الانتداب البريطاني على فلسطين كان نظام السلطة على فلسطين لمدة 28 عاما بين يوليو 1920 ومايو 1948 وبالحدود التي قررتها بريطانيا وفرنسا بعد سقوط الامبراطورية العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى وبموجب معاهدة سيفر. في 11 سبتمبر 1922 أقرت عصبة الأمم الانتداب بشكل رسمي على أساس وعد بلفور. غطت منطقة الانتداب ما يعرف اليوم فلسطين التاريخية (أي المنطقة التي تقع فيها اليوم كل من دولة إسرائيل والأراضي الفلسطينية - الضفة الغربية وقطاع غزة) بالإضافة إلى منطقة شرق الأردن (اليوم: المملكة الأردنية الهاشمية) غير أن منطقة شرق الأردن تمتعت بحكم ذاتي (فيما كان يعرف بامارة شرق الأردن) ولم تخضع لمبادئ الانتداب أو لوعد بلفور. كانت مدينة القدس عاصمة الانتداب حيث سكن الحاكم البريطاني ومؤسسات حكومة الانتداب. عند بداية فترة الانتداب أعلنت بريطانيا هدفا له تحقيق وعد بلفور، أي فتح الباب أمام اليهود الراغبين في الهجرة إلى فلسطين وإقامة "بيت وطني" يهودي فيها. أما في منتصف ثلاثينات القرن العشرين فغيرت بريطانيا سياستها وحاولت وقف توافد اليهود على فلسطين ومنع شراء الأراضي من قبل اليهود. في 1917 احتلت القوات البريطانية المتجهة من مصر جنوبي بلاد الشام من الدولة العثمانية، وفرضت عليها حكما عسكريا. في 9 ديسمبر 1917 دخل قائد القوات البريطانية الجنرال أدموند أللنبي مدينة القدس، مما أثار مشاعر الابتهاج في أوروبا إذ وقعت القدس تحت السيطرة المسيحية لأول مرة منذ أكتوبر 1187. كانت بريطانيا وفرنسا قد اتفقت على تقسيم بلاد الشام بينهما في اتفاقية سرية في 16 مايو 1916. في هذه الاتفاقية وعد الجانبين جعل منطقة فلسطين (من بئر السبع جنوبا إلى عكا شمالا تقريبا) منطقة دولية، ولكن بعد انتهاء الحرب ندمت بريطانيا على هذا المبدأ من الاتفاقية إذ أرادت إنشاء معبر متواصل بين الخليج العربي وميناء حيفا. في أبريل 1920 اجتمع مندوبي "دول الاتفاق" المنتصرة في الحرب العالمية الأولى في مدينة سان ريمو الإيطالية، بما يسمى مؤتمر سان ريمو، ليقرروا الشكل النهائي لتقسيم الأراضي المحتلة من الدولة العثمانية. في هذا المؤتمر اتفقت الجوانب على منح منطقة فلسطين لبريطانيا رغم المتفق عليه سابقا. كان التعامل التجاري في هذا المنطقة يتم بالجنيه المصري في بداية الانتداب، لكنه سرعان ما تم تشكيل مجلس يعمل عمل البنك المركزي في إصدار العمل المحلية سمي بمجلس فلسطين للنقد، والذي بدوره قام بإصدار أول عملة فلسطينية عام 1927 وهي الجنيه الفلسطيني. والذي اعتمد في جميع أرجاء فلسطين حتى مطلع الخمسينات، بما في ذلك شرق الأردن التي سرعان ما نالت استقلالها عن بريطانيا وخروجها من دائرة الانتداب في عام 1946 حيث تم إعلان المملكة الأردنية الهاشمية وعاصمتها عمّان, وكان هذا قبل عامين فقط من خروج آخر جندي بريطاني من القدس وإعلان اليهود قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين - أو ما يصطلح عليه بالنكبة. حسب الإحصائيات الرسمية، هاجر 367,845 شخصا (من اليهود وغير اليهود) إلى فلسطين منذ نهاية القرن ال19، منهم 33,304 هاجروا من الناحية القانونية بين 1920 و1945. كذلك هاجر حوالي 50,000-60,000 من اليهود، وعدد قليل من غير اليهود، بطريقة غير قانونية خلال هذه الفترة. أدت الهجره لمعظم الزياده في عدد السكان اليهود، في حين ان غير اليهود اتت الزيادة إلى حد كبير الزياده السكانيه الطبيعيه. لا توجد معطيات وثيقة بشأن الهجرة إلى فلسطين من البلدان العربية. بدأت بريطانيا بالتعامل بحذر مع الطرفين العربي واليهودي ولكن بحجة معاداه الساميه في أوروبا التي