في البداية أهلا بك معنا في أول حوار مع يومية “السلام” اليوم شكرا على الاستضافة، وأتمنى كل التوفيق لجريدتكم. هل فعلا قررت رفع شكوى ضد إدارتي الوفاق والعميد إلى “الفيفا” بسبب المستحقات التي تدين بها؟ صحيح. صدّقوني القول؛ إني لم أكن أرغب في الإقدام على هذه الخطوة، لكن مثلما يقال “الضرورة تبيح المحظورة”، وأنا على يقين من إنصافي من قبل “الفيفا”. اتصلنا بك لأخذ انطباعك بخصوص انتقال مصباح إلى العملاق الإيطالي “آسي ميلان”؛ بحكم إلمامك بشؤون الكرة الإيطالية. شكرا على المجاملة، انضمام مصباح إلى فريق من حجم “آسي ميلان” هو فخر للاعبين الجزائريين، وحتى العرب؛ مادامت إدارة ميلان غيرت سياستها في السنوات الأخيرة وباتت لا تعتمد كثيرا على المدرسة الإفريقية. وكل ما يمكنني قوله إن مصباح أثبت قدراته في الكالتشو؛ الأمر الذي جعله يحجز مكانا له في فريق كبير أيضا. تقصد أن إدارة ميلان لم تخطئ لما تعاقدت مع الدولي الجزائري؟ صراحة، سبق لي أن زرت مقر النادي، وتربطني علاقة وطيدة بمسؤوليه، وأنا على يقين أن تفكيرهم في استقدام مصباح استغرق وقتا طويلا ومتابعة عن كثب لإماكاناته؛ لأن الاستقدامات في نواد كبيرة بحجم “ميلان” أو الريال أو غيرهما من الأندية العريقة، تتحكم فيها ضوابط دقيقة ومدروسة من قبل أخصائيين يهتمون حتى بأدق تفاصيل اللاعب، وأنا على يقين أن برليسكوني لم يمنح الضوء الأخضر للتعاقد مع مصباح حتى حظي القرار بالإجماع؛ لأن العملية حساسة جدا، وأريد أن أضيف شيئا.. أجل، تفضل... كنت أتابع باهتمام شديد ما تنقله وسائل الإعلامية الإيطالية بخصوص صفقة تحويل مصباح من ليتشي إلى ميلان. صحيح أن المفاجأة كانت كبيرة، لكن الفكرة كان محل إجماع معظم المتخصصي،ن الذين أكدوا أن الجزائري يحمل المواصفات والإمكانات التي ترشحه لشغل منصب الظهير الأيسر في هذا النادي، وما لفت انتباهي أكثر تصريحات المدرب ماسيمليانو أليغري، الذي أشاد في مناسبات عديدة بمستوى الجزائر، وحسب المعلومات التي بحوزتي هو من نصح مسؤولي الإدارة بالتعاقد معه، ولا أظن أن مدربا من طينة أليغري مجنون لطرح مثل هذه الفكرة لو لم يكن واثقا من قدرات مصباح. وهل تؤيد الطرح القائل إن مصباح لن ينجح في فرض نفسه في التشكيلة الأساسية لميلان؟ أستبعد تماما هذا الطرح؛ لأن مثلما أسلفت الذكر تعاقد الإدارة مع الدولي الجزائري جاء بعد دراسة دقيقة وتفكير عميق قبل الإعلان الرسمي عن الاهتمام به، كما أن تدعيم الرواق الأيسر صار ضرورة حتمية في هذا “الميركاتو” بعد فشل النيجيري تايو في فرض نفسه، وفي ظل تراجع مستوى زامبروتا، الذي لم يقنع المدرب أليغري، خاصة في مباراة “الداربي” الأخيرة أمام الإنتر، حسب الصحافة الإيطالية. كل هذه المعطيات تصب في صالح مصباح، الذي أرشحه ليفرض نفسه في ميلان؛ فمصباح مستواه ثابت، ونقطة قوته أنه منضبط تكتيكيا، كما أنه يدافع بعقلية الإيطاليين، وهذا ما جعل المكلفين بالاستقدامات في ميلان يضعونه أولوية. صرحت بأنك كنت تعرف مصباح حتى قبل انضمامه إلى المنتخب الوطني؟ صحيح، أعرف مصباح قبل مسؤولي الاتحادية الذين جلبوه للمنتخب؛ بحكم إقامتي الطويلة في إيطاليا. كنت أعرفه منذ أن كان ينشط كمهاجم مع ليتشي في الدرجة الثانية، إذ كانت مساهمته كبيرة في صعود الفريق بفضل أهدافه الكثيرة الحاسمة. لقد كنت أتابع مصباح منذ أن كان مع ليتشي في القسم الثاني، كانت الصحافة المحلية تثني عليه دوما وتمنحه نقاطا عالية، وحتى المدربين الذين تعاقبوا عليه كانوا يؤكدون أنه قادر على اللعب في المستوى العالي. وما هي الأصداء التي وصلتك من إيطاليا بخصوص صفقة تنقّل مصباح إلى ميلان؟ لقد اتصل بي منذ قليل صديق إيطالي من عشاق ميلان (الحوار أجري عشية أمس) وظل يسألني عن مصباح، حيث أكد لي أن أنصار ميلان مهتمون بجمال كثيرا، وهم يريدون أن يعرفوا كل شيء عنه. بماذا تود أن نختم هذا الحوار؟ لقد تفاجأت وأنا أسمع بعض القنوات العربية تؤكد أن مصباح ثالث لاعب عربي يمر عبر ميلان رغم أنه الأول الذي حظي بهذا الشرف إذا ما استثنينا المدافع الدولي السابق سمير بلوفة، الذي حمل ألوان “الروسونيري”، وهو حامل للجنسية الفرنسية، وكان لاعبا ممتازا قبل أن تحطمه الإصابة. أما ستيفان الشعراوي حتى وإن كانت أصوله من مصر فإنه حمل ألوان ميلان أسي، وهو حامل للجنسية الإيطالية، كما أنه رفض تماما تقمّص ألوان المنتخب المصري، وبالتالي فإن مصباح هو أول لاعب عربي يحظى بشرف حمل ألوان “ميلان آسي”. وفي الأخير أتمنى من قلبي النجاح لمصباح لأنه لاعب متواضع، والمتواضع، دائما، الله يرفعه.