ولد محمد بوراس في شهر فبراير من عام 1908 بمدينة مليانة من عائلة فقيرة، تتلمذ بمدرسة الأهالي وفي نفس الوقت بمدرسة الفلاح لتلقي علوم العربية والفقه التحق بمدرسة - موبورجي - عام 1915 لمزاولة تعليمه الابتدائي وهناك بدأ يتعرف وهو صغير على الأساليب الاستعمارية المنتهجة في حق الشعب الجزائري ,لقد كانت المدرسة بمثابة التحول الأول الذي عرفه بوراس, فقد عاين عن قرب طريقة التهميش التي كان التلاميذ الجزائريون عرضة له والإقصاء الذي ذهبوا ضحيته, لا لشيء سوى لأنهم جزائريون. لقد انتهج العدو الفرنسي منذ أن وطئت قدماه ارض الجزائر, سياسة التجهيل حتى لا يثور السكان ويطالبون بحقهم المشروع, وهو استرجاع سيادة هذا البلد الذي دنسته أقدام المستعمر ,فربطت فرنسا مصيرها بها , فغدا بالنسبة إليها امتدادا للوطن ألام - فرنسا - وجعلت من الجزائر قطعة منها. كل هذه الظروف لم تسمح للفتى محمد من مواصلة دراسته, بالرغم من ذكائه الكبير وسرعة بديهته ,فحال نظام - العنصرية- دون بلوغه هدفه الأسمى المتمثل في تحصيل العلم وكسب المعرفة ,لكن كل هذه العراقيل لم تمنعه من مواصلة حلمه فالتحق بالمدرسة الحرة - الشبيبة - حيث تلقى تعليمه باللغة العربية ,كما كان كثير التردد على نادي الترقي مقر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالجزائر العاصمة, حيث كان يحضر دروس الشيخ الطيب العقبي ممثل جمعية العلماء المسلمين بالعاصمة وهناك تعرف على عدد من الطلبة الذين أدوا دورا حساسا في التوعية الوطنية فيما بعد ,فكان من أصدقائه المقربين الشيخ عبد الرحمن الجيلالي والشيخ البدوي , اللذان كانا يصاحبانه كلما خرج إلى البحر على متن زورقه. عمل محمد بوراس في منجم زكار في سن مبكرة قبل أن ينتقل إلى العاصمة مع عائلته عام 1926 بعدها عمل بمطحنة الحبوب بالحراش كمحاسب حيث تعلم الضرب على الآلة الراقنة وبرز فيها , مما مكنه فيما بعد من النجاح في المسابقة التي خصصت لتوظيف سكرتير في البحرية عام 1930 وقد استطاع محمد بوراس التفوق على عدد من المشاركين بما فيهم الفرنسين مما أهله للعمل في مصلحة بميناء الجزائر, إذ تمكن في ظرف قصير من فرض وجوده , فكان مثالا في الإخلاص لعمله وهذا ما اكسبه ثقة مسؤولية , واحترام لشخصه, وقد كان محمد بوراس عواما بارعا بالإضافة إلى انه كان قناصا بارعا يحسن الرمي بالبندقية وقد حدث ذات صباح انه شاهد من خلال مكتبه المقابل للبحر, شخصا يغرق, فسارع لإنقاذه دون أن يعرف هويته وعند وصوله إلى مكان الحادث, وجد الضحية ليست إلا ابنة - الأميرال - الذي كان يسكن بداخل - الاميرالية - فكان لعمله الشجاع أثره الواضح في نفسية - الأميرال- الذي أهداه ميدالية, اعترافا له بجميل صنيعه, كما دعاه لمأدبة عشاء أقامها على شرفه, فحضرت زوجته وابنه الأكبر مصطفى الذي كان يبلغ من العمر 7 سنوات. عرف محمد بوراس بإخلاصه الكبير وإيمانه الراسخ ووطنيته وقناعته بان الكفاح من اجل الحرية لا يكون إلا عن طريق تربية النشء وتوعية الشعب ,كان بوراس شديد الحرص على التعلم , لأنه كان يدرك أيما إدراك بان المخرج الوحيد للمحنة التي كان يكابدها الشعب الجزائري سبيله العلم, فكان كثير التردد على نادي الترقي للأخذ عن مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وفي مقدمتهم الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس كما عرف محمد بوراس بشدة عطفه وحنانه وبحبه لعمل الخير في سبيل إسعاد الآخرين, لقد تحمل مسؤولية تربية أبنائه وإخوانه على حد سواء , خاصة بعد وفاة والده عام 1936 وقد عمل محمد إلى غرس روح الوطنية وقيم الدين الإسلامي في