في رحلة تستغرق ساعات طويلة للوصول الى منطقة "قيهب" الواقعة جنوب دائرة فيض البطمة بأكثر من 160كم والتابعة لبلدية أم العظام وبأقل من 12كم عن منطقة رأس الميعاد ببسكرة حيث يعيش زهاء 300 ساكن بدون ماء ولا كهرباء ولا أدنى ظروف الحياة المعيشية وخاصة العزلة التي زادت من حدة معاناة هؤلاء السكان. هذا ولعل مازاد الوضع تعقيدا تنقل أبناء البراري القريبة من القرية بالتنقل إلى مقاعد الدراسة عبر ظهر الحمير والأدهى من كل هذا أن الأبناء يتوقفون يوم الأربعاء عن الدراسة لأسباب انشغال آبائهم للسفر مما يجعلهم يلتزمون بيوتهم وماشيتهم، هذا ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد بل امتدت لتشمل المعلمين الذين يتزودون بالخبز في أكياس بلاستيكية طيلة أسبوع كامل لانعدام المواصلات ويبقى الإشكال قائما رغم النداءات المتواصلة التي طالب بها الأولياء منذ زمن لاتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة لتوفير الجو المناسب للتدريس وسط حجرات تبقى معظم فتراتها بالشموع والخبز اليابس الذي يقتات منه التلاميذ وحتى المعلمين أنفسهم طيلة أسبوع. ناهيك عن الاكتظاظ بالأقسام لوجود معلم يدرس عدة أفواج وأقسام في ان واحد. وللإشارة ان العديد من القرى والتجمعات السكانية بالبراري الجنوبية بكل من قطارة وأم العظام وعمورة وسد الرحال وسلمانة تعاني نفس الإشكال.