تستهلك عملية تعدين عملة بيتكوين الرقمية المشفرة مزيداً من الكهرباء أكثر من مجمل استهلاك 20 بلداً أوروبياً معاً، وذلك وفقاً لبحث جديد نشره باحثون من المنصة البريطانية لمقارنة أسعار الطاقة Power Compare، حيث يوضح البحث بأن الحجم الكلي للكهرباء المطلوبة لتعدين العملية الرقمية ذات الشعبية، وهي العملية الحسابية التي تحافظ على سير المعاملات ضمن سلسلة الكتل، يفوق الآن استهلاك أكثر من 159 دولة فردية. وحصل الارتفاع المستمر في سعر العملة الإلكترونية المشفرة على مجمل اهتمام الصحافة مؤخراً جنباً إلى جنب مع ظهور العديد من النقاشات حول ما إذا كان هذا السعر عبارة عن فقاعة قابلة للإنفجار أم لا، بينما غاب عن معظم تلك الأخبار أحد العوامل الأكثر إثارة للاهتمام والبعيد عن السعر وهو الزيادة العالمية في استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمين من أجل تعدين المزيد من عملة بيتكوين. وتشمل القائمة، من بين دول أخرى، على ايرلندا وكرواتيا وصربيا وسلوفاكيا وايسلندا، ومن المثير للاهتمام معرفة وجود ثلاثة بلدان فقط من مجمل قارة أفريقيا تستهلك حالياً مزيداً من الكهرباء أكثر مما تستهلكه عملية تعدين بيتكوين هي جنوب أفريقيا ومصر والجزائر. وأوضح التقرير وجود مزيداً من المعلومات التي تشير إلى أن استهلاك الكهرباء السنوي الحالي لتعدين بيتكوين يصل إلى 29.05 تيرا واط ساعي، أي ما يعادل 0.13 في المئة من إجمالي الاحتياج العالمي من الكهرباء، في حين تستهلك أستراليا سنوياً 224 تيرا واط ساعي، أي أن الطاقة اللازمة لتعدين بيتكوين تعادل ما نسبته 12.97 في المئة من استهلاك أستراليا. ويعني ذلك أنه في حال تواجد الأشخاص الذين يقومون بعملية التعدين في دولة واحدة مستقلة فإنها سوف تحل في المرتبة 61 عالمياً من حيث إجمالي استهلاك الكهرباء، ووفقاً لمنصة Power Compare فقد شهدت عملية تعدين عملية بيتكوين زيادة بما يقرب من 30 في المئة من حيث استهلاك الكهرباء على الأيام ال 30 الماضية وحدها. ويشير البحث إلى أنه على افتراض أن احتياجات بيتكوين من الكهرباء مستمرة بالنمو بهذه النسبة فإن الاستهلاك العالمي لعملية التعدين يمكن أن يكون أكبر من إجمالي إمدادات الكهرباء في المملكة المتحدة بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل. ويقدر الباحثون بأن التكاليف السنوية لتعدين العملة تصل حالياً إلى 1.5 مليار دولار، مع 7.2 مليار دولار من الإيرادات السنوية التي تولدها عملية التعدين، مع الوضع بعين الاعتبار أن التقديرات تفترض بأن عملية التعدين تحدث في أماكن ذات معدلات أسعار منخفضة للكهرباء، وبالتالي فإن التكاليف الفعلية قد تكون أعلى في الواقع. وبحسب التقرير فإن عدد الأمريكيين الذين يقومون بعملية التعدين يصل إلى 2.4 مليون نسمة، أي أكثر من سكان هيوستن، بينما يبلغ عدد البريطانيين الذين يقومون بعملية التعدين حوالي 6.1 مليون نسمة، أي أكثر من سكان برمنغهام وليدز وشيفيلد ومانشستر وبرادفورد وليفربول وبريستول وكرويدون وكوفنتري وليستر ونوتنغهام معاً، وتستهلك عملية التعدين كهرباء أكثر من 12 ولاية أمريكية.