أبنائه الستة كما كان شديد الحرص على تعليمهم وتربيتهم تربية صحيحة قوامها الأخلاق والتشبث بعادات وقيم وتقاليد هذا الوطن الذي كتب له الشقاء على يد المستعمر الفرنسي, لقد كان عطف وحنان الأب محمد بوراس بلا حدود, فترجم بذلك صورة الأب المربي المتخلق, المثالي, كما ترجم ذلك من خلال حبه للآخرين, فقد حدث - حسب الشهادة التي أدلى بها شقيق محمد بوراس وهو مراد بوراس - ذات مرة أن طفلا يدعى تربوش محمد كان يقطن بمنطقة - الأربعاء ناثيراتن - بالقبائل الكبرى وتوفي والده فتزوجت أمه من عمه, إلا أن العلاقة بين الطفل وعمه تخللها سحب داكنة, اضطر الفتى إلى الخروج من البيت, فتبناه الآباء البيض بالمنطقة لمدة من الزمن قبل أن يحولوه إلى الجزائر العاصمة وبالضبط إلى سوسطارة, إذ كان القائم على الكنيسة يدعى - الأب ماسي - الذي استقبله بكنيسته وشرع في تهيئته للدخول في الدين المسيحي, خاصة وان الطفل محمد لم يكن يعرف العربية, بل كان يتحدث أما بالامازيغية أو بالفرنسية, لقد وضع الأب ماسي محمد بين خيارين , أما الدخول في المسيحية أو يطرد من الكنيسة, ففضل محمد الخروج بدل الخوض في هذا الأمر العسير , اتجه نحو الميناء بحثا عن العمل ومن محاسن الصدف وجد نفسه بداخل مكتب بوراس, فقص عليه حكايته, فتأثر بوراس لحاله, فاصطحبه إلى بيته حيث قدمه لزوجته وباقي أفراد العائلة, على انه واحد منهم, فأدخله المدرسة الفرنسية وكذا مدرسة الشبيبة التي كان يديرها آنذاك الشيخ محمد العيد آل خليفة, ليتعلم العربية والقيم الإسلامية ,لقد اعتنى بتربيته إلى أن أصبح رجلا يفقه معنى الحياة , فرحل إلى فرنسا ليعود بعد وفاة محمد بوارس وهو مشبع بالروح الوطنية وقد تقلد فيما بعد عدة مسؤوليات منها مدير ديوان القائد كريم بلقاسم في الحكومة المؤقتة, كانت هذه صورة صادقة للمشاعر الجياشة والحس المرهف الذي كان يتمتع به محمد بوراس, الى جانب وطنيته ونضاله , كان بوراس محبا للرياضة فالتحق عام 1930 بصفوف فريق مولودية الجزائر لكرة القدم وقد كان لاعبا مميزا كجناح أيسر, كما ساهم في تأسيس الجمعية الرياضية - الطليعة - وساهم أيضا في انطلاق الكوكب التمثيلي في قاعة - لالبير - مع المرحوم الشاعر الجزائري مفدي زكريا والمناضل حسين لحول. ظهرت أول حركة كشفية في العالم عام 1907 على يد الضابط البريطاني - روبرت بادن بول - أي سنة قبل ميلاد محمد بوراس وانتشرت بسرعة البرق, لتمس جهات عديدة من العالم, مثل الشيلي ,زيلندا الجديدة ,كندا ,الولاياتالمتحدةالأمريكية, أفريقيا الجنوبية, استراليا ,لبنان , سوريا العراق , الهند ....الخ وقد انعقد أول تجمع كشفي عالمي تحت قيادة - بادن باول - عام 1920 باولمبيا بالقرب من لندن, شاركت فيه 27 دولة, لتنتقل - عدوى - التنظيم الكشفي إلى بلدان أخرى , خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وعلى رأسها فرنسا التي أسست خمس جمعيات كشفية, كما أنشأت لها فروع في مستعمراتها كالجزائر, تونس , المغرب . لقد كان ميلاد" الكشافة الإسلامية الجزائرية" صدفة, فقد حدث ذات مرة عام 1930 أن كان محمد بوراس يتجول مع صديقه الفول - وهو من مليانة - بالعاصمة, فإذا بهما يتوجهان نحو حشد كبير من الشباب كان يضم حوالي 3000 كشاف اجتمعوا بحي الثغريين tagarin لعقد مؤتمر كشفي , احتفالا بمرور مائة سنة على احتلال الجزائر -1830/1930- فاستوحى منها كل من محمد بوراس وصادق الفول ,فكرة تأسيس فوج كشفي جزائري ,فتم ذلك بمليانة, حيث تشكل أول فوج كشفي مكون من عشر عناصر , كان يحمل اسم - ابن خلدون - لكن الإدارة الفرنسية أحست بالخطر , فاستعملت كل الوسائل لزعزعة