استفادت ولاية بومرداس من الغلاف المالي المرصود للتنمية الوطنية خلال البرنامج الخماسي الممتد إلى غاية سنة 2014، حصة الأسد؛ حيث يُعتبر من أضخم البرامج التنموية، إذ خُصص للولاية غلاف مالي كبير قُدّر ب 200 مليار سنتيم موجَّه للاستثمار العمراني، وهو برنامج من شأنه تغيير مستقبل الولاية ككل.. سيوجَّه هذا الغلاف المالي، حسب والي بومرداس، لتطوير وتحديث المناطق المعزولة التي طالما كانت تقتات من أغلفة قليلة لا تُسمن ولا تغني من جوع، فضلا عن محاولة خلق أقطاب صناعية بعد فقدان ولاية بومرداس لمنشآت ومصانع ضخمة كانت بالمنطقة الصناعية للرويبة والرغاية، والتي تم تحويلها إلى العاصمة، وفقا للتقسيم الإداري الأخير، وهو ما اعتبره الوالي خسارة كبيرة للولاية، التي كان من المفترض دون التفكير في إيجاد بدائل ومناطق تعوّض ما تم تضييعه، هذا المبلغ الذي استفادت منه الولاية في إطار تنفيذ المخطط الخماسي الممتد إلى سنة 2014، يعادل ما تم تخصيصه للخماسيين السابقين، بما في ذلك تكاليف إعادة بناء مخلفات الزلزال، ما يخلق فرص تنمية فعلية إذا تم توجيه المشاريع والمبالغ المالية بشكل دقيق.. كما ستحظى الولاية بفرصة فعلية للرقي في مصف المدن الكبرى واستغلال مواردها العذراء بشكل جيد.. وقد مس هذا الغلاف المالي أهم القطاعات؛ حيث تم تخصيص مبلغ 76 مليار سنتيم لقطاع السكن والتعمير لإنجاز 31 ألفا و356 وحدة سكنية، منها 18 ألفا و828 وحدة سكن عمومي إيجاري و06 آلاف و188 وحدة سكن تساهمي و05 آلاف و666 وحدة سكن ريفي و674 وحدة سكن عدل.. ومن شأن هذه الحصص السكنية الكبيرة أن تمتص الطلب المتزايد على السكن بعد التأخر الكبير في البرامج العادية لسنوات في إطار تعويض السكنات المدمرة، في ظل الزلزال الذي ضرب الولاية. أما قطاع الري فقد استفاد هو الآخر من مبلغ 52 مليار سنتيم، خُصص منها 18 مليار سنتيم لإنجاز سد “وادي جمعة” بيسّر، بطاقة استيعاب تقدَّر ب 170 مليون متر مكعب، وهو المشروع الذي انطلق مشروعه أواخر السنة الفارطة، مما سيسمح بتأمين المياه الصالحة للشرب بكل البلديات، وبشكل مستمر بعد عمليات التقطير التي تتقاسمها البلديات من مياه سد تاقصبت، الذي لا يكفي جل المناطق. كما خُصص مبلغ 23 مليار سنتيم لقطاع التربية؛ بهدف بناء 22 ثانوية و24 متوسطة، إضافة إلى عدد من الابتدائيات. وخُصص 59 مليار سنتيم لقطاع التعليم العالي؛ حيث يُنتظر إنجاز مشروع قطب للتوسع الشرقي لمدينة بومرداس، يضم كلية للطب، والتي ستجاور مستشفى 240 سرير بمنطقة الساحل، إضافة إلى إنجاز كلية للآداب والعلوم الإنسانية ببودواو. وفيما يخص قطاع الثقافة، فقد استفاد من مبلغ مليار و600 مليون دج؛ حيث تم برمجة مشروع إنجاز 18 نزلا سياحيا و04 مركبات فندقية كبيرة، بسعة 776 سرير، والتي ستخلق 160 منصب شغل.