توقفت الورشات والأشغال بمشروع المدينة الجديدة ببوغزول منذ بداية السنة الجارية 2015 بعد أن قطعت الحكومة التمويل عن هذا المشروع الضخم، حسبما علمته "صوت الجلفة" من مصدر موثوق. وذكر مصدر مطلع أن وزارة السكن أمرت شركة تسيير المدينة الجديدة المكلفة بمتابعة سير الأشغال ببتر جزء من الميزانية المخصصة لتشييد مقر المدينة حيث ألغيت سبعة طوابق كاملة من أصل 17 طابقا متفق عليها في الأصل. وأوضح مصدرنا أن وزارة السكن تسعى لأن تمول مشاريع مدن جديدة أخرى على حساب المدينة الجديدة لبوغزول التي تعتبر العاصمة الاقتصادية الجديدة للجزائر والتي من المفترض أن تحتضن مقرات كبريات الشركات الوطنية من تأمينات وبنوك ومؤسسات اقتصادية بالإضافة إلى احتواءها على مساحة عقارية كبيرة لم تحدد وظيفتها بعد والتي يشاع أنها موجهة لاحتضان مقرات بعض الوزارات. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن وزارة السكن بررت في اجتماع رسمي قرار بتر ميزانية مقر المدينة الجديدة الذي يعتبر الحجر الأساس للمشروع بتمويل مشروع سكنات بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله وهو القرار الذي أثار استغراب بعض القائمين على المشروع كون الشركة الكورية "دايو" المكلفة بانجاز مقر المدينة ستكون المستفيد الأكبر من هذا القرار بالإضافة إلى الفارق الشاسع من حيث أهمية مشروعي المدينة الجديدة لبوغزول ومدينة سيدي عبد الله حيث سبق وأن صرح عدة وزراء وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال أن المدينة الجديدة بوغزول مشروع استراتيجي لتطوير الهضاب العليا وفك الخناق عن الشمال المشبع. تقليص رهيب لعدد عمال والشركة الكورية تهجر الورشة من جهة أخرى، علمت "صوت الجلفة" أن كل المعطيات تشير إلى تخلي الحكومة عن مشروع المدينة الجديدة لبوغزول وأولها تقلص عدد العمال داخل الورشة والذي تقهقر من 05 آلاف عامل السنة الماضية إلى 800 فقط حاليا أغلبهم في مجال الصيانة حيث تسجل الشركة الكورية "دايو" أكبر نسبة نزيف عمالي إذ تقهقر عدد عمالها من 1.700 عامل قبل أشهر إلى 500 عامل حاليا. كما أفادت مصادرنا أن عدة ورشات متوقفة بالمشروع من بينها ورشة محطة تصفية المياه التي لم ترد الوزارة على طلبات تمويلها منذ عدة أشهر والشطر الثاني من عملية تهيئة النهر مع توقف الشطر الأول لذات الورشة منذ أسابيع تضاف إليها تعطل عملية التهيئة العمرانية. وكانت ورشة المدينة الجديدة "بوغزول" قد عرفت نهاية السنة الفارطة تقدما ملحوظا خاصة بعد انتهاء أصعب وأهم عملية التي تخص خنادق شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب وتصريف المياه القذرة والكهرباء والانترنيت بمسافة 22 كلم. طالب بإسناد المشروع للوزارة الأولى هذا وطالب رئيس لجنة تهيئة الإقليم بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجلفة بتفعيل التوصيات التي تقدمت بها الهيئة المنتخبة لمؤسسة تسيير المدينة الجديدة من أجل تفعيل المشروع وتسريع وتيرة الانجاز كون العملية تخص ولايتي الجلفة والمدية على حد سواء. واعتبر "بلقاسم دحماني" في تصريح ل"صوت الجلفة" أن المدينة الجديدة مشروع استراتيجي لسكان الهضاب العليا وجبت متابعته على أعلى مستوى، معتبرا في ذات السياق أن تداول المشروع بين وزارتي السكن وتهيئة الإقليم منذ انطلاقته الفعلية سنة 2008 سببا في تأخر وتذبذب الأشغال مطالبا بأن يسند إلى الوزارة الأولى حتى ينعم بالاستقرار في التسيير والاستمرارية في التمويل نظرا لأهميته وحجمه.