إعتبر سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكم الشارقة، الذي يبدو أنه يجهل تاريخ الثورة الجزائرية المظفرة ومحطاتها التي مجدها العالم بأسره حتى المستعمر الفرنسي في حد ذاته، أن الجنرال الفرنسي شارل ديغول عمل على منح الاستقلال للجزائر من أجل إرضاء وكسب ود الزعيم المصري جمال عبد الناصر حينها. صرح حاكم الشارقة وفقا لما نشره على موقعه الرسمي في إطار تمجيد مفاجئ للاستعمار جاء مغايرا لمسار دبلوماسية بلاده "الرئيس الفرنسي شارل ديغول تمكن بفضل ثقافته من تحقيق أهدافه بدون أن يحمل أسلحة ويطلق نيرانا، باستخدام الكلمة الصادقة والتوجه الصحيح"، مستدلا في ذلك بالقضية الجزائرية الراسخة في تاريخ الأمم .. وكما يقول المثل الشعبي المحلي "اللي ما يعرفكش يجهلك" الذي ينطبق على حاكم الشارقة الجاهل كل الجهل لمسار ثورتنا المظفرة، وعليه تحدث "المسكين" في لقاء جمعه برؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام، في معرض لندن للكتاب عن نص تاريخي نسبه للرئيس الفرنسي الأسبق جاء فيه قائلاً: "سُئِلَ شارل ديغول الرئيس الأسبق لفرنسا، لماذا كلما أردت اتخاذ قرار هام وعقدت له اجتماعا مع كافة الوزراء، تحرص دائماً على أن يجلس بجوارك وزير الثقافة مورو، بينما كل الوزراء متواجدون؟ فأجاب ديغول: "لأن وزير الثقافة يذكرني بإنسانيتي"، وتابع سلطان القاسمي قائلاً "سأل ديغول وزير ثقافته كيف استطيع أن أكسب ود العرب الذين تُمَجِد فيهم؟"، فأجابه "بأن ترضي الزعيم العربي جمال عبد الناصر، رحمة الله عليه، "فإذا كسبته فإنك ستكسب العالم العربي بأكمله"، فسأله ديغول "كيف يمكنني أن أكسب الزعيم العربي جمال عبد الناصر؟ "، فأجابه "عليك أن تعطي الجزائر استقلالها"، فقال ديغول قاصداً الجزائر "الآن عرفتهم" .. قصة مضحكة يمكن أن تروى من طرف معتوه أو حاقد أو جاهل كما سبق وقلنا، لكن لن يصدقها العارفون بالتاريخ خاصة الجزائري، وما يخص ثورة نوفمبر المجيدة. تصريحات حاكم الشارقة التي وصفت ب "الصادمة" من طرف بني جلدته، الذين نددوا بها، أثارت حفيظة وغضب الجزائريين خاصة والعرب المسلمين بصفة عامة، وهو ما ترجم في حراك غير مسبوق عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي أجمع مرتادوها على وصف الرجل ب "المعتوه"، فيما نصحه آخرون من مختلف الجنسيات بإعادة قراءة التاريخ الصحيح ومراجعة موقفه قبل أن يرى الويل من الجزائريين حكومة وشعبا.