”انضمام مصباح إلى ميلان وعودة يحيى إلى ألمانيا أكدت قيمة اللاعب الجزائري” ”نسيت تماما حادثة اعتداءات المصريين.. أمر مؤسف ما حدث في بور سعيد!” شدد الدولي السابق رفيق صايفي في حوار له مع أحد المواقع الرياضية، التأكيد على صعوبة المأمورية التي تنتظر “الخضر” في اللقاء التصفوي المرتقب نهاية الشهر الجاري في بانغول أمام غامبيا. كما تحدّث عن العديد من الأمور المتعلقة بمشواره الاحترافي وعن المستجدات التي حملتها فترة التحويلات الشتوية، بخصوص الجزائريين. كما استغل الفرصة ليقدّم تعازيه للمصريين عقب حادثة بورسعيد التي خلفت عشرات القتلى... كيف هي أحوالك مع فريقك أميان؟ الحمد لله، عدت من إصابة أبعدتني عن الميادين، وكان من المفترض أن أغيب لمدة 15 يوما عن الميادين إلا أن رغبتي وإصراري على العودة بسرعة لمساعدة رفقائي جعلاني أعود إلى التدريبات قبل شفائي، وهذا ما جعل عودتي تطول نوعا ما. وكيف تشعر الآن؟ أنا الآن بصحة جيدة؛ فقد شاركت الأسبوع الماضي أمام نادي بولون سير مار، وساهمت في العودة بثلاث نقاط ثمينة، ستساعدنا، بشكل كبير، على ضمان البقاء. وقد شاركت لمدة 75 دقيقة، ولم أحسّ بنقص المنافسة أبدا، وهذا دليل على أنني شفيت تماما من الإصابة السابقة. فريق أميان يعاني هذا الموسم، ما هو السبب يا ترى؟ السبب واضح، صعدنا هذا الموسم إلى القسم الثاني الفرنسي؛ أي أن نقص التجربة كان واضحا على الفريق، خاصة أن أغلب عناصر التشكيلة لم تلعب من قبل على أعلى مستوى، إلا أنني متأكد بأننا سنعود بقوة في مرحلة العودة خاصة والكل عازمون على إنقاذ الفريق من شبح العودة إلى القسم الثالث. هل تظن أنكم قادرون على ضمان البقاء؟ بالتأكيد نحن قادرون على ذلك؛ الجميع واعون بحجم المسؤولية. وقد تكلمت مع جميع عناصر التشكيلة وأكدت لهم أن كل اللقاءات المتبقية لقاءات كأس ويجب علينا الفوز بها جميعا، سواء كانت داخل أو خارج الديار. والحمد لله وكما تعلم، فقد عدنا بالنقاط الثلاث من تنقّلنا إلى مدينة بولون سير مار، وهذا أمر رائع في بداية مرحلة العودة. رفيق، أمازلت تظن بأنك قادر على العطاء رغم تقدمك في السن؟ بكل صراحة نعم، بدأت الموسم جيدا، ولولا الإصابة اللعينة التي لحقت بي لما كنا في المرتبة الأخيرة. أهم شيء بالنسبة لي هي مساعدة فريقي على تحقيق الفوز، وأظن بأنني قادر على ذلك في الوقت الحالي. ولكنا لم نعد نسمع باسم صايفي كما كنا نسمع به من قبل؟ سأبلغ من العمر 37 سنة بعد أيام قليلة (وُلد في 07 فيفري 1975)، لذا لا يهمني إن سمع الناس باسمي أو لم يسمعوا. مسيرتي الكروية تركتها ورائي، وأنا الآن وكما يقال: “راني في الفايدة”، حققت أمورا كثيرة في مسيرتي الكروية، وتركت بصمتي في كل الأندية التي مررت عليها. والأكثر من هذا فزت بحب وتقدير الأنصار في كل مكان، الآن أنا في سن تجعلني لا أهتم بالأضواء كثيرا. ما رأيك في تنقّل مصباح إلى ناد عريق اسمه ميلان؟ شيء رائع، تنقّل مصباح إلى ناد كبير أسعدني كثيرا، فمن جهته أكد على أن اللاعب الجزائري باستطاعته اللعب في أكبر النوادي الأوروبية، ومن جهة أخرى مصباح لاعب منضبط و«خدام”، إضافة إلى أنه متخلق، ولهذا فرحت له كثيرا. وأتذكر جيدا أول يوم أتى إلى المنتخب الوطني؛ حيث أبهرني بتواضعه وتخلّقه. بما أنك كنت قائده السابق في المنتخب الوطني ولديك تجربة طويلة في الملاعب الأوروبية، فبماذا تنصحه؟ أقول له بأن أهم شيء الآن هو المحافظة على مستواه الحالي، فالتنقل إلى فريق كبير أسهل من اللعب أساسيا فيه والمحافظة على مكانته داخل هذا الفريق؛ لأنه سيلقى منافسة شرسة من لاعبين على أعلى مستوى، وهذا يأتي بالعمل ثم العمل والتركيز كثيرا في التدريبات. أتمنى أن يحقق ألقابا كثيرة مع فريق عريق بحجم ميلان. ودعني أضيف شيئا مهما. تفضّل. أتمنى أن يبتعد عنه نحس الإصابات؛ لأنها العدو الأول للاعبين. عودة عنتر يحيى إلى أوروبا وبالضبط إلى ناد عريق بحجم كايزر سلاوترن، شكّل حدثا هاما بعد مشاكل كثيرة حدثت له مع نادي النصر، وهذا ما ذكّرنا بتجربتك السابقة في نادي الخور القطري، حيث كانت لك بعض المشاكل معه إلا أنك استطعت العودة إلى مستوى أعلى أنت أيضا، وهذا ما لم يستطع الكثير من اللاعبين تحقيقه، فما هو السر في ذلك يا ترى؟ في الحقيقة لا يوجد سر في ذلك، ربما لأننا حافظنا على جديتنا وإصرارنا في التدريبات كما حافظنا على سمعتنا جيدا عندما كنا في أوروبا؛ وهذا ما جعل عودتنا سهلة إلى أوروبا. المنتخب الوطني تنتظره مباراة قوية أمام المنتخب الغامبي، أنت الذي شاركت ولعبت أمام المنتخب الغامبي عدة مرات وفي عقر دياره، بماذا تنصح عناصر المنتخب؟ أظن بأن الجميع يشاهدون حاليا منافسة كأس إفريقيا، والجميع تأكدوا بأن المستوى في إفريقيا تطور كثيرا ولم يعد هناك منتخب ضعيف أو محدود. ومنتخب غامبيا من المؤكد أن يكون مستواه تطور كثيرا مقارنة مع لقاءاتنا السابقة معه. شيء مهم أود أن يعلمه عناصر المنتخب الوطني، وهو أن يضعوا في رؤوسهم بأنهم سوف يلعبون في أدغال إفريقيا وليس في أوروبا. ماذا تقصد بهذا الكلام؟ كلامي واضح، وهو أن اللعب في أدغال إفريقيا يتطلب اندفاعا بدنيا قويا وقدرة على مواجهة منتخب سيستعمل كل الوسائل من أجل الفوز بالمواجهة، كما أن العوامل المناخية مختلفة تماما، إضافة إلى أن الظروف مختلفة مقارنة بالظروف التي يلعبون فيها في البلدان الأوروبية، وعليهم أن يتذكروا هذا جيدا قبل دخلوهم أرضية الميدان. إذن المواجهة ستكون صعبة حسبك؟ بالتأكيد، إلا أنني متفائل جدا، خاصة أن مواجهة العودة ستجري في الجزائر، وهذا عامل مهم جدا قد يغيّر الكثير من الأمور. ما رأيك في طريقة لعب المنتخب الحالي تحت قيادة حاليلوزيتش؟ لا أستطيع الحكم الآن على المنتخب؛ لم يمر الكثير من الوقت على مجيئ حاليلوزيتش، والذي لم أعمل معه من قبل، لذا يجب الانتظار قبل الحكم عليه وعلى طريقة عمله. وهل تظن بأن الجمهور سيصبر على النتائج وأنت الذي تعرف جيدا عقلية المناصر الجزائري؟ أجل، عقلية المناصر الجزائري صعبة، إلا أن الجمهور الجزائري يعرف جيدا كرة القدم ويعرف بأنه يجب الصبر قليلا؛ لأن هناك مدربا جديدا ومجموعة تتكون من العديد من اللاعبين الجدد، لكن يجب تحقيق النتائج بأقصى سرعة ممكنة وإلا سيكون الحساب عسيرا أمام جمهور متعطش للفوز. هل شاهدت ما حصل في مباراة النادي المصري مع الأهلي؟ بالتأكيد، أنا مصدوم لما حصل من أجل كرة القدم، والجميع هنا في فرنسا مصدومون أيضا؛ لأن سقوط 75 قتيلا في مواجهة بين ناديين من بلد واحد هو كارثة حقيقية. ألم تعد بك الذاكرة وأنت تشاهد صور حادثة تكسير الحافلة قبل مباراة القاهرة في نوفمبر 2009؟ لقد نسيت تلك الحادثة تماما الآن وأصبحت من الماضي، الآن الشعب المصري هو شعب مسلم وشقيق، وما حدث أمر مؤسف ومؤثر. أرجو من القائمين على الكرة المصرية أن يتخذوا حلولا سريعة من أجل عدم تكرار ما حصل. كلمة أخيرة أتمنى من الفريق الوطني أن يعود بنتيجة مرضية من تنقّله الصعب إلى غامبيا. كما أرجو أن تعود الفرحة والبسمة إلى شفاه الجزائريين عن طريق تأهل مستحق إلى مونديال البرازيل، كما لا أنسى فريقي العزيز مولودية الجزائر والذي عاد بقوة في مرحلة العودة، وأرجو أن يحقق موسما كبيرا. وفي الأخير أبلّغ تحياتي لكل الجزائريين وإلى الوالدين الكريمين.