أعلن برونو دافيد، رئيس المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، أن التنازل عن جماجم المقاومين الجزائريين "معقد" ويستغرق وقتا، في وقت أعلن وزير المجاهدين الطيب زيتوني منذ أسابيع أن العملية أحرزت تقدما. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن برونو دافيد، تأكيده أمام لجنة بمجلس النواب الفرنسي، أن "إننا و بصفتنا مودع لدينا معروضات يجب علينا بطبيعة الحال الاعتناء بها، لكن لا يحق لنا التنازل عنها، و هذا الأمر قد يطرح مشكل أخلاقيات، فنحن نقوم بحفظ جماجم لمقاومين جزائريين من القرن التاسع عشر والتي تطالب بها الجزائر، و بما أنها ليست ملكا لنا لا يمكن لي إرجاعها دون إتباع عملية معقدة إلى حد ما" وأوضح " المسار يخضع لقواعد من الناحية الأخلاقية من أجل حماية الملكية الفكرية وتراث كل بلد، لكنها تعقد بشكل محسوس سير المتحف، وانه يتوجب إلزاما ضمان إمكانية تعقب المواد و إن نكون جاهزين لإرجاعها حسب الأوضاع". ولم يحدد هذا المسؤول المدة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها العملية، لكن حديثه عن مسار معقد يوحي بأن تسليمها لدفنها في الجزائر لن يكون قريبا. وفي نفس السياق، قال مدير المعروضات لدى المتحف، ميشال قيرو، للوكالة "نحن مستعدون لدراسة طلب استعادة جماجم الجزائريين المحتفظ بها بمتحفنا". وأضاف "لتسليم هذه الجماجم هناك طريق يجب سلكه، وهذه الطلبات يجب أن تتم عبر قناة دبلوماسية، وليس من خلال جمعية ليس لديها أي حق بشأن هذه الجماجم". وكان وزير المجاهدين الطيب زيتوني، قد أعلن نهاية أكتوبر الماضي، أن عملية استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين من هذا المتحف الباريسي تسير "تعرف تقدما". وفي نفس الشهر، أكد الوزير خلال ندوة تاريخية بالجلفة، أن هناك تنسيق بين وزارتي المجاهدين والشؤون الخارجية، حيث تم محادثة سفيرنا بباريس من أجل معاودة الاتصال بالسلطات الفرنسية في هذه المسألة، التي هي محل إجراءات تقنية وأن القضية تحظى بمتابعة من السلطات العليا. واعتبر زيتوني، أن قضية الجماجم هي بمثابة "قضية شرف" لكل جزائري وجزائرية وحتى لكل مسؤول ومواطن، ونستعمل كل القنوات الدبلوماسية بكل هدوء ولكن بكل جرأة وسيادة وحتى بإخلاص للذين ضحوا من أجل هذا الوطن. ونهاية سبتمبر الماضي، بثت قناة "فرانس 24"، روبورتاجا كشفت فيه أن أكثر من 18 ألف جمجمة محفوظة بمتحف "الإنسان" في العاصمة باريس، منها 500 فقط تم التعرف على هويات أصحابها، من ضمنهم 36 قائداً من المقاومة الجزائرية (ثورتي الزعاطشة وبوبغلة) قُتلوا ثم قُطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي في أواسط القرن التاسع عشر". واكتشف سر هذه الجماجم في مارس 2011، على يد الباحث الجزائري المقيم في فرنسا علي فريد بلقاضي، وفي العام نفسه صدرت عريضة تطالب باسترجاع هذه الجماجم، غير أنها لم تلق رواجاً كبيراً، لكن في ماي الماضي، تمكن الأستاذ الجزائري "إبراهيم سنوسي" في جامعة "سيرجي بونتواز" الفرنسية من جمع قرابة 30 ألف توقيع للمطالبة باسترجاع هذه الجماجم.