أُسدل الستار أول أمس على الأيام الوطنية للمونولوج، والتي دامت أسبوعا كاملا واحتضنتها بعض بلديات تلمسان. وعكفت دائرة المسرح في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، على هذا البرنامج، الذي استحسنه الجميع، منوّهين بالمبادرة وداعين إلى الاستمرار على هذا المنوال وتشجيع هذه المبادرات. وكان المركز الدولي للصحافة بتلمسان مسرحا للعرض المقدَّم من طرف الممثلة المسرحية عداس أسمهان من ڤالمة، بعنوان “أحلام تتبخر”. ويأتي هذا العرض ضمن خانة المونودرام. وجسدت الممثلة دور امرأة متشردة في الشوارع، وهي زوجة شهيد، منتقدة الأوضاع المعيشية والظروف الصعبة التي تمر بها رغم التضحية التي قدّمها زوجها في سبيل نيل حرية الوطن، وفي مقابل كل هذا لا تجد ما تقتات به غير بقايا المزابل! وفتحت الممثلة النار على أصحاب الطبقة البرجوازية من الأغنياء، الذين يعاملونها وبقية أدنى طبقات المجتمع من عاملات البيوت، بنوع من العجرفة والاستغلال رغم التضحيات اللاتي يقدّمنها في سبيل كسب لقمة العيش، وتفاعل الجمهور كثيرا مع الممثلة خصوصا في المقطع المتعلق بالشهداء والتضحيات التي قُدمت في سبيل هذا الوطن. وفي الأخير اختتمت عرضها بإظهار العلم الوطني، وقالت إنها مستعدة للتضحية بالنفس والنفيس من أجل إعلاء هذا العلم عاليا في السماء وإبقائه شامخا شموخ الرجال، الذين ساهموا في رفعه عاليا. وبعد العرض تم تقديم الحصيلة التي تم الوصول إليها بعد نهاية العروض؛ حيث فاق عدد الجمهور 8 آلاف متفرج في مجمل القاعات التي شهدت العروض على غرار سبدو ومغنية وبن سكران. وعلى مدار أسبوع كامل شَكّلت الأعمال المقدمة من طرف كل من سفيان عطية بعنوان “أكلة لحوم البشر”، وتونس أيت علي “وردة”، وريم تاكشوت “سواد في الأمل”، وساولي مراد “الطفيلي”، وأحمد عوني “اختلاف”، ونوارة “زايخة”، عروضا متميزة تمزج بين الفكاهة والتراجيديا في معالجة ظواهر اجتماعية واقتصادية وغيرها. وقد تَمكن هؤلاء الفنانون رغم الظروف الصعبة التي صاحبت أداء عروضهم خاصة بسبب غياب التدفئة بقاعة السينما لسبدو في هذه الفترة من البرد الشديد، من إبراز مواهبهم وجلب انتباه الجمهور غير المعتاد على مثل هذا النوع المسرحي، مثلما هو الشأن بالنسبة لجمهور سبدو، الذي عاد إلى قاعة السينما بعد تهيئتها من طرف البلدية، والتي ظلت مغلقة لمدة طويلة. ومن خلال هذه التظاهرة وضع المشاركون الذين يتميزون بأساليب مختلفة وشخصيات فنية قوية المعالم الأولى لثقافة المسرح، التي ما فتئت تترسخ بهذه المنطقة. وتشكل هذه الأيام المسرحية التي انطلقت يوم الخميس الماضي وتشرف عليها دائرة المسرح لتظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011” بمبادرة من تعاونية “العفسة”، فرصة لترسيم مهرجان وطني للمونولوج بالولاية؛ بهدف تعزيز هذا اللون الفني الذي يتوفر على قدرات بشرية هامة يتعين تثمينها، حسبما ذهب إليه المنسق العام لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية عبد الحميد بلبليدية.