يشتكي سكان حي »بن شوبان« التابع لإقليم بلدية الرويبة شرق العاصمة من غياب التهيئة الحضرية على مستوى حيهم, الأمر الذي انعكس بصورة سلبية على حياتهم اليومية نتيجة افتقادهم لأهم المرافق الضرورية, وهو الأمر الذي يضطرهم في كثير من الأحيان إلى تكبد معاناة قطع المسافات الطويلة لقضاء مختلف حاجياتهم من وسط مدينة الرويبة, حيث أعرب في هذا الصدد قاطنو الحي عن تضايقهم واستيائهم الشديدين مما أسموه بالتجاهل والإقصاء المستمرين اللذين يطالان حيهم من مختلف البرامج التنموية المعلن عنها من قبل السلطات المحلية في المناسبات العديدة. كما اعتبر بعض قاطني الحي ممن تحدثوا إلى يومية «السلام» أن ظروفهم المعيشية المتدنية أصبحت تنم عن حياة بدائية بسبب التهميش والعزلة اللذين يميزان تجمعهم السكني في ظل عدم تحريك الجهات المعنية باتجاه تحقيق مطالبهم التنموية المتكررة والملحة, خاصة ما تعلق منها بموضوع ربط حيهم بشبكات الطرق القريبة التي من شأنها فك العزلة التي يعيشونها منذ وقت طويل والتي تتجسد في إيجادهم لصعوبات جمة في تنقلاتهم اليومية من وإلى خارج الحي, حيث ساهم غياب وسائل النقل في تعقيد الوضعية.وفي هذا الشأن يطالب السكان من المسؤولين المحليين الالتفات نحو معاناتهم عن طريق التفكير الجدي في تنفيذ مشاريع تنموية لفائدة حيهم في الآجال القريبة من أجل محو الصورة البدائية التي تميز الحياة بداخله, حيث أضاف محدثونا أن كل من يقصد حي «بن شوبان» للوهلة الأولى أصبح يصطدم بظاهرة تميز سكانه عن غيرهم من أحياء وقرى بلدية الرويبة التي تعد إحدى أغنى بلديات العاصمة لاحتضانها المنطقة الصناعية, كما تعكس حجم الصعوبات التي يجدها قاطنوه فيتحركاتهم وتنقلاتهم, وذلك من خلال الانتشار الكبير للدراجات النارية بين السكان والتي أصبحت تعوض وسائل النقل المعروفة في مشهد يعطي الانطباع بالعزلة المفروضة على هؤلاء والتي لم يجدوا سبيلا في التخفيف من حدتها إلا باللجوء إلى وسائل نقل بديلة ولو كانت بسيطة في ظل الغياب التام لمرور شبكة وسائل النقل بحيهم. من جانب آخر, يشهد الطريق الرابط بين الحي والطريق السريع شرق غرب على مستوى الجسر الواقع بحي «الموايسية» وضعية مزرية نتيجة الاهتراءات والمطبات الكبيرة التي تطبعه, حيث يرجع السبب في الوضع الكارثي لهذا الطريق حسب السكان إلى عدم اهتمام الجهات المعنية بتعبيده وتزفيته منذ الانتهاء من الأشغال على مستوى هذا الخط, إذ أصبح الطريق يشكل عائقا حقيقيا في وجه قاطني الحي زادهم عزلة, خاصة خلال موسم تساقط الأمطار, حيث أضاف محدثونا أنه نتيجة لذلك باتت المنطقة تشكل بالنسبة لهم حاجزا يفصلهم ويمنعهم من التنقل باتجاه الأحياء والقرى المجاورة بسبب تحول الطريق السالف الذكر مع تساقط أولى قطرات الأمطار إلى مستنقع من الأوحال, الأمر الذي يجبرهم في كل مرة على قطع مسافات طويلة ومضاعفة بغية الوصول إلى أقرب محطات النقل, حيث ناشد محدثونا في هذا الشأن المعنيين بالتحرك السريع من أجل تعبيد وتزفيت الطريق ووضع حد للمعاناة التي يتكبدونها مع حلول كل موسم شتاء.