بعدما اقتصرت الحركات الاحتجاجية و"الانتفاضات الشعبية" التي شهدتها عديد مناطق الوطن وخاصة النائية منها بداية الأسبوع الجاري على مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، توسعت دائرة "الغضب الشعبي" لتنتقل إلى مناطق أخرى بسبب مشكل انقطاع التزود بمياه الشرب، خاصة وأنها تزامنت مع شهر رمضان المبارك، الذي من المفروض أن توفر فيه هاتان المادتان الحيويتان. في هذا الإطار تجمع صبيحة أمس أزيد من مائة شخص من سكان قرية سيباو أمام مقر بلدية بغلية ببومرداس، للمطالبة بحلّ مشكل المياه الصالحة للشرب والذي عمّر منذ أزيد من شهر كامل، حيث يعاني السكان الأمرّين في فصل الشتاء والصيف معا، ورغم أن عملية الإمداد بشبكة المياه الصالحة للشرب كانت جدّ مضطربة في السنوات الماضية، إلا أنها أخذت منحى أخطر مؤخرا إذ تم قطع المياه من الحنفيات لمدة فاقت الشهر، دون محاولة لتخفيف معاناة السكان بجلب صهاريج، أو توصيل شبكة جديدة. السكان المحتجون حاوّلوا مقابلة المسؤولين المحليين، لكنهم لم يحققوا مبتغاهم، حيث أن رئيس البلدية كان في عطلة، ما دعا بالمحتجين إلى اقتحام المقر وإجبار عمال وإطارات البلدية على الخروج من مكاتبهم، احتجاجا على عدم المبالاة التي تعرضوا لها. وبولاية تيبازة أقدم ليلة أول أمس سكان علي عماري ببلدية فوكة على قطع الطريق الرابط بين القليعة وفوكة للتعبير عن سخطهم على مؤسسة سونلغاز بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، إضافة إلى مشكل نقص المياه عن حنفياتهم على مدار شهر ونصف الشهر، حيث أحرقوا المتاريس والعجلات المطاطية ونصبوا عشرات الحواجز الإسمنتية على طول الطريق الرابط بين مدينتي فوكة والقليعة لتبليغ انشغالاتهم إلى السلطات المحلية بضرورة البحث عن حل عاجل لندرة المياه وتذبذب التيار الكهربائي الذي نغص حياتهم وتسبب في تعطيل عديد من مصالحهم. أما بالبويرة فقد خرج عشرات من مواطني حي 140 مسكن لقطع الطرق المؤدية إلى الأحياء بواسطة المتاريس التي عرقلت حركة المرور وذلك احتجاجا على الانقطاعات المتكررة للكهرباء طيلة أيام الأسبوع، خاصة وقت الإفطار وهو ما زاد في غضب السكان المحتجين. وهو نفس الوضع بمنطقة لعمايد بالمسيلة التي قام قاطنوها بغلق الطريق الوطني رقم 28 الرابط بين مڤرة وولاية باتنة، والذي كان سببه انقطاع الكهرباء وعدم تدخل السلطات المعنية لإصلاحه.