سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصالي الحاج تراث فكري وتاريخي ورصيدا سياسي لا يمكن الاستغناء عنه لم ينل نصيبه الكامل من التاريخ حيث لا يزال ذكر هذا الرجل يثير الكثير من الجدل والتساؤلات
شكلت مسيرة ميصالي الحاج النضالية الطويلة جزء كبيرا من تراثنا الفكري والتاريخي ورصيدا سياسيا لا يمكن الاستغناء عنه وتراثا جمع بين التضحية والإيمان القوي لقناعة لابد من تحقيقها وبالرغم من مرور 43 سنة من رحيل رائد الحركة الوطنية الجزائرية إلا أن هذا الرجل لم ينل نصيبه الكامل من التاريخ حيث لا يزال ذكر هذا الرجل يثير الكثير من الجدل والتساؤلات بدليل غياب السلطات المحلية عن الوقفة الرمزية التي نظمها بعض محبي هذا الرجل الذي سعى الى الدفاع عن استقلال وحرية الجزائر في إحدى الأحياء العريقة بمدينة الزيانيين ولد ميصالي الحاج في 16 ماي 1898من أسرة ميسورة الحال بدا تعليمه الابتدائي بجامع سيدي الوزان حيث حفظ جزء من القرءان الكريم قبل أن ينتقل إلى المدرسة الابتدائية أين زاول دراسته الابتدائية لعدة سنوات ليغادرها في سنة مبكرة نتيجة الوضع المزري الذي كانت تعيشه عائلته إلا أن هذا الأمر زاده إصرارا على مواصلة المسيرة حيث واصل دراسته بزاوية الشيخ ابن يلس هذه الزاوية التي تخرج منها كبار العلماء والمشايخ ومنذ نعومة اضافره سعى مصالي الحاج إلى تغيير نمط حياته حيث اشتغل مبكرا بترقيع الأحذية ثم حلاقا ثم عاملا بمصنع للتبغ وفي هذه الأثناء عاود مصالي الحاج تسجيل نفسه بإحدى المدارس الفرنسية التي تابع فيها دراسته بانتظام حتى سنة 1916اين رسب في امتحان الشهادة وهنا تعرف مصالي الحاج على الطبيب كوتوس الذي كان يعطف عليه ويزوده بالكتب التي فتحت ذهنه على ماهو حاصل في العالم وتشاء الصدف فيما بعد ان عائلة كوتوس هي التي عرفته على عائلة بوسكو والتي تزوج من ابنتها اميلي المناضلة العمالية والتي اجب منها طفلين هما علي سنة 1930و جفينة سنة 1938والتي اهتمت بجمع تراث والدها وكان ليمصالي الحاج ستة إخوة أربعة أولاد وبنتين وفي سنة 1918استدعي ميصالي الحاج إلى الجندية وقضى ثلاثة سنوات في مدينة بوردو الفرنسية أين بدا يهتم بمطالعة الصحف والجرائد العالمية وخاصة جريدة لومانتي هذه القراءات والحقرة والتمييز الذي لاحظه من لدن الاستعمار الفرنسي في المعاملة بين الجزائريين والفرنسيين جعله يدرك ان هناك استعمارا جاثما على الجزائر يخنق الحريات وان القوانين المطبقة على الجزائر وخاصة قانون الأهالي وهي القوانين التي كانت مجحفة كان لابد من تغييرها بل إزالتها وخلال الفترة التي قضاها مصالي الحاج بالمهجر بعد عام 1923 تعرف على شخصية الأمير خالد بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العربية والجزائرية كشكيب ارسلان الشاذلي خير الله وزكي علي والجابري وراجف وكان اول نشاط قام به مصالي الحاج هو تأسيس جمعية جزائرية تدعى الإخوة الإسلامية سنة 1925 ثم أسس بعدها مع رفقائه نجم الشمال الإفريقي سنة 1926 قبل ان تصبح هذه الهيئة ذات امتداد شامل بعدها تم تأسيس حزب الجزائري في مارس 37 والذي يعرف باسم حركة انتصار الحريات والديمقراطية ثم تم إنشاء المنظمة السرية سنة 47 بقيادة محمد بلوزداد والتي اكتشف أمرها في حادثة تبسه سنة 1950 ثم جاء تأسيس الحركة الوطنية الجزائرية في ديسمبر 54 وقد كان مصالي الحاج حريصا على الحضور في المؤتمرات الدولية المعادية للاستعمار حيث حضر في مؤتمر بروكسل ورغم حل السلطات الفرنسية للنجم سنة 1929 فانه تمكن من حضور مؤتمر أخر عقد بموسكو