نمت خلال أواخر القرن التاسع عشر ومطلع العشرين قرون، كان نتيجتها ان الهجره اليهودية (ومعظمها من أوروبا) إلى فلسطين بدأت على زيادة ملحوظه، مما خلق الكثير من الاستياء العربي. مما ادى لوضع الحكومة البريطانية قيود على الهجره اليهودية إلى فلسطين حيث اصدرت الكتاب الأبيض لوقف وتنظيم هجرة اليهود لفلسطين. هذه الحصص مثيرة للجدل، ولا سيما في السنوات الأخيرة من الحكم البريطاني. وقد تنامى الشعور في العديد من الدول العربية لمقاتلة البريطانيين وبعض المنظمات اليهودية التي هاجمت السكان العرب ردا على الهجمات على الجماعات اليهودية. اعتمد اليهود من ناحية عسكرية على منظمة "الهجناه" التي كانت ميليشيا شبه سرية تعاونت مع السلطات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم قاتلت البريطانيين والعرب عشية إلغاء الانتداب. في تلك الفترة نشطت أيضا منظمات يهودية أكثر تطرفا مثل "إرجون" و"مجموعة شتيرن" ("ليحي") التي قامت بعمليات إرهابية وشنت حملة عنيفة ضد الأهداف العربية والبريطانية. أدت وفاة الشيخ عز الدين القسام على أيدي الشرطة البريطانية بالقرب من جنين في تشرين الثاني / نوفمبر 1935 على نطاق واسع وغضب حشود ضخمة رافقت القسام التابعة لهيئة قبره في حيفا. وبعد أشهر قليلة، في نيسان / أبريل 1936، ادت العفويه القومية العربية إلى اندلاع الاضراب العام واستمر ذلك حتى تشرين الأول / أكتوبر 1936. خلال صيف ذلك العام اليهودي الالاف من الافدنه في المزارع والبساتين قد دمرت، واليهود للاعتداء وقتل وبعض افراد الجماعات اليهودية، مثل تلك الموجودة في بيسان وعكا، وفروا إلى مناطق أكثر أمنا. بعد الاضراب، وهو واحد من أطول الاضرابات في فلسطين من اي وقت مضى، وتخف حدة اعمال العنف لمدة عام تقريبا في حين ان بريطانيا ارسلت لجنة للتحقيق. في عام 1937، اقترحت بريطانيا تشكيل لجنة سميت بلجنة بيل الملكية، هدفها تقسيم البلاد بين الدولة العبرية الصغيرة، التي كان السكان العرب يشكلون غالبيتها على أن يتم تحويلها، ودولة عربية على ان ترفق بالأردن. ورفض الاقتراح من قبل العرب وقبل المؤتمر الصهيوني (300 صوتا مقابل 158) ولكن قبل الاخير يكون أساسا للمفاوضات بين السلطة التنفيذية والحكومة البريطانية. في أعقاب اقتراح اللجنة للتقسيم اندلع تمرد مسلح من خلال الانتشار بالبلد. خلال الأشهر ال 18 المقبلة فقد البريطانيين السيطرة على القدس ونابلس والخليل. قمعت القوات البريطانية، وبدعم من 6000 شرطي يهودي، أعمل المتمردين التي وقعت على نطاق واسع مع القوة العربية. (أوصى الضابط البريطاني تشارلز أورد وينغيت بدعم للمناطق اليهودية لأسباب دينية). نظمت فرق خاصة ليلة البريطانية مؤلفة من الجنود والمتطوعين اليهود مثل ايغآل ألون، الذي "سجل نجاحات ضد الثوار العربية في الجليل الادنى وفي وقد مرج بن عامر من قبل شن الغارات على قرى عربية. في وقت كانت الكتائب العربية الثائرة تستخدم القوة المفرطه والعشواءيه فان الميليشيات اليهودية مثل عصابة شتيرن وارجون أيضا كانت تستخدم العنف ضد المدنيين، والهجوم على الحافلات والاسواق. الاضراب أسفر عن مقتل 5000 عربي فلسطيني وجرح 10000. بين عام 1947 مرورًا بحرب 1948 نزح حوالي 750,000 عربي فلسطيني عن بلداتهم، بعد نهاية الحرب تقسمت منطقة الانتداب بين إسرائيل والأردن ومصر حيث منحت إسرائيل الجنسية الإسرائيلية لمن بقي داخل حدودها فقط ورفضت عودة النازحين العرب من خارج هذه الحدود. أما الأردن فمنحت جنسيتها لسكان الضفة الغربية بما في ذلك اللاجئين إليها. أما سكان قطاع غزة واللاجئين إليها فبقوا دون مواطنة إذ رفضت مصر منحهم الجنسية المصرية.