي تطالب بها الجزائر، قال لدى استماعه من طرف اللجنة المكلفة بالتنمية المستدامة والتهيئة العمرانية بتاريخ 7 ديسمبر الماضي، "إننا وبصفتنا مودع لدينا معروضات يجب علينا بطبيعة الحال الاعتناء بها لكن لا يحق لنا التنازل عنها .. وهذا الأمر قد يطرح مشكل أخلاقيات، فنحن نقوم بحفظ جماجم لمقاومين جزائريين منذ أكثر من قرن والتي تطالب بها الجزائر، وبما أنها ليست ملكا لنا لا يمكن لي إرجاعها دون إتباع عملية معقدة إلى حد ما"، وأوضح رئيس المتحف، أن المسار يخضع لقواعد من الناحية الأخلاقية من أجل حماية الملكية الفكرية وتراث كل بلد لكنها تعقد بشكل محسوس سير المتحف-حسبه-، وأردف في هذا الصدد "يتوجب إلزاما ضمان إمكانية تعقب المواد وإن نكون جاهزين لإرجاعها حسب الأوضاع"، بعدما أكد أن الأمر ليس بالسهل كونه يتعلق بجماجم بشرية. للإشارة كان طيب زيتون، وزير المجاهدين، قد صرح نهاية أكتوبر الفارط أن الإجراءات المتعلقة باسترداد العظام ودفنها بالجزائر "تعرف تقدما"، وقال حينها "حرمة الأموات كحرمة الأحياء ولا يوجد مسوغ أخلاقي أو وجداني لترك تلك الرفات في الوضعية المؤسفة التي توجد عليها". وعلى طرف النقيض كذّب رومان نادال، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، تصريحات وزير المجاهدين، بخصوص استرجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية، مؤكدا أن بلاده لم تتلق أي طلب رسمي من الجزائر بهذا الخصوص، وأشار إلى أن العملية تقتصر على إجراء محادثات بين الطرفين منذ عدة أشهر لا غير . من جهته أكد ميشال قيرو، مدير المعروضات لدى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، استعداد مؤسسته للنظر بشكل ايجابي في طلب استرجاع ال 36 جمجمة الخاصة بالشهداء المقاومين الجزائريين الذين سقطوا في ساحة الوغى مع بداية الاستعمار الفرنسي والذين يتم حفظها منذ أكثر من قرن، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء "نحن نعرف حق الأسرة وحق الخلف"، وأشار إلى وجود طريق يجب سلكه من حيث الإجراءات حتى يتم أخذ هذا الطلب بعين الاعتبار، وأردف "هذه الطلبات يجب أن تتم عبر قناة دبلوماسية وليس من خلال جمعية ليس لديها أي حق بشأن هذه الجماجم"، في إشارة واضحة منه إلى الجامعي الجزائري إبراهيم سنوسي، الذي أطلق عريضة عبر شبكة الانترنيت حول مطالبة الجزائر باستعادة هذه الجماجم قصد إعادة دفنها بالطريقة اللائقة. يذكر أن هذه الجماجم وعددها 36 محفوظة في علب من الكارتون وموضوعة داخل خزانة حديدية بالمتحف.