تمكنت فرق الإنقاذ الصينية صباح اليوم من إنقاذ 114 من عمال منجم الفحم الذي غمرته المياه قبل أكثر من أسبوع، وذلك بعد إنقاذ تسعة عمال في وقت سابق فجر اليوم، بينما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) والتلفزيون الحكومي إنه تم انتشال 114 عاملاً وهم أحياء من داخل منجم وانجيالينغ الواقع في إقليم سانشي شمال الصين. ونقلت الوكالة عن حاكم الإقليم وانغ جون أنه "لا تزال هناك جهود لإنقاذ 38 عاملاً آخرين". وكان تقرير للتلفزيون الحكومي قال في وقت سابق إنه "بحلول هذا الصباح عثر على ما مجموعه 95 عاملاً أحياء في المنجم، أخرج منهم حتى الآن 30 عاملاً"، وقال إن فرق الإنقاذ تستعد كذلك لإخراج ما بين 70 و80 آخرين. وأضاف التقرير أن العشرات من سيارات الإسعاف اصطفت على جانب الطريق لنقل الناجين إلى المستشفيات التي اتخذت بدورها الاستعدادات لاستقبالهم. وكانت المياه حاصرت 153 عاملاً داخل منجم وانجيالينغ في 28 مارس/آذار الماضي بعد حفر جدران ملاصقة للمنجم كانت مليئة بالمياه، وشارك نحو ثلاثة آلاف عامل إنقاذ في سحب المياه من المنجم عبر ثماني مضخات، مما سمح بإنقاذ العمال العالقين. وأظهر التلفزيون الصيني مشاهد لتسعة عمال تم إخراجهم من المنجم في وقت سابق فجر اليوم على حمالات وأعينهم مغطاة مخافة تأثير الأنوار الساطعة بعد أن قضوا 179 ساعة محتجزين تحت الأرض. وكان عثر على هؤلاء العمال بعد سماع أصوات طرق على أنبوب أدخل إلى المنجم المغمور بالمياه، حيث تمكن فريق من مائة منقذ من الوصول إليهم وإخراجهم. وقالت وكالة شينخوا إن الآلاف من المواطنين اصطفوا على طول الطريق المؤدي إلى المنجم وكانوا يصفقون، بينما هرعت سيارات الإسعاف إلى المستشفيات حاملة أول دفعة من الناجين. وقد وصفت وكالات الأنباء عملية الإنقاذ بأنها "معجزة"، وقال متحدث باسم مقرات الإنقاذ بعد إنقاذ بعض العمال "نعتقد أن مزيداً من المعجزات ستحدث". ومن ناحية أخرى، توفي نحو 30 عاملا في حوادث منفصلة تتعلق بمناجم الفحم في أجزاء أخرى من البلاد في الآونة الأخيرة، مما يلقي الضوء على معدل الوفيات المرتفع في صناعة الفحم في الصين. وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد قتل 2631 عامل منجم فحم العام الماضي في الصين، أو ما معدله سبعة أشخاص يومياً، وفي أحدث هذه الكوارث قتل 172 عاملاً في منجم فحم غمرته المياه في إقليم شاندونغ في أغسطس/آب الماضي.