شرع مدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش في الإعداد للمواعيد القادمة، والتي ستكون حاسمة بالنسبة ل “الخضر”، خاصة خلال شهر جوان الذي سيشهد مباريات هامة في إطار إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014، حيث طالب لاعبيه بضرورة نسيان الفوز الأخير الذي عاد به المنتخب من بانغول على حساب المنتخب الغامبي، وضرورة التفكير في المستقبل، مع بذل مجهودات إضافية في أنديتهم للحفاظ على لياقتهم. ورغم إشارته إلى اقتناعه بالمستوى العام الذي ظهر به أشباله واستبعاده لاستقدام عناصر جديدة، إلا أن الواقع قد يفرض عليه إدخال بعض التعديلات على بناء التشكيلة وضخ دماء جديدة فيها، وهذا من منطلق أن أغلب المخضرمين لم يعودوا يقدمون نفس الأداء مقارنة بالمنافسات السابقة، ولذلك فإن الناخب الوطني سيواصل جولته الأوروبية بحثا عن المزيد من العصافير النادرة. وموازاة مع ذلك، فإن الإتحادية الجزائرية مطالبة بالتحرك لإقناع مزدوجي الجنسية باختيار الجزائر، لا سيما العناصر التي يحتاج إليها المنتخب. محور الدفاع الحلقة الضعيفة وفي حاجة لتدعيم نوعي وفي هذا السياق، فإن مباراة غامبيا كشفت عن بعض العيوب في الخط الخلفي الذي كان من أضعف الحلقات حسب الكثير من المتتبعين وقدم كل من عنتر يحيى ومجيد بوڤرة أداء هزيلا وظهر للعيان عدم الإنسجام بينهما، فمدافع كايزرسلاوترن الألماني تسبب في الهدف الأول للمنتخب الغامبي، ويتحمّل لوحده مسؤوليته كاملة بعد المراوغة التي قام بها المهاجم الغامبي مامادو سيزاي، حيث قام بمخادعته وتوغل بطريقة ذكية، ومن ثم وجد المساحة المناسبة لسد الكرة وإسكانها في شباك مبولحي. بينما كان مدافع لاخويا القطري بطيء الحركة بسبب وزنه الزائد، ولم يتمكن من سد أغلب هجمات المنافس، ما يعني بأن عهد هذا الثنائي قد انتهى ومن الضروري تكوين عناصر شابة جديدة لحماية المحور الدفاعي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الخط مر بعدة مشاكل في الفترة الأخيرة، كما عانى من عدم الانسجام والترابط بين لاعبيه، وهذا رغم توفر اللاعبين المحترفين والمحليين، حيث لم يهتد حاليلوزيتش إلى إيجاد العناصر المناسبة التي تشكّل هذا الخط، فالمباريات السابقة عرفت تكرار نفس الأخطاء، وهي الأداء العشوائي، نقص التركيز وضعف المراقبة الفردية، فخط الدفاع قد تأثر كثيرا بغياب رفيق حليش وهجرة عنتر يحيى وبوڤرة إلى الخليج. وبالمقابل، عدم وجود بدائل مناسبة لسد الفراغ. ويرى الكثير من المتتبعين بأن هناك لاعبين محليين ومحترفين يمكنهم تقديم الإضافة اللازمة للقاطرة الخلفية ل “الخضر”. ومن بين هؤلاء، مدافع شبيبة القبائل سعيد بلكالام، العائد بقوة، ولاعب نصر حسين داي جمال بلعمري، مدافع رامس الفرنسي عيسى ماندي ولاعب اندرلخت البلجيكي رضا جلال. العقم الهجومي متواصل ولا مفر من انتداب قناص جديد ومن جهة أخرى، فإن خط الهجوم يبقى الأكثر حساسية وبحاجة إلى اهتمام خاص من طرف التقني البوسني. حيث ورغم انتعاشه قليلا بطرد نحس الصيام عن التهديف، ولو جزئيا، إلا أن المشكل لا يزال قائما نظرا لكون هذا الإنتعاش كان في فائدة المنتخب ككل وليس خط الهجوم، نظرا لكون الأهداف المسجلة تحت قيادة حاليلوزيتش كانت كلها من إمضاء لاعبي الوسط أو الدفاع، دون أن يتمكن ولا مهاجم من الوصول إلى الشباك، حيث لا غزال ولا مطمور ولا جبور استطاعوا فك العقدة، فمشكلة العقم الهجومي تعتبر الوحيدة التي لم يطرأ عليها أي تحسن حتى الآن، بالتالي فإن الناخب الوطني أمام مهمة إصلاح هذا الخط قبل موعد إقصائيات المونديال، وذلك بالبحث عن قناصين حقيقيين ويملك أمامه متسعا من الوقت لتحقيق هذا المبتغى، حيث أن هناك عدة محترفين مرشحين لتقمص ألوان “الخضر”. ومن المنتظر أن يركز حاليلوزيتش أنظاره عليهم خلال هذه الفترة، ويتعلق الأمر بكل من مهاجمي نادي بولونيا الإيطالي سفير تايدر واسحاق بلفوضيل، لاعب لومان الفرنسي أيدير واعلي وياسين بن زيا ويانيس طافر المحترفين في نادي ليون الفرنسي، فضلا عن مهاجم رين الفرنسي ياسين براهيمي، إذ أن كل هؤلاء ينتظرون دعوة الفاف والمدرب، خاصة وأن حلم المشاركة في نهائيات كأس العالم يبقى يراودهم.