يستمتع الجمهور بولاية تلمسان حاليا بعروض رائعة، مكّنت من اكتشاف مواهب ذات قدرات فنية كبيرة بفضل الأيام الوطنية للمونولوج، التي تتواصل فعالياتها بدوائر سبدو ومغنية وبن سكران. شكّلت الأعمال المقدَّمة من طرف كل من سفيان عطية بعنوان “آكلة لحوم البشر”، وتونس أيت علي “وردة”، وريم تاكشوت “سواد في الأمل”، وساولي مراد “الطفيلي”، وأحمد عوني “اختلاف”، ونوارة “زايخة”، عروضا متميزة تمزج بين الفكاهة والتراجيديا في معالجة ظواهر اجتماعية واقتصادية وغيرها. وقد تمكن هؤلاء الفنانون رغم الظروف الصعبة التي صاحبت أداء عروضهم، خاصة بسبب غياب التدفئة بقاعة السينما لسبدو في هذه الفترة من البرد الشديد، من إبراز مواهبهم وجلب انتباه الجمهور غير المعتاد على مثل هذا النوع المسرحي، مثلما هو الشأن بالنسبة لجمهور سبدو، الذي عاد إلى قاعة السينما بعد تهيئتها من طرف البلدية، والتي ظلت مغلقة لمدة طويلة. ومن خلال هذه التظاهرة يضع المشاركون الذين يتميزون بأساليب مختلفة وشخصيات فنية قوية، المعالم الأولى لثقافة المسرح، التي ما فتئت تترسخ بهذه المنطقة. وتشكل هذه الأيام المسرحية التي انطلقت يوم الخميس الماضي وتشرف عليها دائرة المسرح لتظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011”، بمبادرة من تعاونية “العفسة”، فرصة لترسيم مهرجان وطني للمونولوج بالولاية؛ بهدف تعزيز هذا اللون الفني الذي يتوفر على قدرات بشرية هامة يتعين تثمينها، حسبما أشار إليه مهتمون من الوسط المسرحي بتلمسان. وقد فرض الفن الرابع نفسه خلال هذا العام كفن شعبي، جلب إليه جمهورا في مدينة تلمسان وبمناطق أخرى مثل مغنية وندرومة؛ بفضل العروض المقدَّمة من طرف العديد من الفنانين. وقد أعطى حضور الجمهور بتلمسان تحفيزا إضافيا للفنانين الشباب بالجهة، وأضفى ديناميكية مسرحية جديدة في انتظار إنجاز مسرح من شأنه الإسهام في إعطاء دفع للأداء الفني بشكل عام، حسبما أشير إليه.