تنبأ شكيب خليل، وزير الطاقة الأسبق، بسنوات صعبة قادمة ستمر بها الجزائر، في ظل محدودية المداخيل نتيجة ضعف أسعار النفط والغاز. أوضح شكيب خليل، في محاضرة ألقاها مساء أول أمس، بفندق "الميريديان" بوهران، بدعوة من الغرفة التجارية الجزائرية، أنّ إستقرار إنتاج وتصدير المحروقات موازاة مع احتياطي العملة الصعبة، في ظل الوتِيرة الحالية في جلب الاستثمارات الخارجية، سيرفعان من نفقات الدولة، كما ستتقلص إمكانياتها في الإستثمارات التي تخلق فرص عمل جديدة، وهو ما يؤثر - يضيف المتحدث - على القدرة الشرائية للمواطنين، داعيا في هذا الصدد إلى تنويع الإقتصاد والتخلص من التبعية للمحروقات، من أجل تحقيق مداخيل أخرى بالعملة الصعبة، من خلال إعطاء فعالية أكبر لقطاعات أخرى كالفلاحة والصناعة والسياحة والصيد البحري وكذا الخدمات. تمكين الفئات الهشة من الدعم المباشر نقدا لوقف إستنزاف أموال الخزينة هذا وحذّر المتحدث بالمناسبة من تداعيات مواصلة العمل بسياسة دعم الأسعار، بالشكل الذي هي عليه حاليا، كونها تستنزف من جهة أموال الخزينة العمومية على إعتبار أن 75 بالمائة من الدعم لا يصل أو لا يُوجه لمستحقيه، وتلحق من جهة أخرى الطبقة المتوسطة في المجتمع بالطبقة الفقيرة، وإقترح في هذا الصدد تبني سياسة الدعم المباشر نقدا، بعد رفع الدعم بطبيعة الحال على مراحل، مع إحصاء المنتمين إلى هذه الفئة بشكل دقيق بالعودة إلى فاتورات المياه والكهرباء، والضمان الإجتماعي.
إعتماد عملة جديدة لشل السوق السوداء وتقليل التضخم من جهة أخرى رافع الوزير الأسبق للطاقة، لضرورة إعتماد عملة جديدة، لإمتصاص الكتل النقدية التي هي خارج الرقابة، ما سيمكن من التقليل من نسبة التضخم من جهة، وكبح السوق الموازي التي لا تستفيد منها مصالح الضرائب من جهة أخرى.
تحسين مناخ الإستثمار وتطوير الجنوب لتحسين مداخيل الدولة كما دعا شكيب خليل، لضرورة تحسين مناخ الإستثمار في الجزائر لإغراء المستثمرين الأجانب، معتبرا هذا المقترح من بين أفضل الخيارات المُتبقية اليوم أمام الدولة لتقليل صدمة الأزمة المالية التي تمر بها، هذا فضلا عن التركيز على المشاريع التي تحقق فائدة للدولة وترفع مداخيلها بالعملة الصعبة، وتمكنها من عائدات ضريبية كبيرة، وشدد المتحدث أيضا على ضرورة تطوير الجنوب وتحويله إلى منصة لربح معركة إفريقيا وهي سوق المليار نسمة - يقول الوزير الأسبق- .