تتطلع قيادات محسوبة على الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة لما يجري في الساحة السياسية من تطورات قصد الفصل في دعمها لهذا الحزب أو ذاك، ويؤكد القيادي السابق في الحزب المحل الهاشمي سحنوني أن الأولى للأحزاب الإسلامية أن تدخل بقائمة موحدة إذا أرادت استقطاب الوعاء الانتخابي «للفيس» الذي أصبح يغري حتى الأحزاب غير الإسلامية على حد قول هذا الأخير. يظهر جليا سعي الهاشمي سحنوني ومن معه، للتموقع في الساحة السياسية بعد التشريعيات المقبلة، وبحسب تصريح هذا الأخير ل «السلام» فإن سياسيي «الفيس» المحل اقتنعوا ببعض أفكار الأحزاب الإسلامية المؤسسة مؤخرا، وبالأخص جبهة العدالة وجبهة التغيير، لكن الضمانات التي قدمها كلا الرجلين في خطاب كل واحد منهما مؤخرا »بقدر ما كانت في مجملها مقنعة بقدر ما هي غير كافية« برأي سحنوني، وما ينقصها حسبه هي تغلب الرأي الشخصي الضيق لزعيم هذا الحزب أو ذاك، فجاب الله يريد إقناعهم بالانضمام إليه ودعمه كي يضمن لهم العودة للنشاط من جديد، وهذا الطرح بالرغم من عدم التصريح به علنا من قبل جاب الله في خطابه، إلا أن رسائله في خطاب مؤتمره التأسيسي مؤخرا وقبله، حملت إشارات قوية على رغبته في ضم الحزب المذكور من أولئك الذين يتمتعون بحقوقهم السياسية والمدنية، وهو ما أثار رغبة لدى زعماء »الفيس« المحل في التحمس أكثر لتقريب وجهات النظر مع واحد من رجالات الدعوة الإسلامية المقربين منهم، وحتى عبد المجيد مناصرة زعيم جبهة التغيير التي خرجت من رحم حركة حمس الأم، قال في خطابه أنه مستعد لضم جميع أعضاء حزب «الفيس» المحل المستفيدون من تدابير المصالحة الوطنية، وحاول تبرير قرار الداخلية إقصاء هذا الحزب من العودة إلى النشاط السياسي بكونه تعسفيا، لكن سحنوني يرى أن كل حزب محسوب على التيار الإسلامي يريد إظهار تعاطفه وانسجامه مع مبادئ الحزب المحل، ما جعله يتريث في اتخاذ موقف صريح ونهائي بشأن دعم جاب الله أو مناصرة، حيث قال بأن القرار النهائي لم يتبلور بعد، ويتوقف دعم سحنوني للأحزاب الإسلامية على مدى دخولها بقوائم موحدة في تشريعيات ماي المقبلة، وفي هذا الشأن قال المتحدث أنه بصدد إجراء اتصالات مع قيادات إسلامية من أحزاب ودعاة وجمعيات من أجل توحيد الصف استعدادا للتشريعيات، ولم يخف وجود اتصالات مع أحزاب غير إسلامية أبدت استعدادها لاحتواء وعاء »الفيس« الانتخابي.