أطلقت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مخططا خاصا بفصل الصيف للتكفل بالنساء الحوامل عبر العيادات الصحية الجوارية والمستشفيات عبر التراب الوطني، ينطلق العمل به هذا الشهر وإلى غاية بداية الدخول الإجتماعي، الهدف منه التخفيف من الضغط الذي تشهده أقسام التوليد كل فصل صيف خاصة خلال شهري جويلية وأوت مما ينعكس سلبا على التكفل الجيد بالنساء الحوامل وأدى ذلك إلى تسجيل حالات وفيات في السنوات الفارطة بسبب ذهاب أطباء متخصصون وقابلات في عطلة سنوية. قال محمد ميراوي مدير الصحة لولاية الجزائر، أول أمس، أن المخطط يتمثل في شبكة تضم تقنيين في الصحة وخبراء وأطباء متخصصين في أمراض النساء والتوليد، حيث سيتم العمل بالمخطط على المستوى الوطني بداية من الشهر الجاري. وأوضح ميراوي أن الهدف من إطلاق هذا المخطط هو الاهتمام بالنساء الحوامل وتوجيههن نحو المستشفيات القريبة منهن لتفادي تنقلهن بين المستشفيات وتضييع الوقت مما يعقد من وضعهن وتأثير ذلك على الطفل، وأضاف المتحدث أن المخطط يضمن استقبال المرأة الحامل على مستوى العيادات الصحية الجوارية القريبة منها وعلى مستواها يتم توجيهها إلى مستشفيات أخرى حسب وضعية حملها والحال التي يكون عليها الجنين. وأكد ميراوي أن المخطط الذي تم إطلاقه يضمن التكفل الجيد بالنساء الحوامل من خلال تجنب تنقلهن بين مختلف المستشفيات حيث يتم رفضهن، فيما تجهل بعض النساء الحوامل الوجهة التي يلجأن إليها والتي تناسب حالتها الأمر الذي يجعلها تلجأ للوجهة الخطأ وبالتالي تعرض طفلها للخطر وفي بعض الحالات الموت، وفي هذا السياق أكدت قابلة بقسم التوليد بمستشفى عين طاية شرق العاصمة أن نقص التكفل بالنساء الحوامل الذي اشتكت منه عدة نساء السنة الفارطة نتيجة تسجيل حالات وفيات سواء بالنسبة للأم الحامل أو الطفل مباشرة بعد الولادة مثلما حدث بمصلحة الأم والطفل بالجلفة حيث اهتزت هذه الأخيرة على حادثة وفاة أمرأة حامل بعدم تم رفضها على مستوى إحدى مصالح التوليد بالولاية، راجع إلى غياب التوجيه حيث تجهل المرأة الحامل المصلحة التي تلجأ لها والتي تناسب وضعها وقت الحمل، مما يؤدي إلى رفض التكفل بها وإرسالها من مستشفى لآخر ما يؤدي إلى تعقد حالتها الصحية وتأثير ذلك على الطفل. من جهتها المختصة في أمراض النساء بمستشفى الثنية "ج. ل" صرحت ل "السلام" أن عديد الحالات يتم استقبالهن على مستوى قسم التوليد ويتم إرجاعهن نظرا لحالتهن الحرجة بسبب إصابة الأم بأمراض وخطيرة مزمنة كالقلب والسرطان وغيرها مما يستدعي التكفل بها على مستوى مستشفيات تتوفر على عدة تخصصات، مضيفة "الحالات التي نرفض استقبالها يبدين انزعاجهن وغضبهن".
أقسام التوليد تعاني ضغطا رهيبا كل صائفة مشكل الاكتظاظ بمصالح وأقسام التوليد يطرح ويتكرر كل فصل صيف، لاسيما في شهري جويلية وأوت حسبما أكده أطباء بمستشفيات العاصمة ووقفت عليه "السلام" في عديد خرجاتها الميدانية لتلك الأقسام خلال السنوات الفارطة، وهو ما اعترف به أيضا مدير الصحة للعاصمة الذي أكد أن شهري جويلية وأوت أكثر اكتظاظ بالنساء الحوامل مقارنة بباقي الأشهر وأرجع ذلك لسببين، الأول أن أغلب الجزائريين يفضلون عقد قرانهم في فترة الصيف مما ينتج عن ذلك ولادة أول طفل لكل زوجين في فصل الصيف ما يؤدي إلى اكتظاظ بأقسام التوليد، أما السبب الثاني يتعلق بذهاب عدد كبير من المشرفين على تلك الأقسام في عطلة سنوية خلال شهري أوت وجويلية مما يؤثر على التكفل الجيد بالنساء الحوامل. هذا وتعتبر مصلحة التوليد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي من أكثر المصالح عبر التراب الوطني التي تسجل إكتظاظا رهيبا في فصل الصيف، حيث يواجه الطاقم العامل بها ضغوطات كبيرة بالنظر للإقبال الكبير عليها من مختلف ولايات الوطن، وفي هذا السياق قال ميراوي أن المخطط الخاص بفصل الصيف سيساهم في التقليل من الضغط المسجل به، حيث سيتم توجيه النساء الحوامل إلى مستشفيات أخرى.