ارتفعت حصيلة الزلزال المدمر الذي ضرب محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين أول أمس، وشعرت عدة مقاطعات أخرى به إلى نحو 12 ألف شخص حسب حصيلة مؤقتة مرشحة للإرتفاع مع وصول فزق الإنقاذ التي أرسلتها الحكومة إلى مزيد من المناطق المدمرة في الوقت الذي يؤكد فيه المجتمع الدولي وقوفه على أهبة الاستعداد للمساعدة. ووفقا لآخر حصيلة رسمية مؤقتة أعلنتها وزارة الشؤون المدنية أمس، فإن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات على سلم ريشتر أوقع 11921 قتيلا في عدة مناطق بالبلاد. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 9219 شخصا في ثماني مناطق. وأحصيت غالبية الضحايا في مقاطعة سيتشوان ب 8993 قتيل الإقليم الذي حدد فيه مركز الزلزال ويمكن أن ترتفع الحصيلة أكثر لأن أجهزة الإنقاذ تقترب من مكان وقوع الزلزال في محافظة (ونتشوان) بالمقاطعة حسب التقارير الإعلامية. وما يزال 10 آلاف شخص تحت الأنقاض في مدينة ميانجو (على بعد 30 كلم من مركز الزلزال) إحدى مناطق إقليم سيتشوان الأكثر تضررا جراء الزلزال فيما قتل نحو 1500 شخص في هذا الإقليم حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أمس. واعتبر حوالي ألف تلميذ أو أستاذ في عداد القتلى أو المفقودين بعد انهيار مدرستهم في منطقة بيشوان على بعد عشرات الكيلومترات شمال شرق وينشوان. وقالت وكالة الأنباء الصينية " حتى الآن يقدر عدد القتلى أو المفقودين بأكثر من ألف شخص" في المدرسة. وكانت معلومات سابقة أشارت إلى احتمال سقوط آلاف القتلى ودمار كبير في بيشوان التي تتجه إليها عشرات الآليات العسكرية. ونقلت الوكالة عن مسؤولين محليين قولهم أن أكثر من 80 من المباني قد انهارت، وهناك العديد من الأطفال الذين كانوا في صفوفهم عند وقوع الزلزال في عداد الضحايا. ولم تصل فرق الإنقاذ بعد إلى مركز الزلزال حيث يخشى أن يكون الآلاف قد قضوا وذلك بسبب عرقلة الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية عمليات النقل البري ما أجبر فرق الإنقاذ إلى التقدم سيرا على الأقدام في هذه المنطقة الجغرافية الوعرة. وقد صدرت الأوامر إلى سلاح الجو الصيني بإنزال قوات مظلية للإغاثة في ونتشوان مركز الزلزال في حال أعاقت الظروف المناخية هبوط المروحيات. وقد أصدرت هيئة الأركان في جيش التحرير الشعبي الصيني هذا الأمر في وقت مبكر من اليوم ضمن المحاولات والجهود الرامية إلى تسريع عملية نشر فرق الإنقاذ. وقالت التقارير أنه حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم كانت قوات الإغاثة ما تزال غير قادرة على الوصول إلى الضحايا بسبب انسداد الطرق المؤدية إلى ونتشوان حسبما افاد المكتب العسكري للطوارئ. ومما زاد الطين بلة الأمطار التي فاقمت الوضع إذ جعلت ظروف الطيران صعبة بالنسبة للطائرات المدنية والمروحيات، وكانت هيئة الأركان العامة قد أمرت بنقل عشرة آلاف جندي كانوا يرابطون في مقاطعة (شاندونغ) الشرقية جوا بدلا من سكك الحديد لتوفير الوقت، وتم كذلك تحريك طائرات مدنية للمساعدة في اعمال نقل الجنود. ويعتبر هذا الزلزال الأعنف الذي تشهده الصين منذ زلزال تانغشان عام 1976 الذي أدى الى مقتل 242 ألف شخص بحسب الحصيلة الرسمية. وكانت أعلى القيادات الصينية قد أكدت الليلة الماضية على خطورة الوضع حيث قال رئيس الوزراء الصينى وين جياباو من مقر عمليات الانقاذ في (دوجيانغيان) في سيتشوان على بعد 100 كلم من مركز الزلزال أن "الوضع أخطر مما كنا نعتقد سابقا". وأضاف قائلا "لا يمكننا الاعتماد فقط على الفرق الطبية في إقليم سيشوان نحن بحاجة لفرق تصل من الخارج". من جهته اعتبر الرئيس الصيني هو جينتاو أن عمليات الإنقاذ هي "الأولوية المطلقة الآن للحكومة" ودعا السلطات على كل المستويات إلى التركيز على هذه المهمة. وتنفيذا لأوامر الرئيس الصيني ورئيس وزرائه أرسلت حكومة بكين أكثر من 50 ألف من قوات جيش التحرير الشعبي والشرطة إلى المناطق المنكوبة للانضمام إلى أعمال الإغاثة والإنقاذ الجارية. وقد انتشر 17 ألفا منهم صباح أمس فيما توجه 34 ألفا آخرين إلى المناطق المنكوبة التي كان لا يزال متعذرا الوصول إلى بعض منها.