عرف افتتاح الطبعة ال 49 للعيد الوطني للزربية أول أمس بمدينة غرداية على بعد 600 كم جنوب العاصمة، إقامة عروض متنوعة ميزها الموكب التقليدي المتكون من عربات مزينة بزرابي مختلفة التصاميم والألوان. وتضمن الاستعراض الافتتاحي لعيد الزربية الذي أشرف على إعطاء إشارة انطلاقه وزير تهيئة الإقليم والسياحة والصناعة التقليدية عبد الوهاب نوري عرض لوحات فنية من قبل عدد من الحرفيين المبدعين الذين قدموا من مختلف مناطق الولاية. كما منح موكب العربات المزينة بالزرابي خلال مروره بشارع الأمير عبد القادر حلة جميلة لهذا الشارع الرئيسي طبعتها الألوان الزاهية للزربية التقليدية ومختلف منتجات الصناعة التقليدية حيث نال هذا الاستعراض الأنيق إعجاب سكان وضيوف المدينة المعروفة بإمكاناتها في مجالي السياحة والصناعة التقليدية. ويتوخى من خلال هذا الموعد الثقافي والفني والاقتصادي والذي يصادف عطلة الربيع المدرسية تثمين الثروات الفنية للصناعة التقليدية لاسيما الصناعة النسيجية بما فيها الزربية المحلية فضلا عن المساهمة في ترقية السياحة والنشاط الثقافي بالمنطقة. ويتطلع القائمون على التنظيم أن تكون هذه التظاهرة الوطنية فرصة لجلب أعداد هائلة من السياح والأشخاص المهتمين بالزربية التقليدية خدمة للاقتصاد المحلي. كما يسعون أيضا من خلال هذا الموعد السنوي الذي أصبح مقصدا بالنسبة لزوار المنطقة إلى تثمين مهارات الحرفيات وترقية المكاسب الثقافية والطبيعية والاقتصادية لولاية غرداية المعروفة بتنوع تراثها لتكون منارة سياحية ثقافية وبيئية متميزة في الجزائر. ويعد هذا العيد الذي جرى تنظيمه هذه السنة تحت شعار "زربية غرداية: تراث وهوية" مناسبة لتكريم النساء الماكثات في البيوت اللواتي تمكن باستخدام مواد أولية نبيلة وخفيفة على غرار الصوف الطبيعي الذي تتم صباغته بمختلف الألوان من نسج وبدقة متناهية زرابي تعبر عن هوية المنطقة وعن معرفة ومهارة وتقاليد راسخة توارثتها الأجيال. وتجدر الإشارة أن كل عائلة غرداوية تملك منسجا خاصا بها حيث يعتبر من بين الأثاث المنزلي للبيت كما تحصي مصالح القطاع بالولاية نحو 15.000 امرأة حرفية تعمل لوحدها أو ضمن مجموعة من النسوة في مجال صناعة الزرابي. من القرارة المتواجدة بمنطقة شبه رعوية إلى المنيعة موطن العرق والكثبان الرملية ثم متليلي الشعانبة مرورا بالمحطة الحموية زلفانة إلى حاسي لفحل ومنصورة دون أن ننسى ضاية بن ضحوة إنها ولاية غرداية ببلدياتها 13 التي عرضت من خلال هذا الموكب الاستعراضي ثرواتها التي تزخر بها لحشود كبيرة من الجماهير جاءوا من مختلف أرجاء البلاد للاحتفال ببداية الربيع الغرداوي. ولإتمام هذه اللوحة الفنية شمل العرض رقصات فلكلورية تعبر عن التقاليد البدوية وبعض الألعاب التقليدية تعكس أصالة المنطقة إلى جانب تقديم الشاي الصحراروي بخيمة تقليدية أعدت لهذا الغرض. كما لم يفوت فرسان البادية والمهاري فرصة المشاركة في هذا الاحتفال معبرين عن غنى وتنوع التراث الوطني من حيث أشكاله ودلالاته. وبهذه المناسبة التي تتواصل فعالياتها إلى غاية نهاية الشهر الجاري تمت برمجة أنشطة متنوعة من بينها معرض لبيع مختلف المنتجات من طرف عدد من الجمعيات والمؤسسات الصغيرة تديرها نساء مختصات في الصناعة التقليدية بالإضافة إلى متربصين في التكوين المهني وذلك على مستوى قصر المعارض المتواجد بحي بوهراوة. تجدر الإشارة إلى أن الطبعة ستشهد مشاركة أزيد من 130 عارضا يمثلون مختلف ولايات الوطن وعارض أجنبي من دولة ليبيا.