كيانه, بما فيها وضعها شروطا تتعلق بانضمام العناصر الفرنسية واليهودية إلى ذلك الفوج, حتى يزعزعوه من الداخل ، فكرة إنشاء هذا الفوج والنتائج الطيبة التي توصل إليها في ظرف زمني قصير ,دفع بمحمد بوراس إلى تأسيس فوج كشفي متكون من ثمانية عناصر كان يحمل اسم - الفلاح - تأسس في قلب القصبة عام 1935 وتحصل على تصريح إداري في 5 جوان 1936 تحت رقم 2458 هذه الانطلاقة كان لها صدى كبير في عدد من ولايات الوطن, التي بادر بعض شبابها إلى تأسيس فرقة كشفية نذكر منها: فوج الرجاء -قسنطينة - 1936 فوج الصباح - قسنطينة -1936 فوج الفلاح - مستغانم - 1936 فوج القطب- الجزائر1937 فوج الاقبال - البليدة -1936 فوج الحياة - سطيف-1938 فوج الهلال - تيزي وزو-1938 فوج الرجاء - باتنة-1938 فوج النجوم -قالمة -1939 وللإشارة فان هذه الأفواج كانت تنشط في ظل مسار إصلاحي تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ,وقد كان لإنشاء هذه الأفواج الكشفية وقعه الخاص على الإدارة الفرنسية التي بادرت إلى وضع العراقيل أمام هؤلاء الشباب لصدهم عن غايتهم العليا المتمثلة في الإصلاح وتربية النشء وربط الشباب الجزائري بماضيه الإسلامي المجيد, ومن ثم ظهرت فكرة توحيد الأفواج الكشفية تحت لواء واحد, لتتعزز أكثر ويكون صداها أوسع وأعمق , فدعا محمد بوراس قادة هذه الفروع إلى الالتحام فيما بينها وتوحيدها في اتجاه وطني واحد , فعمد إلى إعداد قانون أساسي وهو مشروع قانون جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية وعرضه على السلطات الفرنسية المعينة, لكنه قوبل بالرفض في أول مرة ,قبل أن يحظى بالموافقة عام 1936 في المرة الثانية, فتشكلت لجنة مديرة لفيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية - مؤقتة - كانت متكونة من محمد بوراس , الصادق الفول , رابح بوبريط , مختار بوعزيز, محمد مادة, الطاهر تجيني, إبراهيم بأي, بوعبد الله , دحماني ,مزغنة, وحسن بلكريد ..وكانت الانطلاقة, وبدأت المضايقات من قبل الإدارة الفرنسية والجمعيات الكشفية التابعة لها وهي عديدة منها: جمعية الكشافة الفرنسية bsf وجمعية الكشافة الوحدويين لفرنسا eudf وكشافة فرنسا -الكشافة الكاثوليكية - sdf .. الخ هذه الجمعيات كانت ترى في الكشافة الإسلامية عدوها اللدود بحكم النهج الذي سلكته والذي يتماشى مع خط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, إذ نشأت بين كل هذه المحاولات التي قام بها محمد بوراس , كان الهدف منها توحيد الكشافة الاسلامية الجزائرية ودفعها نحو أفق واسع, قوامه الوطنية والتماشي مع الروح الإسلامية وغرس مبادئ الجهاد في نفوس الشباب الذي كان متعطشا للثورة من اجل فك قيود البلاد التي كبل بها المستعمرين الوطنين, هذه الأفكار والمبادئ السمحة وجدت صداها في الوسط الكشفي الذي لبى نداء محمد بوراس الداعي إلى عقد مؤتمر تأسيسي يجمع الأفواج الكشفية لتنطوي تحت تنظيم وطني واحد, فكان اللقاء بالحراش في جويلية عام 1939, حيث تم تنظيم المؤتمر التأسيسي الذي انبثق عنه ميلاد الكشافة الإسلامية الجزائرية كمنظمة وطنية وانتخب محمد بوارس رئيسا لها , كما تم انتخاب المكتب الاتحادي الذي كان مؤلفا من الأعضاء التالية : الرئيس : محمد بوراس الجزائر نائب الرئيس : لاغا عمر الجزائر الأمين العام: مادة محمد الجزائر الأمين العام المساعد: تجيني الطاهر سكيكدة أمين المال الاتحادي : رومان الجزائر أمين المال المساعد : بوعزيز مختار الجزائر المستشار التقني : بوبريط رابح تيزي وزو المستشار التقني المساعد :صادق الفول مليانة كان العمل الذي يقوم به محمد بوراس