شهدت السنوات الأخيرة،ظهور عدد معتبر من القنوات الفضائية وصل عددها حسب آخر الإحصائيات إلى أكثر من خمسمائة قناة فضائية عربية،بين حكومية وخاصة وبين عامة ومتخصصة موجهة خدماتها إلى لكافة الشرائح،والفئات والشعوب العربية،سواء في ببلدانها أوتلك الموجودة في المهجر،إلا أنه مع هذا الكم الهائل من الفضائيات العربية،تبرز قناة الجزيرة الإخبارية القطرية كأحد أكبر إنجازات الإعلام الفضائي العربي في القرن الحالي،وواحدة من القنوات التي حققت نجاحا وتواجدا على الساحة الإعلامية العربية والدولية،فقناة الجزيرة التي تأسست سنة1996،كأول قناة متخصصة في الأخبار وبطاقم صحفي قادم من أعرق وأشهر المدارس الصحفية في العالم،مدرسة BBC. استطاعت أن تجلب وتجذب إليها عدد كبير من المشاهدين العرب،وتحظى برضاهم في وقت قصير،وباتت المصدر الوحيد لهم في يخص الأخبار رغم توفر وتعدد مصادر المعلومة!،إلا أن احترافية القناة والمصداقية والخبرة والسبق الصحفي،والرأي والرأي الآخر،وكسر المحرمات أهم العوامل التي جعلت قناة الجزيرة تسطع وتلمع في سماء الفضائيات العربية،وفي سماء الإعلام الدولي الذي يتميز بوجود مدارس صحفية عريقة وكبيرة،كقناةCNNالأمريكية،والأوربية EURO NEW. لقد استطاعت قناة الجزيرة القطرية،وبفضل خبرة طاقمها الصحفي،أن تلعب على أحد والطابوهات والمحرمات الثلاث لدى المواطن العربي،وهي السياسة،الدين،والجنس والتي لايستطيع الفرد العربي مناقشتها حتى مع نفسه؟.أوحتى في أحلامه،فالمجتمعات العربية بصفتها مجتمعات هشة حديثة النشأة،ولايتمتع أفرادهابديمقراطيةكاملة،كتلك الموجودة في الدول الغربية،ونتيجة قمع الأنظمة الحاكمة لشعوبها ومواطنيها،فإنهم لايستطيعون انتقاد حكامهم ورؤساء دولهم،فالحاكم في نظر حكامنا هو خليفة الله وضله في الأرض،ومن داس على الحاكم،فقد داس على الله ووجب عقاب أشد العقاب كل من يتعرض للحاكم العربي بأي شكل من الأشكال التي يمكن أن تسيء لحاكمنا،فاستغلت القناة هذا الطابوه لتدخل عالمه المخيف والمظلم بكل قوة،وتكسر زجاجه ، واستطاعت أن تنتقد وتفضح وتبرز قضايا فساد حكامنا أمام مرآهم،وأمام مرأى المواطن العربي البسيط!، فجسدت الحاكم العربي على أنه شخص عادي يمكن أن تحاسبه وتحاكمه شعوبه متى أرادت؟لكن الأمر أزعج الكثير من الزعماء العرب من هذه القناة،فقرر العديد منهم إغلاق مكاتبها في عواصمهم!،قابله إعجاب شديد بهذه القناة من المواطن العربي،وهم يشاهدون الزعيم العربي وحاكمهم،كيف ينتقد بكل شدة وموضوعية وحقيقة تامة،وهو أمرغير موجود لدى كثير من القنوات العربية الأخرى . هذا الأسلوب الجديد والمشوق،جعل قناة الجزيرة القطرية تكسر الحواجز بين الموطن العربي وزعيمهم وأظهرت لهم الزعيم والرئيس في الدول الغربية،وهو يرشق بالطماطم والنعال والبطاطا من طرف مواطنيه،فالرئيس الأمريكي جورج بوش رشق بنعل أحد الصحفين العراقيين، ودخل السجن ثم أفرج عنه مع العلم أن القانون الغربي لايعاقب من يرشق رئيس الدولة،إلا إذاكان الرشق بالة حادة وأظهرت الرئيس الإيطالي بيرليسكوني ينزف الدم من فمه بسبب الاعتداء عليه من أحد مواطنيه كل هذا جعل المشاهد العربي ينبهر من هذه الطريقة الجديدة في معالجة مثل هذه المواضيع . لقد استطاعت قناة الجزيرة الإخبارية،أن تجد لنفسا مكانا،ضمن القنوات العربية والدولية وهذا بشهادة زعماء ومسئولين كبار في الغرب،فهاهو البيت الأبيض الأمريكي يصرح أكثر من مرة،من أن هذه القناة أصبحت تهدد مصالح أمريكا في المنطقة العربية، والمؤتمر الدولي الذي عقد في عام 2007، تحت عنوان إلى أين يتجه الإعلام العربي،وحضره وزراء الإعلام في الدول الأوربية ،وخلص المؤتمر إلى توجيه انتقادات شديدة لقناة الجزيرة الإخبارية! معهد البحوث والدراسات الإعلامية القاهرة "البريد الالكتروني" com.@hotmail 34 noureddine.