نعيش هذه الأيام انخفاض في درجات الحرارة والتي تسبب ضغوط ليس فقط على جسم الإنسان بل يمتد الأمر إلى التأثير على الأجهزة المختلفة وخاصة جهاز المناعة الذي يعتبر الداعم لسلامة الجسم والذي يقاوم الإصابة بالعديد من الأمراض وخاصة الأمراض التي تنتج من الإصابة بالميكروبات مثل المسببة للرشح والأنفلونزا لذلك نلاحظ انتشار وإصابة الأشخاص وخاصة كبار السن والأطفال بسهولة بأمراض الشتاء مثل أمراض الجهاز التنفسي كما يلاحظ بان انخفاض درجات الحرارة ترتبط كذلك بسلامة الجهاز الهضمي حيث قد تودى هذه الانخفاضات بالإصابة بالإسهال. مما سبق يتضح أن هذا الانخفاض في درجات الحرارة يؤدي إلى الانخفاض في النشاط والحيوية حيث يثير هذا الانخفاض بعض التساؤلات على ماذا يحدث خلال فصل الشتاء على الجسم وعلى التفاعلات الحيوية والنشاطات الفسيولوجية لأعضاء الجسم وهل يؤثر انخفاض درجات الحرارة على صحة الإنسان وخصوصا عند بعض الفئات أو المجتمعات التي لم تتعود على انخفاض درجات الحرارة بشكل مستمر ودائم. أمراض القلب Heart disease : تشير العديد من الدراسات المختلفة في العديد من المناطق والدول التي ينتشر فيها البرد وتنخفض فيها درجات الحرارة إلى حدوث أمراض القلب والسكتة القلبية وأمراض الأوعية الدموية. حيث لوحظ أن أمراض السكتة القلبية تعتبر اكبر مسبب لحدوث الوفيات في فصل الشتاء وعند انخفاض درجات الحرارة حيث قد يحدث ذلك في أكثر الحالات في الساعات واليوم الأول أو الثاني للتعرض المفاجئ لانخفاض درجات الحرارة خاصة عند بعض الفئات مثل كبار السن وترجع أسباب هذا المرض إلى أن هناك زيادة في عملية تخثر الدم وحدوث تجمعات لبعض مكونات الدم مثل الصفائح الدموية مما قد يؤدي إلى حدوث ما يعرف بthrombosis زيادة العدد لكرات الدم الحمراء (RBC). لقد لوحظ في بعض الدراسات على بعض الأشخاص الذين تعرضوا لانخفاض في درجة الحرارة ان هناك زيادة في تركيز كريات الدم الحمراء من غير زيادة في حجم الدم نفسه وبالتالي سوف يؤدي إلى نقص في حجم البلازما بمعدل 13-16% وهذا سوف يؤثر على تركيز ومعدلات بعض العناصر الحيوية في الدم مثل البوتاسيوم (K) والصوديوم (NA) وكذلك تركيز الماء لحل هذه التغيرات سوف تؤثر على معدل محتويات الدم وبالتالي تزيد من حدوث تخثر الدم وزيادة في لزوجته مما يؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية خلال الأوعية الدموية. ارتفاع معدل الكولسترول لوحظ أن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء له تأثير على معدل وتركيز الكولسترول حيث يزيد تركيز الكولسترول في الدم وخاصة عند كبار السن وكما نعلم ان زيادة مستوى الكولسترول في الدم يرتبط ارتباطا كبيرا في زيادة معدلات تصلب الشرايين وخاصة عند زيادة تأكسد هذا الكولسترول خاصة في النوع الضار الذي يعرف بالكولسترول السيئ (LDL) ولقد لوحظ ذلك في دراسة في بريطانيا على صحة بعض الأشخاص المسنين حيث ارتفاع معدل وتركيز الكولسترول من 4.5إلى 5.5محلول لتر، وهذه الزيادة قد تلعب دورا في حدوث مشاكل أمراض القلب والأوعية الدموية. ارتفاع الضغط إن من العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة حدوث وتجمع وتخثر الدم في الأوعية الدموية خلال فصل الشتاء هو ارتفاع معدلات ضغط دم الإنسان خلال فصل الشتاء وقد يزيد الأمر تعقيد إذا زاد الفرق بين قراءات الضغط الانضباطي (البسط) مقارنة بالضغط الانبساط (المقام) احتياطات عامة الخضار والفاكهة : من أهم العوامل التي تساهم في حماية الشرايين والأوعية الدموية تناول كميات جيدة من مصادر مضادات الأكسدة والتي تتواجد بشكل جيد في الفاكهة والخضار بأنواعها لذلك يجب علينا عدم إهمال تناولها خلال هذا الفصل حتى وان كان ذلك بأكلها طازجة (فواكه وخضار) أو على شكل عصير. والخضار والفواكهه وخاصة الحمضيات تعتبر مصدر جيد للفيتامينات وخاصة فيتامين سي vit C والذي يلعب دور مهم فى رفع مناعة الجسم ومن خلال تجربة عملية يمكن ان يبدأ الانسان يومه بشرب كأس من الماء بعد اضافة ملعقة من العسل وعصر ليمونه عليه واضافة كمية بسيطه من الحبة السوداء بعد جرشها واخذ ذلك على الريق مع (5-7) تمرات السوائل يجب علينا عدم إهمال تناول السوائل لأنها مهمة خلال فصل الشتاء وخاصة ان هناك زيادة في تركيز العديد من مكونات الدم ويجب عدم إهمال بعض المشروبات العالية في تركيز مضادات الأكسدة مثل الشاي الأخضر وينصح كذلك بتناول الزنجبيل والذي يلعب دورا في زيادة سرعان الدورة الدموية في أعضاء الجسم المختلفة وخاصة الطرفية والذي عن طريقه يتم تدفئة الشخص إلا انه يجب الحذر لمن يعانى من ضغط الدم ان يتناول الزنجبيل بكميات محدودة لان هناك ارتباط باستهلاك الزنجبيل بكميات له تأثير على رفع الضغط. التدفئة داخل البيت يجب الحرص على التدفئة الجيدة وعدم إهمال كبار السن في ذلك لان إصابته قد تكون أكثر عندما تزيد انخفاض درجات الحرارة لذلك ينصح بتعريض الجسم لاشعة الشمس المباشرة بمعدل 5-10 دقائق يوميا والتى سوف تساهم فى تنشيط فيتامين د. النشاط الرياضة: ان ممارسة النشاط البدني له دور كبير فى الحد من الاصابة بالامراض حيث تساهم الرياضة فى رفع قوة العضلات وسلامتها وكذلك تساهم برفع مناعة الانسان مما تجعله فى وضع يستطيع مقاومة الجراثيم الممرضة كما ان للرياضة دور فى زيادة وتنشيط الدورة الدموية والتى تساهم فى تدفئة الجسم ويجب الحرص على استهلاك كميات كبيرة من الماء بعد اداء التمارين.