التسول ظاهرة معروفة لدى كافة الشعوب المتقدمة منها و السائرة في طريق النمو . ففي بلادنا و بالأخص ولاية سطيف ، إذ لاحظنا أن عدد المتسولين يزداد بشكل ملحوظ ، على الرغم من أن هذه المدينة تعرف بارتفاع في حركة النشاط التجاري ، و كذا أسعار السوق المنخفضة مقارنة بالولايات الكبرى للوطن . صحيح أن هناك من يعيش حالة ترف و هناك من يعيش حالة فقر لكن ليس إلى الحد التسول . إذ نجد مدينة عين ولمان مثلا الواقعة جنوب الولاية ، و التي تبعد عنها بحوالي 33كلم2 ، هذه الأخيرة تعتبر هي الأخرى منطقة تجارية أغلب سكانها يمارسون نشاط الفلاحة أو التجارة تغلب فيها الشريحة ذات المستوى الاجتماعي البسيط ، إلا عددا قليلا منها من يملكون أراضى فلاحية غير صالحة للزراعة بحاجة إلى تمويل مادي للاستفادة منها بشكل أفضل ،إلا أننا نجد عددا معتبرا من المتسولين البعض منهم يعانون إعاقة ذهنية ،يجوبون أنحاء المدينة مستغلين الأماكن ذات التجمعات ، منهم من تجده أمام المساجد، المقاهي ،المطاعم ،المؤسسات البنكية و الصرفية ، كما و أخذت بهم الجرأة حتى القيام بطرق بيوت السكان لطلب الصدقة ومنهم حتى من يرفض ما يقدم له من أكل و شراب ...... الخ ،فهم يبحثون فقط عن " مصروف الجيب " تحت ذريعة عدد من فواتير الغاز ،الماء ،الكهرباء غير المسددة... أو وصفات الأدوية التي لم يتم شراؤها، و الغريب في الأمر حسب رأي أهل المدينة أن هؤلاء الأفراد لديهم عائلات تأويهم إلا أنهم يفضلون العيش بهذه الطريقة مستغلين بذلك في كثير من الحالات أطفالا أبرياء لا حول لهم ولا قوة ،رغم وجود عدة مراكز للهلال الأحمر الجزائري على مستوى الولاية ،غير أن ذلك لم يغير في الأمر شيئا. جاء في الحديث النبوي الشريف "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده"