تحاول الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي اللعب على ورقة التحالف قصد تحقيق الفوز المزعوم للإسلاميين في التشريعيات المقبلة، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، فقيادات هذه الأحزاب مختلفة فيما بينها ما يجعل مبادرة التوحيد مكتوب لها بالفشل والسبب الرئيسي لخسارتها حسب توقع وزير الداخلية، خاصة وأن سبب فشل توحد الإسلاميين في تشريعيات 1991 كان نتيجة حرب الزعامات. لا يفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية سوى ثلاثة أشهر فقط، وهذه المهلة قد لا تكفي الأحزاب الجديدة لتحضير نفسها جيدا لمواجهة منافسة الأحزاب التقليدية كحزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحتى حركة حمس، مقابل كل هذا تريد أحزاب مثل النهضة وجبهة الجزائرالجديدة وجبهة التغيير قيد التأسيس، وحركة الإصلاح توحيد صفها والدخول بقوائم موحدة قصد تحقيق التغيير المنشود برأي أصحاب المبادرة، لكن حقيقة هذه الأحزاب تؤكد خلاف ذلك، فلا عبد الله جاب الله ركن لمطلب دعاة الوحدة، ولا أبو جرة سلطاني ركب الموجة، وكلاهما لا يفضلان الدخول فيما يسمى مبادرة التحالف الإسلامي. وتعيش هذه الأحزاب بما فيها التي هي قيد التأسيس حاليا، جوا من التطاحن فيما بينها قصد طعن هذا الطرف من الظهر أو ذاك، وخير دليل على ذلك ما يحدث من تفكك في حركة الإصلاح التي التحق معظم إطاراتها بجبهة العدالة والتنمية، ونفس الشيء فعله بن عبد السلام مؤسس جبهة الجزائرالجديدة الذي يحاول استقطاب الغاضبين من حزب جاب الله وحركة الإصلاح، وحتى الإطارات التي لم تلق مكانا لها عند حمس التحقت بجبهة عبد المجيد مناصرة. أما حركة النهضة التي فقدت وعاءها الانتخابي فلا يمكن أن تتوافق مع جاب الله لعدة اعتبارات بحكم الخلافات السابقة حول الزعامة، وهذا ما يعزز اجتهاد وزير الداخلية دحو ولد قابلية مؤخرا عندما رجح خسارة الإسلاميين في الاستحقاقات المقبلة لكونهم مختلفين، وإحرازهم لنتائج كبيرة حسبه سيكون مستحيلا، ويرجع السبب طبعا إلى طموحات شخصية وليست جماعية، حيث قال ‘'الأحزاب الإسلامية مختلفة الطموحات وهي طموحات أشخاص، أكثر منها طموحات جماعية، فمن يحكم من في تحالف إسلامي؟»، ويظهر أن التحالف الإسلامي الذي كانت حركة النهضة دعت إليه مؤخرا، محكوم عليه بالفشل إذا بقيت الصراعات الخفية على حالها، ويذكر هذا السيناريو بما حدث في التسعينيات عندما فشلت الأحزاب الإسلامية في تلك الفترة في توحيد صفها بسبب الخطاب الراديكالي للفيس المحل.