وعندما اصدر حزب النجم جريدة الأمة وأصبح مصالي الحاج مديرها أصبحت الحركة ذات امتداد ومميزات سياسية خاصة تجلت في المطالبة بالديمقراطية واستقلال البلاد ومن اجل تحقيق هذا الهدف قام مصالي الحاج بصفته ناطقا في النجم بالاتصال بفرحات عباس وابن جلول واتحادية المنتخبين وابن باديس حيث أيد مصالي الحاج ميثاق المؤتمر الإسلامي وفي خطابه في أوت 1936 أمام عشرة ألاف مواطن بملعب الجزائر قبل مصالي الحاج بعدم المطالبة بالاستقلال حتى لا يحرج المغتربين والجزائريين فمن خلال احد التقارير الخاصة بالشرطة الفرنسية تبين أن النجم كان لديه 37 مركزا حزبيا وقد لعبت جريدة الأمة دورها في نشر الأفكار الوطنية وقد أسس ميصالي الحاج في ربيع 51 حزب الشعب وانتصار الحريات لدراسة مسالة الثورة ضد الاستعمار الفرنسي وانتهت هذه اللجنة إلى القرار التالي حل ما تبقى من التنظيم دون التخلي عن مبدأ الكفاح المسلح في انتظار الوقت المناسب لتكوين تنظيم جديد ومن أهم الشروط التي وضعت لإنجاح وبعث الجناح العسكري للحزب تحديد موعد الثورة التحريرية مسبقا وتوفير الإمكانيات المادية لا سيما الأسلحة والتنسيق مع الأشقاء في المغرب. ولما تكونت لجنة الستة للأعداد لثورة وسندت رئاستها لمصالي الحاج في ابريل 53 حيث كان ميصالي الحاج منفيا في فرنسا هب إليه الأمين العام للحزب ليبلغه بالأمر وكانت بينه وبين اللجنة المركزية قد بلغت مداها اعتبرتها مناورة وأجاب مصالي الحاج الأمين العام للحزب أنا لا أرى في الموضوع هذا مناهضا لكل عمل مسلح بعد وقف القتال اقترح ميصالي الحاج في الرابع ماي 62 تنظيم لقاء مع جبهة التحرير الوطنية والحركة الوطنية الميصالية ولكن الجمهورية المؤقتة رفضت الاقتراح وأبعدت الحركة من حملة الاستفتاء من اجل تقرير المصير وبعد سنوات من الاستقلال وافقت الحكومة على إعطاء مصالي الحاج جواز سفره جزائري سنة 72 وكان مصالي الحاج يشكو السرطان إلى غاية وفاته في الثالث جوان 74 نقل جثمان مصالي الحاج الى تلمسان في السابع جوان في موكب جنائزي مهيب حضره عشرات الآلاف من المواطنين ومع ان هذا الرجل منح حياته في النضال السياسي إلا انه ضل مهمشا حيث باستثناء المطار الذي سمي باسمه بزناته لم يتم تخليده بأمور أخرى مما اثار الكثير من التساؤلات في اوساط سكان تلمسان والى غاية وفاته في المنفى ضل مصالي الحاج مشغولا بقضايا الحق العدالة الديمقراطية حيث كتب في مذكراته إذا كان الإنسان حر إذا كان يتمتع بكل الحريات الديمقراطية في كل المجالات في وجوده فانه لن يفكر في أن يقوم بثورة فقط حبا في الثورة أما إذا كان خاضعا لنضام الحزب الواحد والديكتاتورية تصبح الثورة واجبا ووسيلة تحرير من القهر والديكتاتورية ايا كان شكلها - قالوا في مصالي إسماعيل زياري : مناضل في حركة انتصار الحريات الديمقراطية إغفال مصالي الحاج من التاريخ إجحاف في حق هذا الرجل الذي يعتبر ابا للوطنية وأب الجزائر شئنا أم أبينا وقد أكد عدة باحثين وأساتذة ان عائلة مصالي الحاج لا تزال تحوز على مذكرات ووثائق كتبها مصالي الحاج وهي وثائق تاريخية هامة للباحثين من شانها تدعيم المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني وهي مصدر للدراسات والبحوث الجامعية-احد رفقاء مصالي : هل تصدقون أن هناك رجالا مازالوا يذرفون الدموع كلما ذكر اسم مصالي الحاج أمامهم رجال يعتقدون أن الخلاص فيه حسبهم اقسموا ان يكونوا أوفياء له فظلوا كذلك إلى حد التناسخ في زعيمهم فوجهه يمثل في حياتهم ولحاهم شاخوا وهم ينتظرون رؤية اسم مصالي الحاج كاملا في التاريخ.