كشف تقرير للاستخبارات الأمريكية وجود 696 فضائية عربية من بينها 112 قناة تقدم صورا إباحية بلهجات عربية مختلفة، وكشف ذات التقرير أن الطالب الجامعي يقضي إلى غاية تخرجه ألف ساعة خاشعا أمام هاته الفضائيات وغيرها من فضائيات العالم، بينما يقضي نصفها على مقاعد الدراسة بجسده وربما عقله يجتر إفرازات ما تقدمه هاته الفضائيات.. * وحسب نفس التقرير فإن الجزائريين يستهلكون حوالي خمسة ملايير ساعة في السنة أمام التلفزيون، واهتمام الاستخبارات الأمريكية بعدد ومحتوى الفضائيات العربية والإسلامية ومدى تعلق المواطنين بمتابعتها يؤكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل والغرب عموما بعد أن تيقنوا من هزيمتنا عسكريا واقتصاديا وعلميا يريدون الإطمئنان على سير الخلف على نهج السلف اجتماعيا وثقافيا، ويستقبلون هاته التقارير الاستخباراتية بكثير من الابتهاج، ويقدموها للهيئات السياسية التي تعلم أن ما أفسدته هاته الفضائيات خلال سنوات قليلة لن يصلحه أكبر عطّار في العالم، والمؤلم أن المال اليهودي على قلته ينفق إلى آخر مليم في شراء الأسهم من كبريات وسائل الإعلام العالمية المؤثرة التابعة للدول العظمى، بينما المال العربي على كثرته ينفق إلى آخر مليم في شراء قنوات التسلية حتى يخيّل لنا أن الدنيا لهو ولعب .. وفقط. * وتقرير الاستخبارات الأمريكية الذي شرّح وضعنا البائس ونومنا الدائم أمام التلفاز، لم يتطرق إلى ما تقدمه اللوبيهات الصهيونية من خدمات إعلامية للدولة العبرية وتمكنها في العشرية الأخيرة من تصوير المسلمين بأبشع الصور ووضع الإسرائيليين في ثوب الضحية، ولن نكشف سرا إذا قلنا أن الجزائري ينفق ماديا ومعنويا من أجل بطاقات الفضائيات المشفرة وهي بالتأكيد ليست فضائيات تعليمية أو تثقيفية أكثر مما ينفق على اقتناء الكتب، وهو لا يختلف في ذلك عن أي مواطن عربي أو مسلم يتهم دائما الحكام بزرع وتشجيع هاته القنوات في فضاءاته، بينما يتولى هو الإنفاق عليها من ماله ومن وقته ومن صحته والسهر إلى موانئ الفجر في متابعتها، والغريب أن بعض هذه الفضائيات تسمي نفسها بالدينية والاسلامية وهي تقدم وصفات جهل وشرك أبشع مما تقدمه الفضائيات الإباحية، وأخرى تسمي نفسها بالسياسية والفكرية وهي لا تستطيع أن تقدم أدنى انتقاد للظلمة والطواغيت داخل وخارج الوطن الكبير، وتتمكن بالمقابل قناة فضائية إسرائيلية واحدة من أن تصور الإسلام دين العلم والرحمة بالمعتقد الظلامي لدى كامل المعمورة، وتعجز 696 فضائية عربية وما يوازيها من قنوات إسلامية عن الدفاع عن الإسلام حتى لا نقول تشن هجوما معاكسا تصور فيه الإسرائيليين بواقعهم الظالم. * الاستخبارات الأمريكية أرادت هذا ووجدته، والحكام يريدون هذا وبلغوه، والشعوب أيضا أرادت هذا فنالته، وقد تمر السنوات وتتشابه وتبقى التقارير الاستخباراتية الأمريكية تشبه نفسها رغم قناعتنا بأن العدد سيتضاعف والنوعية ستزداد سوءا... فكما نكون يولى علينا سياسيا واقتصاديا .. وأيضا فضائيا.