بدا الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي جد متفائل بشأن مستقبل اتحاد المغرب العربي، بتأكيده عشية زيارته للجزائر أول أمس الأحد عن اتفاق زعماء الدول الخمسة للاتحاد عن عقد قمة نوعية في قادم الأيام بتونس، واعتبر المرزوقي القضية الصحراوية قضية موجودة وشائكة وصعبة ينبغي أن تجد حلها في إطار الأممالمتحدة ولا يجب أن تعيق بناء الصرح المغاربي. وقال المرزوقي في ندوة صحفية بإقامة الميثاق مساء أمس الأول الأحد أنه حظي بحفاوة استقبال من طرف الرئيس بوتفليقة، وأن هذا الأخير يسعى لإعادة هيكلة اتحاد المغرب العربي والوصول لاتفاقيات تسمح لشعوب المنطقة المغاربية بحرية التنقل والإقامة، معتبرا بناء اتحاد المغرب العربي من شأنه أن يهيء الوضع ويخلق جوا نفسيا وجوا من الثقة المتبادلة يساعد على إيجاد حل للقضية الصحراوية. واعتذر المرزوقي وهو يصف الجزائر ب “الشقيقة الكبرى” عن سوء معاملة الجزائريين من طرف من أسماها بالدكتاتورية الأمنية السابقة، في إشارة لنظام الرئيس السابق بن علي، مؤكدا أن مبادرة عقد دورة مغاربية لزعماء الدول الخمسة (الجزائر، موريتانيا، ليبيا، تونسوالجزائر) تحظى بتأييد وقبول كل الأطراف، بما فيها سلطات المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا. وجدد المرزوقي قناعته بقرار طرد السفير السوري بتونس، موضحا بأن السفير المطرود يمثل نظام فقد شرعيته الشعبية في سوريا، وتونس تتمنى أن ينتهي كابوس الشعب السوري ويكون لسوريا سفيرا شرعيا في تونس في أقرب وقت. واعتبر منصف المرزوقي محاكمة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مهمة بالنسبة للشعب السوري، لكنها ليست أولوية في الظرف الراهن، مشترطا في سياق ذي صلة تسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية باستتباب الأمن والاستقرار المؤسساتي الذي يسمح بمحاكمة عادلة له. ويرى المرزوقي في جولته المغاربية التي شملت دول المغرب العربي ومسعاه لبعث اتحاد المغرب العربي، أمر ينسجم مع الأهداف الداخلية لتونس، باعتبار فتح الفضاء المغاربي بإمكانه تحسين ظروف معيشة التونسيين وكل شعوب المنطقة.