مثيرا لشكوك العدو, الذي رأى فيه -جالب المشاكل - لفرنسا, فاعتبره رجلا خطيرا , يجب التخلص منه بشكل أو بأخر, فحيكت ضده الدسائس, فأصبح عرضة للتصفية من قبل المستعمر الفرنسي ، لقد كان لهزيمة الجيش الفرنسي في جوان 1940 ,أمام القوات الهتليرية - الألمانية- أثرها البالغ في نفسية محمد بوارس الذي أراد استغلال هذه الفرصة لتحرير الجزائر, محاولا القيام بانتفاضة مسلحة, اتصل بجماعة من بنو مناصر سكان جبال زكار واتفق معهم على إعلان الانتفاضة, فكان لزاما عليه البحث على الأسلحة والذخيرة لذلك ,فانتقل إلى مدينة فيشي الفرنسية في 26 ديسمبر عام 1940 مغتنما طلب المكتب الكشفي الفرنسي بإدماج كل فوج من الكشافة الإسلامية الجزائرية في إحدى الجمعيات الفرنسية المسيحية أو اللائكية, إلا أن بوراس رفض هذا العرض وطالب بالاعتراف بالكشافة الإسلامية الجزائرية كمنظمة قائمة بذاتها على غرار باقي المنظمات الكشفية التي تنشط في مختلف إرجاء المعمورة, اغتنم بوراس فرصة وجوده بفرنسا, فقام بالاتصال بالألمان للحصول على الأسلحة, إلا انه لم يجن شيئا من ذلك بل تحصل على وعود لا غير, كما تم توصيته بالتوجه إلى اللجنة الألمانية بالجزائر العاصمة, ومنذ عودته إلى ارض الوطن ظل بوراس تحت المراقبة والمتابعة المستمرة من طرف مصالح الاستخبارات الفرنسية التي شكت في نشاطه, فلم تفارقه لحظة واحدة, مما دفعه إلى تقديم استقالته من رئاسة المنظمة الكشفية في 16 مارس 1941 حتى يبعد الشبهات عنها وتكون بمنأى عن الأيادي الاستعمارية , لكن القدر لم يمهل بوراس لإتمام عمله, ففي الثالث من ماي تم إلقاء القبض عليه من طرف أعضاء المكتب الثاني الفرنسي لمكافحة التجسس بالقرب من نزل اليتي aletti نزل السفير حاليا, قتم استنطاقه لأيام, تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب , ليحال بعدها إلى المحكمة العسكرية - بكافينياك - في الرابع عشر من ماي عام 1941,ليصدر في حقه حكما بالإعدام هو وصديقه محمد شويرب في يوم 15 ماي من نفس السنة تنفيذ حكم الإعدام كان يوم 27 ماي 1941 بساحة الخروبة -العسكرية سابقا -- ففي فجر هذا اليوم كان محمد بوراس وصديقه محمد شويرب على موعد مع القدر, إذ سيقا إلى حتفهما مكبلين بالأغلال وعند الوصول إلى المكان المخصص لهما, حضر أمام المسجد الكبير وأراد أن يشهد لبوراس قبل قتله فرفض محمد ذلك وطلب من جلاديه أن يمنحوه وقتا للصلاة فكان له ما أراد وحسب رواية عمي مراد - أخ الشهيد محمد بوراس - فان الضابط الذي كان أمامه, قال له بعد تأديته الصلاة التي أطال فيها : لقد أطلت في صلاتك ,لأنك تخاف الموت ؟ فرد البطل بوراس بابتسامة عريضة ارتسمت على محياه: اعلم إنني أخاف الله وليس العبد, كما انه رفض أن يكبل أو تغطى عيناه وردد بعد أن شهد: الله اكبر تحيا الجزائر - الموت واحد ، مات البطل بوراس وصديقه رميا بالرصاص, فصعدت روحهما الزكية إلى بارئها, مات بوراس وبقي اسمه خالدا , منحوتا في صدر كل جزائري غيور على وطنه , مات بوراس وترك وراءه أجيالا صنعت التاريخ, فكان هو المرشد وهم المطبقون, مات بوارس وترك وراءه تنظيما كشفيا , لم تستطع فرنسا ولا أعوان فرنسا زعزعته, بل كان الخلية التي أنجبت أبطال نوفمبر, مات بوراس وأمنية استقلال الجزائر لم تفارق مخيلته, مات بوارس وترك أفواجا من الكشافين يرددون على مدار الأعوام وبلغة البراءة والصدق والاعتراف بالجميل: لقد أعطى محمد بوراس حياته فداء للوطن غير مبال بنفسه, فالجزائر كانت عائلته الأولى, التي كان يرى فيها أحلامه وأمانيه فأهداها اثمن ما يملك "روحه الطاهرة رحمه الله و أسكنه الجنة . mohvial_m