الشيب عملية طبيعية تحدث بتقدم الفرد في السن، حيث يصبح الشعر أبيض اللون، وفي الوقت الذي نجد فيه حالات وصلت مرحلة الشيخوخة، إلا أن شعرها لازال محافظا على لونه الطبيعي، نجد آخرين في عز شبابهم ولكنهم يعانون من الانتشار التدريجي للشيب، وإن ارتبطت بعض الشعرات البيضاء في رأس الشاب والشابة ببعض المعتقدات التي تقول أنها علامة للحظ الجميل، إلا أن التفسير العلمي للشيب المبكر مختلف تماما. إن وجود بعض الشعيرات البيضاء في شعر بعض الشباب قد يكون أخف من أن يكون كل شعره أبيض، وهو في ريعان شبابه، الحالات موجودة وإن صعب الوصول إلى بعضها، لأنها تبقى نماذج نادرة من الشيب المبكر. محمد، 37 سنة، أبيض الشعر منذ أن كان في سن المراهقة، وهذا ما سبب له ضغطا نفسيا كبيرا، فقد كان يرى نفسه غير طبيعي، ويشعر أنه هرم رغم أنه في العشرينيات، وكان تفسير الطبيب لحالته أن تغير لون شعره سببه وراثي، ولكنه أكد أن لا أمه ولا أبوه يعانيان من الشيب رغم أنهما تجاوزا العقد السابع إلى أن توضح له أن الوراثة لا تكون بالضرورة من الأبوين فقد تتجاوزهما إلى الجيل الوراثي الذي سبقهما، ولا يقتصر ظهور الشيب المبكر على مرحلة المراهقة، وإنما حتى عند أطفال في مقتبل العمر. وعن عوامل ظهور الشيب المبكر وكيفية انتشاره، يقول الدكتور شريف بلعربي طبيب عام أنه ومن العادة أن يبدأ ظهور الشيب على جانبي الرأس انطلاقا من جذع الشعرة، ثم يبدأ ينتشر إلى الوسط، مؤكدا أن الشعر الذي يملأ مؤخرة الرأس قلما يتعرض للشيب، فمؤخرة الرأس تبدي مقاومة للشيب، وفي حالات أخرى ينتشر الشيب في شكل حلقات دائرية ليغطي تدريجيا فروة الرأس، ولا يقتصر على جذع الشعرة، وإنما يطول معها، أما عن باقي الشعر الذي يكون في مختلف مناطق الجسد سواء للرجل والمرأة فنادرا ما يتغير لونه إلى الأبيض. وعن ظهور الشيب من الناحية البيولوجية، فهو نتيجة لتكاثر الخلايا المتقدمة في العمر والتي تدفع الخلايا الشابة وتحتل مكانها ما يؤدي إلى ظهور جزء أبيض من الشعر قريب من فروة الرأس، إضافة إلى توقف هذه الخلايا الملونة عن تصنيع مادة الميلانين المسؤولة عن لون الشعر. حالات نادرة للشيب المبكر هذا، وأكد الدكتور أن هناك حالات نادرة جدا ينتشر فيها الشيب بسرعة بمجرد ظهوره لدى الصغار والكبار أيضا، وفي فترة زمنية قصيرة، وعن تفسير هذه الحالات، يقول الطبيب أنها مثل هذه الحالات كانت قيد الدراسة ووجد أن الانتشار السريع للشيب هو في الحقيقة نتيجة تعرض الفرد لنوبات عصبية وضغط نفسي شديد، حيث تبين أن الشد العصبي العنيف ونوبات الخوف والفزع الكبير المفاجئ تؤدي إلى ظهور الشيب رغم صغر سن الفرد الذي تعرض له، وتزداد سرعة انتشار هذا الشيب باستمرار تلك النوبات العصبية، أما عن تلك الحالات النادرة فيفسرها بكونها راجعة إلى الانتشار السريع لنوعية من الخمائر التي تملك قدرة عالية على أكسدة كمية الميلانين في الشعر بسرعة فائقة، ويتم إنتاج هذه الخمائر في الدم نتيجة الاضطرابات النفسية ما يفسر حدوث شيب سريع الانتشار، كما توجد حالات نادرة تعرضت لحوادث خطيرة مما أدى عند بعضهم إلى انتشار سريع قد يكون في غضون أيام، وهذه الحالات في الحقيقة وحسب نفس المتحدث يصعب إيجاد تفسير علمي لها، لأن ما يرى من الشعر هو ساق الشعر، ولا يستطيع الجسم داخليا تغييره، بل يستطيع فقط التأثير على خلايا البصلة الشعرية. وفي تعداده لأسباب الشيب المبكر، جاء العامل النفسي على رأس القائمة إضافة إلى تقدم عمر الخلايا، الضعف البدني وأمراض الجهاز الهضمي، النمط الغذائي الذي يكون ناقصا من حيث بعض المواد مثل الفيتامين ب، نقص العناصر الغذائية مثل النحاس، فقر الدم، السل، اختلالات في إفرازات الغدة الدرقية علاوة على أمراض فروة الرأس وقشور الشعر، كما نجد الوراثة كعامل يفرض نفسه ويؤدي إلى ظهور الشيب المبكر رغم صغر السن، ويرجع ذلك لطبيعة الخلايا المفرزة لصبغة الميلانين والتي يتم توريث تركيبتها للأبناء. علاج الشيب المبكر يكون بتفادي عوامل حدوثه إن العلاج للأسباب التي أدت إلى الشيب المبكر يكون بالاهتمام بالصحة العامة للفرد، عموما نظافة الشعر خصوصا، وتغذيته بالمواد الطبيعية، كما يجدر العمل على تدليك فروة الرأس مع التركيز على الأغذية النباتية.