المجلس الولائي هو عبارة عن أداة مراقبة ومحاسبة، ويحق للمجلس الولائي حسب قوانين الجمهورية تشكيل لجان تحقيق ومحاسبة الهيئة التنفيذية عن كل عمل صغير أو كبير، ويفرض المجلس الولائي على الوالي أو أي مسؤول عليه الإجابة عن جميع المشاكل التي تطرح بالولاية. في ولاية الجلفة يوجد مجلس ولائي على وشك نهاية عهدته، ومنذ تنصيب والي الجلفة الجديد "أبو بكر الصديق بوستة'' لم نسمع سوى عبارات الشكر والامتنان له حتى في أول يوم له من طرف ما يسمى بأعضاء المجلس الولائي الذين أصبحوا يتزاحمون على من يكثر الشكر لوالي الجلفة ومن سيرضى عليه سيادته. من خلال متابعة سير دورات المجلس الولائي نجد أن مدير الإدارة المحلية هو من يأمر وينهي وتقريره غير قابل للنقاش، وإذا وصل النقاش إلى ذروته يقوم مدير الإدارة المحلية بتحويل السؤال إلى والي الولاية لتسكت جميع الأفواه التي كانت تتكلم بمجرد رد والي الولاية لأنه غير قابل للطعن. المجلس الولائي "خضرة فوق عشاء الوالي'' من خلال الدورة والأسئلة السطحية لما يسمى بأعضاء المجلس الولائي لاحظنا أنهم مجرد "خضرة فوق عشاء" فلا أحد من الأعضاء أو حتى رئيسهم لا يستطع تغيير قرار صدر من طرف الوالي أو أرقام الميزانية فهي لا تتغير، وخير دليل على ذلك حينما طلب رئيس لجنة المالية وباسم أعضاء المجلس رفع مبلغ إعانة أحد المساجد لكن والي الجلفة رفض بمجموعة من الحجج كان أبزرها أن هناك مساجد بالعشرات بحاجة إلى إعانة، الغريب في القضية أن لا أحد تجرأ وإعادة الطلب لا ندري "خوفا'' أو ''طمعا'' من سيادته. أسئلة سطحية ومصالح المواطن غائبة في غالبية دورات المجلس الولائي لاحظنا أن جميع الأسئلة التي يتقدم بها أعضاء المجلس الولائي هي أسئلة سطحية ولا يوجد في أي سؤال حساس كطلب فتح تحقيق في العطش الحاصل في مدينة الجلفة التي استهلكت الملايير في مشروع فاشل أو أسئلة تخص التسيب الحاصل في قطاع البريد المواصلات، أو سؤال يخص فشل السلطات المحلية في تسير ملف القضاء على البناءات الهشة حيث تم توزيع أكثر من 2000 يكن ولم يتم القضاء على هذه السكنات الهشة التي ارتفعت ووصل أرقام خيالية في غياب الرقابة من طرف الدولة، لم يتكلم أعضاء المجلس الولائي عن العقارات المستنزفة في جميع أحياء المدينة ، لماذا لم يتم طرح ملف التجزئات العقارية المتوقفة منذ سنوات وهناك أراضي تابعة للخواص تعاني من البيروقراطية. أحد أعضاء المجلس الولائي في الدورة السابقة قال لوالي الولاية '' أشكر سيادة الوالي على شركة تسير الحدائق والنفايات'' العضو لم يتطرق إلى الأوساخ التي تغرق فيها المدينة والعطش وأعجب بمؤسسة ذات طابع عمومي خسرت عليها البلدية ملايير دون أن تظهر بعد ما عدا دراجات نارية، وكان رد والي الولاية نفس الإحساس المتبادل، عضو آخر من المجلس الولائي طرح قضية من المفروض أنها لا تطرح وتتمثل في ''الباليز'' المتواجد بطريق الشارف التي قال أن المقاول لم يضع فيها سوى كيلوغرامين من الاسمنت وانتفض هذا العضو بشدة على هذا المشكل ولم ينتبه للطريق التي أكلت أرواح بشرية بالعشرات مشروع معطل منذ سنوات. مجلس ولائي بدون صلاحيات بالجلفة إذا تمعنا في قضية المجلس الولائي نجد أنه عبارة عن جهاز بدون أي صلاحية والدليل على هذا أن والي الولاية طلب من أعضاء المجلس الولائي إضافة دورة أخرى في شهر سبتمبر حتى يتسنى له تمرير ما يحب تحت مظلة مجلس ولائي ميت الأعضاء الداخلية والخارجية، فهو عبارة عن مجلس للشكر وأداة العرفان للمجهودات التي تبذلها الإدارة.