الثقافة تصلح ما أفسدته السياسة فهي لا تفتخر بالقوافل العابرة و لا العوارض الممطرة ، سريعة الخاطر في ترقيع الخلافات و تلحيم الشقاق، تشعرك أنك تتصرف بدوافع قومية وطنية ، تعلمك كيف تتدفق الحياة من التواصل الإبداعي الذي لا يكف عن إثارة المواريث الثقافية و الاجتماعية بالخطاب المنهجي المشبع بأدوات الإقناع لا أدوات الإغراء المتسربة في الخطاب الغابي :مرحبا بك في الغابة هذا ما قالته العنكبوت للذبابة. - الثقافة تعاش بالسلوك،وسط محيط لا تمضغه كثيرا أسنان الغيبة و النميمة و لا الخلط الوظيفي بين أدوات النجار و أدوات الجزار بمعنى دحض الدليل بالادعاء رائع أن تنتظم في منظومتها ،كزئبق لا يكف عن الحركة ، و أروع أن تداوم على نضالك الهادف إلى تقويم الذات و البحث عن المفاوضات الضمنية مع الغير بأسلوب حرص السجين على طعامه." شبعنا أحلاما لكننا لم نشبع فهما و ثقافة "، يجب أن نتطلع إلى الإمساك بناصية العلم المعاصر كمبدعين لا مستهلكين، خلافا ستلتقطنا العجينة الفلسفية القائلة : " يدوس التاريخ جثث الثقافات،كذلك جثث البشر " - الفعل الثقافي و فاعله و منتجوهما أعضاء في أسرة حوارية ،وظيفتها إنتاج مهام جوارية تلملم بقايا الأنوار الخافتة المبعثرة على جبين ممراتنا لتموين الوسط الاجتماعي بمؤن ثقافية تحاور انشغالات يومه و غده - بث بكائيات على المشهد الثقافي ،و بخ السموم في مشاربه ، و تأجير حنجرته للصراخ ،اغتيال فعلي لصناعة أحداثه ، فالتظاهرات الثقافية لا تقاس بحجم سيولة الأسلوب الانتقادي، بل بكثافة قيمها في علاقتها مع الزمان و المكان و الإنسان - الاستثمار في الصداقة أقل تكلفة من الاستثمار في الخصومة - الجوارية ، الحزبية ... - ، فالبسمة مجانية لا تستهلك طاقة و لا كهرباء لكنها أكثر إشعاعا، كذلك مشوار النبتة الثقافية.- ارتدي ثقافتك كما ترتدي أناقتك ،فالثقافة ليست فندقا للمبيت أو محطة لشحذ الملاسنات وضخ التهم، بل هي محضن تربوي و منبر دعوي و ملاذ خيري يرص أخلاقية إعلامية تتبنى الأسلوب المنهجي في ترشيد الصحوة المعاصرة.