مديرية التربية تيسمسيلت دخل عدد من الأساتذة المتعاقدين بتيسمسيلت مرحلة تكسير جدار الصمت لإسماع صرخاتهم وإبلاغ معاناتهم الدائمة مع تدهور وضعهم الاجتماعي الناجم عن التأخر الفادح في قبض مرتباتهم الشهرية لدرجة صار فيه " الشوماج " الراعي الرسمي لاحتضانهم إذ أبانت تصريحات هؤلاء عن عدم تلقيهم لأجورهم طيلة الموسم الدراسي المنقضي أي ما يعادل 10 أشهر كاملة علقوا فيها بخيوط إخطبوط الفقر الذي أضحى لازمة من لوازم حياة أساتذة لم يدخروا أي جهد في تبليغ الرسالة العلمية وتلقينها لطالبي العلم بمختلف المستويات و الأطوار التعليمية " ابتدائي متوسط وثانوي " وبشتى المناطق بما فيها القرى النائية و المداشر المهجورة قبل أن يجدوا أنفسهم على التماس تحت رحمة العوز المادي الذي ساهم بشكل كبير في تفقيرهم وكذا تمزيق النسيج الأسري بالنسبة لأرباب العائلات الذين ما يزالوا يتطلعون إلى بروز بارقة أمل تزيح عنهم كوابيس اليأس والمعاناة والفقر الذي تسلل إلى جيوبهم التي لم تعد قادرة على مواكبة ارتفاع بارومتر أثمان المواد الاستهلاكية وهي الوضعية التي أضرت بأحلام الكثير من هؤلاء الذين كانوا يتطلعون ويطمحون إلى تسوية معضلتهم التي تأزمت بشكل ملفت للانتباه فإذ بهم يموتون في كل الأوقات وبكل الأشكال والعناوين عكس البعض من زملائهم الشاغلين في ولايات أخرى استفادوا من مرتباتهم على غرار ولايتي عين الدفلى وسيدي بلعباس أمام صمت المديرية الوصية التي ما تزال تقابل التهام الأساتذة لعناقيد الفقر بشاهد ما شفش حاجة في تناقض صارخ ونسف فاضح للشعارات " الطوباوية " المنادية بتحسين ظروف من كادوا أن يكونوا رسلا وما زاد في شدة هبوب عواصف غضب واستياء الأساتذة المتعاقدين تجريدهم من كل الحقوق التي يتمتع بها نظرائهم من الأساتذة المجازين والدائمين مقابل تأديتهم لنفس الواجبات فهم محكوم عليهم باعتناق السكوت رغما عنهم و إلا ذهب عقد التعاقد في " 60 داهية " وكان مصيره التمزيق المؤدي إلى الطرد ومن ثمة السقوط في كماشة البطالة ولم يخف البعض منهم استئصال ألسنتهم وقمع غدد التمرد بداخلهم عندما تناوش عقولهم باللجوء إلى الإضراب والاعتصام بمعنى لا حق لهم في الإضراب وما إلى ذلك من الاحتجاجات التي يلجا إليها زملاء المهنة عند مطالبتهم بالحقوق المهضومة التي عادة ما يقمعها أصحاب القرار التربوي بالعصي والهراوات والقنابل المسيلة للدموع ولا نذيع سرا يقول بعضهم أن اعتلاء الكثير من المؤسسات التربوية قوائم الناجحين في مختلف الشهادات العلمية خصوصا بكالوريا الإصلاحات تسهر على تأطيرها هذه الشريحة كما هو الحال مثلا مع ثانوية عبد المجيد مزيان ببوقايد صاحبة الصف الثاني في ترتيب المؤسسات على المستوى الولائي التي توجد بها نسبة لا تقل عن 60 بالمائة من الأساتذة المتعاقدين كما حملت تصريحات العديد منهم أسفهم الشديد لإقصائهم وإسقاط أسمائهم من قوائم الناجحين في مسابقات الأساتذة المجازين التي قالوا أنها انحرفت بالطول والعرض عن سكة الصواب بعد أن أصبحت يضيف هؤلاء المناصب تذهب إلى لذوي المعارف ودافعي العمولات بما فيها " الاورو " وما أدراك ما الاورو وهنا كشف احدهم عن واحدة من مظاهر الغرابة اللامتناهية بقوله و " العهدة على الراوي " انه شارك الموسم المنصرم برفقة طالبة درست عنده قبل خمس سنوات في نفس المسابقة وفي نفس القسم أيضا وبعد ظهور النتائج ركبت المحظوظة ظهر قائمة الناجحين التي لم يكن له مكان فيها ؟؟ وما هذه الرواية المصنفة ضمن خانة المضحكات المبكيات إلا مجرد شجيرة من غابة نوازل وكوارث مسابقات المنظومة أو" المظلومة " التربوية في تيسمسيلت التي لم يبق أمام مسؤوليها سوى إيقاف منسوب الغبن المفروض على هذه الفئة التي جف عرقها دون اخذ حقها عبر اتخاذها لقرار سريع وفعال من شانه صرف رواتبهم لأنه ببساطة لا يمكن ل "بغل " الإقصاء أن ينجب "مهرة " النجاح ؟؟